بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
طلب التوفيق من الله بدون الاجتهاد والعمل. فقد تكون عند الإنسان غاية يريد تحقيقها، فيسأل الله أن يحقّق له تلك الغاية، فإن كان جادًّا في طلبه ذاك، فإنّ من المتوقع منه أن يسعى ويجتهد في سبيل تحقيقه، لا أن يبقى متسمّرًا مكانه دون حراك أو سعي، فلا معنى لذلك سوى غياب الجدية في تحقيق الغاية التي يريد، وذلك نوع من الاستهزاء بالنفس.
إنّ الغايات والمطالب، لا تُنال بمجرد إلقائها على كاهل السماء، ليقوم ربّ العالمين بإنجازها نيابة عن العبد، بل على النقيض من ذلك، فالنصوص الدينية تتضمن تأكيدًا متكرّرًا على محورية السّعي في حياة الإنسان، كما ورد في قوله تعالى: ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ﴾، وقال عزّ وجلّ: ﴿أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى﴾، فالأمنيات وحدها لا يمكن أن تحقق الآمال.
وأبعد من ذلك، فالإنسان لن يحقق مراده متى ما اقتصر على الدعاء، دونما بذل جهد في سبيل تحقيق ما يريد من الله قضاءه له. قال تعالى: ﴿وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ﴾، فالاستجابة من الله مشروطة بالإيمان والعمل الصالح باتجاه الغاية المطلوبة، وجاء عن رسول اللهأنه قال: «خَمْسةٌ لَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ.. ورَجُلٌ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ وقَالَ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي ولَمْ يَطْلُبْ» ، وقد ورد عن الإمام عليّ أنه قال: «الدّاعي بِلا عَمَلٍ كَالرّامي بِلا وَتَرٍ» .
وورد في الكافي عن كليب الصيداوي أنه قال: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه: اُدعُ الله عزّ وجلّ لي فِي الرِّزقِ فَقَدِ التاثَت عَلَيَّ اُموري. فَأَجابَني مُسرِعًا: لا، اُخرُج فَاطلُب»
، وورد في الكافي أيضًا عن أيّوب الهروي، قال: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ إِذْ أَقْبَلَ الْعَلَاءُ بْنُ كَامِلٍ، فَجَلَسَ قُدَّامَ أَبِي عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنِي فِي دَعَةٍ، فَقَالَ: «لَا أَدْعُو لَكَ، اطْلُبْ كَمَا أَمَرَكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ»
، ومضمون تلك الآيات والروايات أنّ الله سبحانه إنما يستجيب الدعاء للمؤمن العامل السّاعي نحو تحقيق مطالبه.
ويلعب الدعاء دورًا محوريًّا في تصويب الطريق، وتذليل العقبات، أمام السّاعين والعاملين المجتهدين، نحو تحقيق أهدافهم. ومردّ ذلك إلى أنّ حركة الانسان العامل تحتاج إلى أن تكون في الاتجاه الصائب، والمكان المناسب، وهنا تحديدًا يأتي دور الدعاء.
فللدعاء دور كبير في رفع العوائق من أمام الإنسان العامل المجتهد، وأن تكون جهوده مبذولة في موقعها المناسب. فلربما يرمي الإنسان إلى البحث عن جهة أو شخص لقضاء أمر معيّن، كالبحث عن وظيفة جيدة، أو الحصول على العلاج الطبي المناسب، فتارة يذوق الأمرّين في العثور على الجهة المناسبة، وتارة أخرى ينجح في العثور على الجهة المناسبة دونما عناء كبير، وقد يكون الفارق في الحالتين دعاء العبد وسؤاله ربّ العالمين بأن يسهل أموره ويفتح الأبواب أمامه.
ويبقى الأصل قائمًا في أن يمضي الإنسان في السعي والحركة، ويترك الباقي على ربّ العباد، وقد قيل: «منك الحركة ومن اللَّه البركة»، فإنّ كان الإنسان يسأل الله التوفيق من غير سعي، ومن دون أن يبذل كلّ جهده فهذا في الواقع إنما يستهزئ بنفسه.
