بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
عدم إستلام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام للخلافة لا يستلزم بطلان خلافته الإلهية الثابتة بالأدلة والبراهين
إكمال الدين يوم تنصيب أمير المؤمنين وإمام المتقين مولانا أبي الحسن عليّ صلى الله عليه وآله الطيبين في يوم الغدير يعني أن الله تعالى قد أكمله بعد نقصانه، والتكميل إنما يكون بقيام الإمام عليه السلام بمهامه وببيانه لأحكام الله تعالى لمن كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد، وعدم قيامه بمهامه بسبب ظلم الظالمين للإمام عليه السلام لا يعني بالضرورة بطلان حقائقه ومعارفه وأحكامه سواء بعد التنصيب أم بعد تسلمه للخلافة الظاهرية بعد موت عثمان بن عفان، وقد احتج الله تعالى على عباده العاصين بأن الدين قد تم بولاية أمير المؤمنين وأهل بيته المطهرين صلوات الله أجمعين حتى لا يكون لأحد عليه حجة قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ الأنعام149رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً النساء165. وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ البقرة150.
فهذه الآيات لا سيما الأخيرة نصٌّ ظاهر في الإحتجاج على الظالمين والكافرين، فلا يمكن لأيّ إنسان مسلم وغير مسلم أن يحتج على الله تعالى(والعياذ بالله تعالى) بأنه تبارك شأنه لم يوصل إليه الحجة البالغة ولكن الظالمين منعوا هذه الحجة في أن تستمر وتكمل مسيرها، ولا يعني هذا أيضاً بأن باب الفيض موصداً أمام من يريد الحق والحقيقة، فبإمكان أيّ مسلم سابقاً ولاحقاً في أن يهتدي بهدي أمير المؤمنين وأهل بيته الطيبين الطاهرين من أئمة الهدى عليهم السلام، وما أفاده العلامة صاحب كتاب تنزيه الأنبياء رحمه الله تعالى فيما قاله في تبرير عدم إفتاء أمير المؤمنين بأحكامه الواقعية لأولئك الغاصبين وأتباعهم ..لا غبار عليه فيما قاله، ونضيف إلى ما أفاده رحمه الله بأن أمير المؤمنين عليه السلام كان يلقي الأحكام الواقعية على أتباعه وأنصاره المعتقدين بولايته الشريفة بل حتى على مخالفيه الناصبين له ولشيعته العداوة، ولم يكن يمنع من يريد الحكم الوقعي، كما أنه كان يسبغ على المسلمين من تلك الأحكام الواقعية حتى على من لم يعتقد بولايته الشريفة ــ كما أشرنا ــ لأنه من غير الجائز أن يفتيهم بغير الواقع، ولكن بعضهم كان يأخذ منه ذلك وبعضهم كان يستكبر عن الأخذ منه، ونحن لا ننكر أن يكون منع القوم له عن بسط العدل والقسط أدَّى إلى زيادة الضلال والإضلال حتى وصل الأمر إلى غياب مولانا الإمام المعظم الحجة بن الحسن عليهما السلام، فلو فسح لأمير المؤمنين عليه السلام المجال وبسط له الحال لما كنا في حالة تخبط في غياب مولانا الإمام القائم عليه السلام ولماوصل الأمر بأئمة الهدى أن يغيبوا عن قواعدهم الشيعية ثم قتلهم على أيدي الحكام الظالمين، وما ذلك إلا بسبب السقيفة ومنع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام عن أداء التكاليف التي أمر بها ولكن القوم الكافرين الظالمين منعوه بكل قوة واغتصبوا حقه واعتدوا على أهل بيته إستضعافاً منهم له بسبب وصية كتبها الله تعالى عليه على لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وآله .
