بسم الله الرحمن الرحيم
الزبرة: القطعة الضخمة من الحديد، هذا في اللغة
ووصف رجل بها هو كناية عن قوته وصلابته، الأمر الذي يكشف عن صحته وعافيته.
وقد وُصف بهذه الصفة عدة مجموعات في زمن الظهور، هي التالي:
المجموعة الأولى: أصحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) الثلاثمائة وثلاثة عشر
حيث ورد عن أبي جعفر الباقر عليه السلام :
لكأني أنظر إليهم مصعدين من نجف الكوفة ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا ، كأن قلوبهم زبر الحديد...
تفسير العياشي - محمد بن مسعود العياشي - ج 2 - ص 59.
المجموعة الثانية: الأبدال والنجباء والأخيار.
حيث ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا كان عند خروج القائم، يخرج:
النجباء من مصر
الأبدال من الشام
عصائب العراق
رهبان بالليل ليوث بالنهار ، كأن قلوبهم زبر الحديد ، فيبايعونه بين الركن و المقام...
الاختصاص - الشيخ المفيد - ص 208.
وهؤلاء إن كانوا من ضمن الـ (313) فيدخلون تحت المجموعة الأولى
ويكون ذكرهم لوحدهم في هذه الرواية من باب الإشارة إلى تميّزهم عن باقي الـ (313)، وإن كانوا غيرهم كانوا مجموعة برأسها.
المجموعة الثالثة: أصحاب الإمام بصفة مطلقة.
أي من دون تقييدهم بالثلاثمائة وثلاثة عشر، أو غيرهم، ولعله يشمل كل أصحابه والمقاتلين بين يديه.
فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : كأني أنظر إلى القائم عليه السلام وأصحابه في نجف الكوفة
كأن على رؤوسهم الطير، قد فنيت أزوادهم وخلقت ثيابهم
قد أثّر السجود بجباههم، ليوث بالنهار ، رهبان بالليل
كأن قلوبهم زبر الحديد ، يعطى الرجل منهم قوة أربعين رجلا...
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 52 - ص 386.
ولكن يمكن القول إن هؤلاء هم أنفسهم الثلاثمائة وثلاثة عشر، لأن الروايات التي وصفت مجموعة الـ (313) ذكرت نفس هذه الصفات المذكورة هنا.
وعلى كل حال إن كانوا أنفسهم وإلا فهي صفة جميع أصحابه.
والذي يهون الخطب أن عندنا روايات تصف كل الشيعة المؤمنين في زمنه (عجل الله تعالى فرجه) بتلك الصفة (زبر الحديد)
وهي تمثل المجموعة التالية:
المجموعة الرابعة: شيعة أهل البيت (عليهم السلام).
فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال - وهو على المنبر - :
يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان...إذا هزّ رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب
و وضع يده على رؤوس العباد فلا يبقى مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد ، و أعطاه الله تعالى قوة أربعين رجلاً...
كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق - ص 653 باب 57 ح17.
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): فينشر راية رسول الله ( صلى الله عليه وآله )... فإذا هزّها، لم يبق مؤمن الا صار قلبه كزبر الحديد ، ويعطي المؤمن قوة أربعين رجلاً...
كامل الزيارات - جعفر بن محمد بن قولويه - ص 234.
وعن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال : إذا قام قائمنا :
أذهب الله عز وجل عن شيعتنا العاهة
وجعل قلوبهم كزبر الحديد
وجعل قوة الرجل منهم قوة أربعين رجلا ، ويكونون حكام الأرض وسنامها.
الخصال - الشيخ الصدوق - ص 541.
وعلى كل حال، تشير هذه الصفة إلى قوة في القلب ويقين في الاعتقاد
وأن أصحاب الإمام (عليه السلام) وشيعته من النوع الذي لا تأخذهم في الله لومة لائم..
وأنهم على استعداد دائم لتنفيذ أوامر مولاهم المهدي (عجل الله تعالى فرجه فرجه)
الأمر الذي يعني أن الفتح الذي سيكون على أيدي أولئك الأبطال
سيكون عالمياً بمعنى الكلمة، وسيكون مطابقاً للأوامر تماماً، وسيكون النصر حليفهم لا محالة.