لقد منّ الله على عباده بعنايته واطلعهم على امور مهمة أخبر نا بها القرآن الكريم في عدد من اياته بما يتعلق بالانباء والحوادث الكثيرة والكبيرة ، وتعريف الغيب هو ماغاب عن العباد علمه من امر الجنة والنار والارزاق والاعمال ، وقد روى بعض المتأملين في الشأن القراني ان الله سبحانه تعالى علم آدم من لطائف الحكمة فيه مالا تعلمه الملائكة مع كثرة علومها وانها اعرف الخلق بربها فعرفوا ما دلهم على علم الغيب بالمعجزة ، ويرى ابن آسحاق في كتاب التبيان في تفسير القرآن الكريم .. ان الله اطلع نبيه (ص) على الغيب أي
اجتباه باعلامه كثيرا من الغيبيات ، وقد اخبر عن الغيب ومن كان له الغيب كان له الشهادة الى ما يغيب عن احساس الناس وما يظهر لها ، قوله تعالى ( ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك ) والنبأ يعني الشآن العظيم ، نظر بعض نقاد الادب في قوله تعالى ( عالم الغيب ) مع ان الله تعالى لايغيب عنه شيء بل اراد من غاب عن احساس العباد ، البعض الآخر يراها صفة لله تعالى ، والرجوع الى عالم الغيب والشهادة يعني الرجوع الى الله تعالى ، الروايات المنقولة عن اهل البيت عليهم السلام ، تفسر الغيب بالمهدي الموعود المتظر عجل الله فرجه الشريف الذي نعتقد بحياته وخفائه عن الانظار ، وقد يضع الله تعالى بعض العلوم الغيبية في متناول من يشاء من عباده وهذا رد على من يعتقد ان علم الغيب غير متاح للبشر ، وهو تفسير ايضا للايآت التي تنفي علم الغيب عن البشر ، فالانبياء لايعرفون شيئا عن الغيب الا مما يأتيهم بتعليم الله سبحانه هو يطلع على الغيب كل من يراه صالحا لذلك وتقتضي حكمته سبحانه ذلك ، وجاء في كتاب تفسير الامثل للعلامة ( مكارم الشيرازي ) ان ليس هناك دليلا على نفي كل علم بالغيب عن الا نبياء والائمة كما زعم البعض ، وذلك لأن علم الغيب بالذات يختص بمن يكون حاضرا في كل مكان وزمان ، واما غيره تعالى فانه لاعلم له بالغيب سوى ما يعلمه الله ، وهذا ماخوذ من ايآت عديدة من القرآن فلو قرآنا آية 26 من سورة الجن ( عالم الغيب ) فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول