رداً على من يطلب آية من القران في اثبات امامة وخلافة أهل البيت

[الهادي]

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير البرية أجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الواقع هناك الكثير من السلفية حينما نتكلم معهم في خصوص أحقية أهل البيت بالخلافة, وانهم قد نصبهم الله تعالى فيطلبون دليل من القران الكريم ,محتجين بان هناك امثلة بسيطة قد ذكرها القران الكريم فكيف لايذكر الله امامة أهل البيت (عليهم السلام)صريحاً .
وهذا السؤال مع مافيه من مغالطات واضحة اخذوا يرددونه بقنواتهم ومنابرهم الاعلامية وكتاباتهم يومياً ...

فنقول لهم من قال ان لابد لكل مسالة من مسائل الاسلام ان يكون لها أصل بالقران الكريم ؟
فهناك الكثير من العقائد ومن الاحكام لم يتطرق اليها القران الكريم فهل يمكن ان ننكر تلك العقائد التي هي ثابته بحجة انها لم يطرق اليها القران الكريم .
ثانياً لماذا يغمضون أعينهم عن الاقرارات التي صدرت منهم في خصوص كلام الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله وسلم) والقران يصرح بان كلام رسول الله هو من عند الله وماينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحا ,ونفس رسول الله قد تكلم مراراً في خصوص خلافة أهل البيت وامامتهم وانهم خلفائه من بعده وقد اعطى مواصفاتهم تفصيلا وهذا مارد في مصادر جميع الفرق الاسلامية .
ثالثاُ من ينكر الحديث ويطلب فقط الايات في العقائد والاحكام فهو زنديق على ما افتى به علماء اهل السنة انفسهم فكيف يطلبون بشي يجعلهم زنادقة بحكم علمائهم حيث يقول


البربهاري في كتابه (شرح السُّنَّة ص119-120 فقرة 135 ط. مكتبة دار المنهاج) : "وإذا سَمِعْتَ الرَّجُلَ تأتيهِ بالأثَرِ فلا يُرِيدُهُ، وَيُريدُ القرآنَ، فلا [تشك] أنَّه رَجُلٌ قد احُتَوى على الزَّنْدَقَةِ، فَقُمْ مِنْ عِنْدِهِ [وَدَعْهُ]".

رابعاً : من قال لم يذكر الله امامة او خلافة اهل البيت في القران الكريم, فهناك العديد من الايات التي ذكرت امامتهم وانها تنصيب الهي واعطت مواصفاتهم في العديد من الايات تارة وصفتهم انهم الراكعون وتارة انهم اولي الامر وتارة انهم المطهرون وتارة انهم الصادقون وغيرها العديد من الايات التي بشهادة اعدائهم انها نزلت فيهم .

خامساً : يذكر الالباني العالم السلفي الشهر العديد من الاحكام المهمة ويقول انها لم تذكر في القران الكريم وانما ثبتت عن طريق كلام الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) فهل يستطيعوا انكارها ,وانكارها يعني تكذيب الرسول والكفر بما جاء به ؟.
واليكم الوثائق لتعرفوا انهم لم يمتلكوا الحجة الصحيحة في نفي امامة اهل البيت بل الادلة الواضحة والقطعية عند اتباع اهل البيت عليهم السلام التي تثبت امامة وخلافة اهل البيت من خلال الكتاب والسنة .

[الباحث الطائي]

بسمه تعالى

احسنت شيخنا الهادي وفقه الله

هم ينظرون لخلافة الرسول من جهة محدودة جدا وهي الخلافة السياسية / الحكم ،،، بل والاطغى يجعلون فعل الصحابة كالاول والثاني والثالث هو المفسر للدين وهو الصحيح من الفهم والاعتقاد ، ويبررون ذلك بانه لو لم يكن صحيحا ما فعلوه ! وهذا طبعا مخالف للشرع والعقل ، الا ان يكون الشخص معصوما ، والحق فعمليا جعلوهم معصومين بامضاء افعالهم وما قرروه وإنْ لم يصرحوا لفضاً بعصمتهم ! فتأمل .


وأما متطلبات الدين والهداية الاخرى التي كانت من مختصات النبي ص ، فيكتفون بكاتب الله وسنته الصحيحة وما عليه السلف الصالح ، والحمد لله رب العالمين .

فعندما نثبت لهم مقام ودور خليفة الله في الارض ومقام ودور الامام من القران وايضا من السنة النبوية عموما وتخصيصا بال البيت العترة الاطهار والتي في كتبهم وحجة عليهم ، يضعفونها وينفونها بشتى الطرق . لان ذلك طعن ونفي لاساس ثابت محكم متين عندهم يبنون عليه عقيدتهم .

