بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
ان التنازل عن كرسي السلطة ليس بالأمر اليسـير على الانسان، فهناك أناس عندما يجلسون على كرسي لموظف صغير، او يصبحون كتّاباً في دوائر الحكام، سرعان ما يفقدون استقلالهم و إيمانهم، ويبدؤون بالتكبر على الآخرين، وأصحاب الكهف كانوا في عزّ سلطانهم، وبيدهم كل شيء، إلا انهم جردوا انفسهم منها في سبيل الله - سبحانه وتعالى -، لان أرواحهم اتصلت بكهف الاستقلال وحصن التوحيد، وأصبحت قلوبهم مضاءة بنور الإيمان، ولذلك فقد خلد ذكرهم على صفحات التأريخ، {وَإِذِ اعْتَزَلْتُـمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْووا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيّءْ لَكُم مِن أَمْرِكُم مِرْفَقاً}، (سورة الكهف: 16).
وقد زادهم الله ـ تقدست أسماؤه ـ شرفا فوق شرفهم إذ غير قوانين الطبيعة من أجلهم، كما تصرح بذلك الآية التالية: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَـمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ ءَايَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً}، (سورة الكهف:17).
وهكذا؛ فان في تاريخ الأديان السماوية، قبل ظهور خاتم الأنبياء، صلى اللـه عليه وآله، وبالذات في تاريخ اتباع عيسى بن مريم، عليهما السلام، صفحات مشرقة تتلألأ نوراً وضياءً لابد ان ندرسها، فمع ان المسلمين في عهد الرسول، صلى الله عليه وآله، بذلوا من مهجهم الكثير، إلا ان هناك مسلمين آخرين ظهروا قبلهم كأتباع عيسى وموسى وإبراهيم ونوح، عليهم السلام، اجهدوا انفسهم في سبيل الله ـ عز شأنه ـ واذا كنا نرى اليوم ان نصف البشرية يعبدون الله بصورة او بأخرى فان الفضل يعود في ذلك الى أولئك المؤمنين الأوائل.
ولذلك فان هذا الحديث ليس للماضي والتاريخ، بل هو حديث اليوم الذي يعيش فيه العالم الإسلامي معركة الاستقلال التي هي معركة التوحيد، فالإنسان الذي لا يؤمن بالله ـ سبحانه ـ لا يفكر في الاستقلال، والمؤمن الذي لا يفكر في الاستقلال فان في إيمانه ضعفاً وفشلا، ولابد له من ان يغير منهجه، فكيف يمكن لإنسان ان يدّعي الإيمان بالله وهو يخضع لقوانين السلاطين ويحارب تحت ألويتهم ويكتب في دواوينهم ويغدو جزءاً من استراتيجياتهم؟ وكيف يمكن لإنسان ان يدّعي انه عبد الله وهو من عبدة الطاغوت؟ وما الفرق بينه وبين المشركين الذين حاربوا الرسـول، صلى الله عليه وآله، فهم هم الآخرون كانوا يعبدون الله، إلا انهم كانوا يجعلون له ـ تعالى ـ أندادا، ويعتقدون ان هؤلاء الأنداد هم شفعاؤهم الى الله؟ وقد صرح بذلك القرآن الكريم في قوله: {وَالَّذِيــنَ اتَّخــَذُوا مــِن دُونــِهِ أَوْلِـيَآءَ مَا نَعْبــُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}، (سورة الزُّمر: 3).
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
ان التنازل عن كرسي السلطة ليس بالأمر اليسـير على الانسان، فهناك أناس عندما يجلسون على كرسي لموظف صغير، او يصبحون كتّاباً في دوائر الحكام، سرعان ما يفقدون استقلالهم و إيمانهم، ويبدؤون بالتكبر على الآخرين، وأصحاب الكهف كانوا في عزّ سلطانهم، وبيدهم كل شيء، إلا انهم جردوا انفسهم منها في سبيل الله - سبحانه وتعالى -، لان أرواحهم اتصلت بكهف الاستقلال وحصن التوحيد، وأصبحت قلوبهم مضاءة بنور الإيمان، ولذلك فقد خلد ذكرهم على صفحات التأريخ، {وَإِذِ اعْتَزَلْتُـمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْووا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيّءْ لَكُم مِن أَمْرِكُم مِرْفَقاً}، (سورة الكهف: 16).
وقد زادهم الله ـ تقدست أسماؤه ـ شرفا فوق شرفهم إذ غير قوانين الطبيعة من أجلهم، كما تصرح بذلك الآية التالية: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَـمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ ءَايَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً}، (سورة الكهف:17).
وهكذا؛ فان في تاريخ الأديان السماوية، قبل ظهور خاتم الأنبياء، صلى اللـه عليه وآله، وبالذات في تاريخ اتباع عيسى بن مريم، عليهما السلام، صفحات مشرقة تتلألأ نوراً وضياءً لابد ان ندرسها، فمع ان المسلمين في عهد الرسول، صلى الله عليه وآله، بذلوا من مهجهم الكثير، إلا ان هناك مسلمين آخرين ظهروا قبلهم كأتباع عيسى وموسى وإبراهيم ونوح، عليهم السلام، اجهدوا انفسهم في سبيل الله ـ عز شأنه ـ واذا كنا نرى اليوم ان نصف البشرية يعبدون الله بصورة او بأخرى فان الفضل يعود في ذلك الى أولئك المؤمنين الأوائل.
ولذلك فان هذا الحديث ليس للماضي والتاريخ، بل هو حديث اليوم الذي يعيش فيه العالم الإسلامي معركة الاستقلال التي هي معركة التوحيد، فالإنسان الذي لا يؤمن بالله ـ سبحانه ـ لا يفكر في الاستقلال، والمؤمن الذي لا يفكر في الاستقلال فان في إيمانه ضعفاً وفشلا، ولابد له من ان يغير منهجه، فكيف يمكن لإنسان ان يدّعي الإيمان بالله وهو يخضع لقوانين السلاطين ويحارب تحت ألويتهم ويكتب في دواوينهم ويغدو جزءاً من استراتيجياتهم؟ وكيف يمكن لإنسان ان يدّعي انه عبد الله وهو من عبدة الطاغوت؟ وما الفرق بينه وبين المشركين الذين حاربوا الرسـول، صلى الله عليه وآله، فهم هم الآخرون كانوا يعبدون الله، إلا انهم كانوا يجعلون له ـ تعالى ـ أندادا، ويعتقدون ان هؤلاء الأنداد هم شفعاؤهم الى الله؟ وقد صرح بذلك القرآن الكريم في قوله: {وَالَّذِيــنَ اتَّخــَذُوا مــِن دُونــِهِ أَوْلِـيَآءَ مَا نَعْبــُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}، (سورة الزُّمر: 3).