والمحصّلة: إن حجب الظالمين له عنأداء التبليغ لا يستلزم في أن تكون خلافته خيالية كما أفادت الشبهة التي قررتموها في سؤالكم، فكثير من الأنبياء والأوصياء والأولياء منعهم الظالمون عن تبليغ أحكام الله تعالى ولا يعني هذا بطلان نبوتهم ووصايتهم، كما أن غيابهم عن أقوامهم بسبب ظلم الظالمين لهم لم يبطل ذلك نبوتهم بسبب غيابهم عن أقوامهم، وهكذا بالنسبة إلى غياب رسول الله عن مكة يوم فراره من الظالمين وإختفائه عن أعينهم في الغار إلى أن وصل إلى المدينة وكانت مدة غيابه عن المسلمين حدود إثنى عشر يوماً، ولم تبطل نبوته الشريفة بسبب غيابه عن المسلمين، كما أن النبي موسى عليه السلام غاب سنين عن قومه لما هرب من فرعون والتجأ إلى بلاد شعيب ثم رجوعه إليهم ثم غيابه في جبل الطور..لم تبطل نبوته بغيابه عن قومه، فمن كان السبب في غيابه هو من منع الفيض عن المسلمين، ولا دخل لنبيّ الله موسى ولا رسول الله ولا أمير المؤمنين وبقية أئمة الهدى في عدم إيصالهم الأحكام الواقعية إليهم لأن بمقدور الناس المؤمنين دفع الضرر عن الأنبياء والأولياء فيصلهم الفيض من خلالهم ولكن الناس سكتوا عن الظالمين فمنعوا عن أنفسهم الفيض، فكان المنع بسببهم وهم العلَّة الرئيسية له، ولو أن الناس وقفوا بجانب الأنبياء والأولياء لما كانوا غابوا عنهم ولا أنهم اختفوا قسراً منهم بسبب ظلم الظالمين ولكن الأتباع مسؤولون عن تسلط الظالمين على الأنبياء والأولياء، ففيضهم واسع ولكنَّ المنع إنَّما هو من الناس، فإذا رفع الناس عن أنفسهم الخوف والعصيان أمكن للنبي والوليّ عليهما السلام في أن يبلّغ أحكام الله تعالى من دون وجَلٍ ولا خوفٍ ولا تقيةٍ، لأن التبليغ بحاجة إلى أنصار وأعوان وإلا فإن الأنبياء والأولياء ليسوا مأمورين بإستعمال المعجزة في تبليغ الأحكام، والله تعالى هو حسبنا ونعم الوكيل
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
عدم إستلام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام للخلافة لا يستلزم بطلان خلافته الإلهية الثابتة بالأدلة والبراهين
إكمال الدين يوم تنصيب أمير المؤمنين وإمام المتقين مولانا أبي الحسن عليّ صلى الله عليه وآله الطيبين في يوم الغدير يعني أن الله تعالى قد أكمله بعد نقصانه، والتكميل إنما يكون بقيام الإمام عليه السلام بمهامه وببيانه لأحكام الله تعالى لمن كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد، وعدم قيامه بمهامه بسبب ظلم الظالمين للإمام عليه السلام لا يعني بالضرورة بطلان حقائقه ومعارفه وأحكامه سواء بعد التنصيب أم بعد تسلمه للخلافة الظاهرية بعد موت عثمان بن عفان، وقد احتج الله تعالى على عباده العاصين بأن الدين قد تم بولاية أمير المؤمنين وأهل بيته المطهرين صلوات الله أجمعين حتى لا يكون لأحد عليه حجة قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ الأنعام149رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً النساء165. وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ البقرة150.