ولكن لا يفعلون جزء بسيط من النقدى والحكم العادل اتجاه معتقداتهم وخاصة موضوع الطرح ، فمرة شورى واخرى تنصيب وثالثة تحكيم . ويريدون ان يتخذوا بين تلك سبيلا .

احد اهم الاسباب وراء التمسك بذلك عند عقلائهم وعلمائهم ومحققيهم سابقا ولاحقا هي انهم خلقوا قدسية ( باطلة ) تحيط بشخصية ( الصحابة الأولياء ! ) ابو بكر وعمر وعثمان لا يمكن معها ( الا بصعوبة عالية ) القدح والجرح في افعالهم ونواياهم المنحرفة . حالها تقريبا كحال عقيدة الشيعة في أئمة ال البيت ع .
وهذا بالحقيقة امر دبر بليل منذ عهد الرسول وتم صنعه مع خط ال بني سفيان واليهود لضرب خط الرسالة المحمدية من الداخل واول خطوة لوصولهم للحكم ! حيث لا يتسنى لهم الوصول الا بوسيط وآلية

فالوسيط هم الاول والثاني والثالث .

والآلية هي تشتيت الطريق الصحيح لخلافة رسول الله وجعلها بين شورى وتنصيب وتحكيم ، ومن ثم من استطاع الوصول للحكم ولو بالقوة ولو كان ضالم فاسق فعلى الامة مبايعته والباقي تعرفونه ...

وعليه كنت اقول واعيد ، لا مجال ولا طريقة لمناقشة اهل السنة بالعموم عقائديا الا من خلال نقض اصل المشكلة وجذرها ،،، وكذلك وهو المهم والذي يحتاج مشايخنا واساتذتنا الابرار الالتفات اليه هو الخروج من خانة المدافع والانتقال الى خانة المهاجم !
بمعنى كفانا قرون طويلة دائما نحن بمحل من يجب اثبات عقيدته ، بل انتم هاتوا برهانكم وفق القران والسنة وبينوا لنا هذه التناقضات كيف جرت وتجري وعلى اي اساس ! واذا بدأ احدهم بالمطالبة علينا بالادلة نقول له قف قليلا واثبت لي احقية عقيدتك في خلافة الرسول فاذا اثبتها لي فانا اسهّل عليك الامر واتبعك اتباع الاعمى ، ولن يستطيع ابدا ذلك .

والله اعلم
الباحث الطائي

[الهادي]

اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
الاخ الفاضل الباحث الطائي حياك الله تعالى واشكرك على هذا التعليق المبارك والاضافه القيمة

فجزاك الله خيرا ووفقك لمرضاته بحق محمد واله الطاهرين

[محمد محمود موسى محمود]

(( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54) فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا))
هذه الآية من أعظم الأدلة على وراثة آل محمد للخلافة والكتاب
الناس في الآية السابقة هم آل محمد وقد حسدتهم قريش على فضل الله تعالى لهم كما فضل آل ابراهيم بالكتاب والحكمة
وعلى رأس الحاسدين الجبت والطاغوت عتيق بن السفاح وعمر بن الحرام فاتبعهما المرتدين على أعقابهم وزعموا أنهما أهدى من آل محمد
فمنهم من آمن بولاية آل محمد ومنهم من صد عنها وكفى بجهنم سعيرا للمرتدين

[الهادي]

اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
الاخ الفاضل والموالي لاهل البيت عليهم السلام محمد محمود موسى حياك الله تعالى وبارك بك
وجعلنا الله واياكم من الفائزين بتمسكنا بمحمد واله الطاهرين
نعم ورد عن اهل البيت في تفسير ما تفضلت به بانهم الذين حسدوهم الاخرين لما حباهم الله من فضله
واليك نص ما ورد في تاكافي للشيخ الكليني رحمة الله عليه
ورد عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " فكان جوابه: " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا
" يقولون لائمة الضلالة والدعاة إلى النار: هؤلاء أهدى من آل محمد سبيلا " أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا * أم لهم نصيب من الملك - يعني الإمامة والخلافة - فإذا لا يؤتون الناس نقيرا " نحن الناس الذين عنى الله، والنقير النقطة التي في وسط النواة " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله " نحن الناس المحسودون على ما آتانا الله من الإمامة دون خلق الله أجمعين " فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " يقول: جعلنا منهم الرسل والأنبياء والأئمة، فكيف يقرون به في آل إبراهيم عليه السلام وينكرونه في آل محمد صلى الله عليه وآله " فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا * إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما ".

المصدر /الكافي - الشيخ الكليني - ج 1، - الصفحة 205