اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
إن التربية بشكل عام تختلف عن الصناعة بفارق أساس يتمكن الإنسان عن طريقه من معرفة التربية، الصناعة عبارة عن (الصنع) أي وضع شيء أو بعض الأشياء تحت نظام للتعديل والتشذيب وإيجاد ربط بين الأشياء وقواها، ليصبح ذلك الشيء مصنوعا من مصنوعات الإنسان، كقطعة الذهب التي نصنعها خاتماً ونضفي عليها شكلاً متسقاً.
والتربية هي عبارة عن التنمية، أي إظهار القابليات الكامنة في باطن الإنسان، والموجودة بالقوة فيه إلى مرحلة الفعلية
إن التربية بشكل عام تختلف عن الصناعة بفارق أساس يتمكن الإنسان عن طريقه من معرفة التربية، الصناعة عبارة عن (الصنع) أي وضع شيء أو بعض الأشياء تحت نظام للتعديل والتشذيب وإيجاد ربط بين الأشياء وقواها، ليصبح ذلك الشيء مصنوعا من مصنوعات الإنسان، كقطعة الذهب التي نصنعها خاتماً ونضفي عليها شكلاً متسقاً.
والتربية هي عبارة عن التنمية، أي إظهار القابليات الكامنة في باطن الإنسان، والموجودة بالقوة فيه إلى مرحلة الفعلية
وأما التربية فهي عبارة عن التنمية، أي إظهار القابليات الكامنة في باطن الإنسان، والموجودة بالقوة فيه إلى مرحلة الفعلية، ولذا تصدق التربية فقط على ذات الأرواح كالنباتات والحيوانات والإنسان، وان استخدمنا هذه الكلمة في غير ذوات الأرواح فيكون ذلك مجازاً، وليس المفهوم الواقعي أننا ربينا ذلك الشيء، إذ لا يمكن تربية قطعة من الحجارة أو المعدن كما نربي نبتة أو حيواناً أو إنساناً، إن هذه التنميات معناها تفتح وتفجر القابليات الكامنة في تلك الموجودات، والذي يصدق فقط في الكائنات الحية، ومن هنا يتضح أن التربية يجب أن تكون تابعة للفطرة ولطبيعة الأشياء، فإن أردنا أن يتفتح شيء فلابد من السعي لإظهار القابليات الكامنة فيه، وأما لو فقدت القابلية من شيء فمن الطبيعي عدم إمكان إبرازه وإظهاره وتنميته، فمثلاً لا توجد قابلية التعلم لدى الدجاجة، ولذا لا نتمكن من تعليم الدجاجة درس الرياضيات ومسائل الحساب والهندسة إذ لا يمكن إظهار القابلية المعلومة فيها، وأيضاً يتضح من هنا أن الخوف والتهديد والإرهاب ليس من عوامل التربية في الإنسان (التربية بمعنى التنمية) يعني لا يمكن تنمية استعداد أي إنسان عن طريق أخافته وضربه وإرعابه وتهديده، كما أنه لا يمكن تنمية شجيرة الورد وجعلها مزهرة عن طريق القوة بأن نقتلها حتى تعطي ورداً أو نمسك البرعمة التي نريدها أن تنمو بأيدينا ونسحبها بالقوة لتنمو، فليس نموها بالسحب وليس التوسل بالقوة مجدياً هنا، بل لا يمكن ذلك إلا بوساطة الطرق الطبيعية، وهي احتياجها إلى قوة الأرض والتربة والماء والهواء والنور والحرارة، مع مراعاة اللطف والرقة والدقة، وكذلك الناحية التربوية للبشر إذ لا يكون الخوف والإرعاب عاملاً للتنمية.