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
طلب التوفيق من الله بدون الاجتهاد والعمل. فقد تكون عند الإنسان غاية يريد تحقيقها، فيسأل الله أن يحقّق له تلك الغاية، فإن كان جادًّا في طلبه ذاك، فإنّ من المتوقع منه أن يسعى ويجتهد في سبيل تحقيقه، لا أن يبقى متسمّرًا مكانه دون حراك أو سعي، فلا معنى لذلك سوى غياب الجدية في تحقيق الغاية التي يريد، وذلك نوع من الاستهزاء بالنفس.
إنّ الغايات والمطالب، لا تُنال بمجرد إلقائها على كاهل السماء، ليقوم ربّ العالمين بإنجازها نيابة عن العبد، بل على النقيض من ذلك، فالنصوص الدينية تتضمن تأكيدًا متكرّرًا على محورية السّعي في حياة الإنسان، كما ورد في قوله تعالى: ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ﴾، وقال عزّ وجلّ: ﴿أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى﴾، فالأمنيات وحدها لا يمكن أن تحقق الآمال.
وأبعد من ذلك، فالإنسان لن يحقق مراده متى ما اقتصر على الدعاء، دونما بذل جهد في سبيل تحقيق ما يريد من الله قضاءه له. قال تعالى: ﴿وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ﴾، فالاستجابة من الله مشروطة بالإيمان والعمل الصالح باتجاه الغاية المطلوبة، وجاء عن رسول اللهأنه قال: «خَمْسةٌ لَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ.. ورَجُلٌ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ وقَالَ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي ولَمْ يَطْلُبْ» ، وقد ورد عن الإمام عليّ أنه قال: «الدّاعي بِلا عَمَلٍ كَالرّامي بِلا وَتَرٍ» .
وورد في الكافي عن كليب الصيداوي أنه قال: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه: اُدعُ الله عزّ وجلّ لي فِي الرِّزقِ فَقَدِ التاثَت عَلَيَّ اُموري. فَأَجابَني مُسرِعًا: لا، اُخرُج فَاطلُب»
، وورد في الكافي أيضًا عن أيّوب الهروي، قال: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ إِذْ أَقْبَلَ الْعَلَاءُ بْنُ كَامِلٍ، فَجَلَسَ قُدَّامَ أَبِي عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنِي فِي دَعَةٍ، فَقَالَ: «لَا أَدْعُو لَكَ، اطْلُبْ كَمَا أَمَرَكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ»
، ومضمون تلك الآيات والروايات أنّ الله سبحانه إنما يستجيب الدعاء للمؤمن العامل السّاعي نحو تحقيق مطالبه.
ويلعب الدعاء دورًا محوريًّا في تصويب الطريق، وتذليل العقبات، أمام السّاعين والعاملين المجتهدين، نحو تحقيق أهدافهم. ومردّ ذلك إلى أنّ حركة الانسان العامل تحتاج إلى أن تكون في الاتجاه الصائب، والمكان المناسب، وهنا تحديدًا يأتي دور الدعاء.
فللدعاء دور كبير في رفع العوائق من أمام الإنسان العامل المجتهد، وأن تكون جهوده مبذولة في موقعها المناسب. فلربما يرمي الإنسان إلى البحث عن جهة أو شخص لقضاء أمر معيّن، كالبحث عن وظيفة جيدة، أو الحصول على العلاج الطبي المناسب، فتارة يذوق الأمرّين في العثور على الجهة المناسبة، وتارة أخرى ينجح في العثور على الجهة المناسبة دونما عناء كبير، وقد يكون الفارق في الحالتين دعاء العبد وسؤاله ربّ العالمين بأن يسهل أموره ويفتح الأبواب أمامه.
ويبقى الأصل قائمًا في أن يمضي الإنسان في السعي والحركة، ويترك الباقي على ربّ العباد، وقد قيل: «منك الحركة ومن اللَّه البركة»، فإنّ كان الإنسان يسأل الله التوفيق من غير سعي، ومن دون أن يبذل كلّ جهده فهذا في الواقع إنما يستهزئ بنفسه.