بسم الله الرحمن الرحيم
ما يفعله الشيعة من السعي ، كالذي نراه في ما يسمّى بركضة طويريج أو عزاء طويريج ؛ فالمستند فيه نفس صحيحة عبد الله بن سنان هذه ؛ لكونها نصّاً صريحاً في استحباب السعي نحو القبر وليس المشي فقط ، والفرق بينها أنّ السعي هو : خصوص المشي السريع..
قال الإمام الصادق : « ثمّ تسعى من الموضع الذي أنت فيه إنْ كان صحراء أو فضاء أو أي شيء كان ، خطوات ، تقول في ذلك : إنا لله وإنا إليه راجعون ، رضىً بقضاء الله وتسليماً لأمره ، وليكن عليك في ذلك الكآبة والحزن ، وأكثر من ذكر الله سبحانه والاسترجاع في ذلك اليوم ، فإذا فرغت من سعيك...» ([1]).فالإمام لم يقل : ثمّ تمشي ، بل قال : «تسعى» وهو نصّ ظاهر في استحباب المشي السريع الذي ينطبق على الرَّمْل والعَدْو . والرمل : ما يتوسّط المشي العادي والعدو . وعموماً فلا يغيب عليك فتوى فقهاء السنّة والشيعة في مطلوبيّة السعي بين الصفا والمروة في الحجّ ؛ فالمعنى واحد ، وعليه فلا كلام في استحباب السعي إلى قبر الحسين ، خاصّة في الزيارات المؤقّتة بوقت معيّن ، كزيارتي عاشوراء والأربعين وغيرهما .والحقّ -لو تناسينا صحيحة ابن سنان- فإنّنا لسنا بحاجة للنصّ للقول بالجواز في الموردين (التمثيل والسعي) وإن ربما احتجناه للقول بالرجحان ؛ لما ذكرناه مراراً وتكراراً ، من أنّ الأصل في الأشياء والأفعال الإباحة إلاّ إذا ورد نهي عن الشرع ، ولم يرد في كلّ الشرع ما ينهى عن تصوير المصيبة وتمثيل المأساة والمشي السريع نحو القبر الشريف ، اللهمّ إلاّ أن يقال بأنّ التمثيل مشمول لإطلاقات الجزع المبغوض ، فيكره حينئذ أو يحرم!!.وفيه : منع الشمول ، على أنّا لو سلّمناه ، والتسليم في غاية الاشكال ، فالجزع مستثنى في حقّ الحسين 7 ؛ لما تقدّم في حسنة معاوية بن وهب عن الإمام الصادق 7 قال : «كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين عليه السلام»([2]).وكذلك ما ورد عن أبي عبد الله الصادق 7 قال : « دخلت فاطمة عليها السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وعيناه تدمع ، فسألته : مالك ، فقال : إنّ جبرئيل عليه السلام أخبرني أنّ أمتي تقتل حسيناً ، فجزعت وشق عليها ، فأخبرها بمن يملك من ولدها ، فطابت نفسها وسكنت»([3]) .وربما يقال باستثناء جميع المعصومين : لا الحسين فقط ، فيرجح الجزع في جميعهم : ؛ لما تقدّم من صحيحة معاوية بن وهب الأخرى ؛ ففيها قال الإمام الصادق 7 : « وارحم تلكَ القلوبَ التي جَزَعَتْ واحترقتْ لنا»([4]) ولا يبعد ، فتأمّل جيّداً .
([1]) مصباح المتهجّد (الشيخ الطوسي) : 782.
([2]) أمالي الطوسي : 162 .
([3]) كامل الزيارات (ابن قولويه) : 125 .
([4]) ثواب الأعمال : 94 . مطبعة أمير - قم . وانظر كامل الزيارات : 230 . من عدّة طرق .
ما يفعله الشيعة من السعي ، كالذي نراه في ما يسمّى بركضة طويريج أو عزاء طويريج ؛ فالمستند فيه نفس صحيحة عبد الله بن سنان هذه ؛ لكونها نصّاً صريحاً في استحباب السعي نحو القبر وليس المشي فقط ، والفرق بينها أنّ السعي هو : خصوص المشي السريع..
قال الإمام الصادق : « ثمّ تسعى من الموضع الذي أنت فيه إنْ كان صحراء أو فضاء أو أي شيء كان ، خطوات ، تقول في ذلك : إنا لله وإنا إليه راجعون ، رضىً بقضاء الله وتسليماً لأمره ، وليكن عليك في ذلك الكآبة والحزن ، وأكثر من ذكر الله سبحانه والاسترجاع في ذلك اليوم ، فإذا فرغت من سعيك...» ([1]).فالإمام لم يقل : ثمّ تمشي ، بل قال : «تسعى» وهو نصّ ظاهر في استحباب المشي السريع الذي ينطبق على الرَّمْل والعَدْو . والرمل : ما يتوسّط المشي العادي والعدو . وعموماً فلا يغيب عليك فتوى فقهاء السنّة والشيعة في مطلوبيّة السعي بين الصفا والمروة في الحجّ ؛ فالمعنى واحد ، وعليه فلا كلام في استحباب السعي إلى قبر الحسين ، خاصّة في الزيارات المؤقّتة بوقت معيّن ، كزيارتي عاشوراء والأربعين وغيرهما .والحقّ -لو تناسينا صحيحة ابن سنان- فإنّنا لسنا بحاجة للنصّ للقول بالجواز في الموردين (التمثيل والسعي) وإن ربما احتجناه للقول بالرجحان ؛ لما ذكرناه مراراً وتكراراً ، من أنّ الأصل في الأشياء والأفعال الإباحة إلاّ إذا ورد نهي عن الشرع ، ولم يرد في كلّ الشرع ما ينهى عن تصوير المصيبة وتمثيل المأساة والمشي السريع نحو القبر الشريف ، اللهمّ إلاّ أن يقال بأنّ التمثيل مشمول لإطلاقات الجزع المبغوض ، فيكره حينئذ أو يحرم!!.وفيه : منع الشمول ، على أنّا لو سلّمناه ، والتسليم في غاية الاشكال ، فالجزع مستثنى في حقّ الحسين 7 ؛ لما تقدّم في حسنة معاوية بن وهب عن الإمام الصادق 7 قال : «كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين عليه السلام»([2]).وكذلك ما ورد عن أبي عبد الله الصادق 7 قال : « دخلت فاطمة عليها السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وعيناه تدمع ، فسألته : مالك ، فقال : إنّ جبرئيل عليه السلام أخبرني أنّ أمتي تقتل حسيناً ، فجزعت وشق عليها ، فأخبرها بمن يملك من ولدها ، فطابت نفسها وسكنت»([3]) .وربما يقال باستثناء جميع المعصومين : لا الحسين فقط ، فيرجح الجزع في جميعهم : ؛ لما تقدّم من صحيحة معاوية بن وهب الأخرى ؛ ففيها قال الإمام الصادق 7 : « وارحم تلكَ القلوبَ التي جَزَعَتْ واحترقتْ لنا»([4]) ولا يبعد ، فتأمّل جيّداً .
([1]) مصباح المتهجّد (الشيخ الطوسي) : 782.
([2]) أمالي الطوسي : 162 .
([3]) كامل الزيارات (ابن قولويه) : 125 .
([4]) ثواب الأعمال : 94 . مطبعة أمير - قم . وانظر كامل الزيارات : 230 . من عدّة طرق .