بسمه تعالى وله الحمد

وصلاته وسلامه على رسوله الامين وآله الطيبين الطاهرين


(( السخاء ))

خُلق الانبياء وخصال كريمي النفوس ، وسجية يُحبّها الله لعبده ، فقد أثنى عليها

في كتابه الكريم بقوله :

{
ومَن يُوقَ شُحَّ نفسه فأولئك هُمُ المُفلِحونَ } سورة الحشر / 9 .

وعرّف الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) مكانة السخي بإنَّه :

قريبٌ من الله وقريبٌ من الناس وقريباٌ من الجنّة وجعل السخاء حِلية الايمان وأشرف الخلال .


وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) :

((
غطّوا معايبكم بالسخاء فإنَّه ستر العيوب )) غرر الحكم : 2145 .

وإعتبرت الروايات الواردة عن اهل بيت النبي ( عليهم افضل الصلاة والسلام)

بأنَّه عماد الدين وصفة من صفات الايمان ، ومن عرف ما قصد هان عليه ما بذل .

ومع كل هذا الترغيب والتحبيب بالتحلي بخصلة السخاء إلاّ أننا نجد الشريعة الغرّاء

قد حذّرت من التبذير والاسراف وان يكون السخاء ضمن الضوابط الشرعية والاخلاقية

عملاً بقول الله تعالى :

{
ولا تجعل يَدكَ مغلولةً إلى عُنقكَ ولا تبسطها كُلَ البسط فتقعد مَلوماً محسوراً } سورة الاسراء / 29 .

فعن الامام العسكري (عليه السلام) :

((
إنَّ للسخاء مقداراً فإن زاد عليه فهو سرف ، وإنَّ السخي الكريم هو الذي ينفق ماله في حق ))


نسأل الله تعالى ان يأخذ بإيدينا لما يحب ويرضا انه نعم المولى ونعم المعين .