فهذه الآيات لا سيما الأخيرة نصٌّ ظاهر في الإحتجاج على الظالمين والكافرين، فلا يمكن لأيّ إنسان مسلم وغير مسلم أن يحتج على الله تعالى(والعياذ بالله تعالى) بأنه تبارك شأنه لم يوصل إليه الحجة البالغة ولكن الظالمين منعوا هذه الحجة في أن تستمر وتكمل مسيرها، ولا يعني هذا أيضاً بأن باب الفيض موصداً أمام من يريد الحق والحقيقة، فبإمكان أيّ مسلم سابقاً ولاحقاً في أن يهتدي بهدي أمير المؤمنين وأهل بيته الطيبين الطاهرين من أئمة الهدى عليهم السلام، وما أفاده العلامة صاحب كتاب تنزيه الأنبياء رحمه الله تعالى فيما قاله في تبرير عدم إفتاء أمير المؤمنين بأحكامه الواقعية لأولئك الغاصبين وأتباعهم ..لا غبار عليه فيما قاله، ونضيف إلى ما أفاده رحمه الله بأن أمير المؤمنين عليه السلام كان يلقي الأحكام الواقعية على أتباعه وأنصاره المعتقدين بولايته الشريفة بل حتى على مخالفيه الناصبين له ولشيعته العداوة، ولم يكن يمنع من يريد الحكم الوقعي، كما أنه كان يسبغ على المسلمين من تلك الأحكام الواقعية حتى على من لم يعتقد بولايته الشريفة ــ كما أشرنا ــ لأنه من غير الجائز أن يفتيهم بغير الواقع، ولكن بعضهم كان يأخذ منه ذلك وبعضهم كان يستكبر عن الأخذ منه، ونحن لا ننكر أن يكون منع القوم له عن بسط العدل والقسط أدَّى إلى زيادة الضلال والإضلال حتى وصل الأمر إلى غياب مولانا الإمام المعظم الحجة بن الحسن عليهما السلام، فلو فسح لأمير المؤمنين عليه السلام المجال وبسط له الحال لما كنا في حالة تخبط في غياب مولانا الإمام القائم عليه السلام ولماوصل الأمر بأئمة الهدى أن يغيبوا عن قواعدهم الشيعية ثم قتلهم على أيدي الحكام الظالمين، وما ذلك إلا بسبب السقيفة ومنع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام عن أداء التكاليف التي أمر بها ولكن القوم الكافرين الظالمين منعوه بكل قوة واغتصبوا حقه واعتدوا على أهل بيته إستضعافاً منهم له بسبب وصية كتبها الله تعالى عليه على لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وآله .
والمحصّلة: إن حجب الظالمين له عنأداء التبليغ لا يستلزم في أن تكون خلافته خيالية كما أفادت الشبهة التي قررتموها في سؤالكم، فكثير من الأنبياء والأوصياء والأولياء منعهم الظالمون عن تبليغ أحكام الله تعالى ولا يعني هذا بطلان نبوتهم ووصايتهم، كما أن غيابهم عن أقوامهم بسبب ظلم الظالمين لهم لم يبطل ذلك نبوتهم بسبب غيابهم عن أقوامهم، وهكذا بالنسبة إلى غياب رسول الله عن مكة يوم فراره من الظالمين وإختفائه عن أعينهم في الغار إلى أن وصل إلى المدينة وكانت مدة غيابه عن المسلمين حدود إثنى عشر يوماً، ولم تبطل نبوته الشريفة بسبب غيابه عن المسلمين، كما أن النبي موسى عليه السلام غاب سنين عن قومه لما هرب من فرعون والتجأ إلى بلاد شعيب ثم رجوعه إليهم ثم غيابه في جبل الطور..لم تبطل نبوته بغيابه عن قومه، فمن كان السبب في غيابه هو من منع الفيض عن المسلمين، ولا دخل لنبيّ الله موسى ولا رسول الله ولا أمير المؤمنين وبقية أئمة الهدى في عدم إيصالهم الأحكام الواقعية إليهم لأن بمقدور الناس المؤمنين دفع الضرر عن الأنبياء والأولياء فيصلهم الفيض من خلالهم ولكن الناس سكتوا عن الظالمين فمنعوا عن أنفسهم الفيض، فكان المنع بسببهم وهم العلَّة الرئيسية له، ولو أن الناس وقفوا بجانب الأنبياء والأولياء لما كانوا غابوا عنهم ولا أنهم اختفوا قسراً منهم بسبب ظلم الظالمين ولكن الأتباع مسؤولون عن تسلط الظالمين على الأنبياء والأولياء، ففيضهم واسع ولكنَّ المنع إنَّما هو من الناس، فإذا رفع الناس عن أنفسهم الخوف والعصيان أمكن للنبي والوليّ عليهما السلام في أن يبلّغ أحكام الله تعالى من دون وجَلٍ ولا خوفٍ ولا تقيةٍ، لأن التبليغ بحاجة إلى أنصار وأعوان وإلا فإن الأنبياء والأولياء ليسوا مأمورين بإستعمال المعجزة في تبليغ الأحكام، والله تعالى هو حسبنا ونعم الوكيل