بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله الذي لا نعتمد إلا قوله , ولا نمسك إلا بحبله , الإله الحق الواحد بلا شريك , الملك بلا تمليك , الذي ليس لصفته حد محدود , ولا نعت موجود ولا وقت معدود ولا أجل ممدود .
والصلاة والسلام على أشرف أهل الاصطفاء محمد بن عبدالله سيد الانبياء ، وعلى آله الحافظين لما نقل عن رب السموات والأرضين , واللعنة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
أورد أحد المواقع إشكالات حول احاديث مروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام وعليه سنعمد الى تبيين ضعف الأشكالات تباعاً ومن الله التوفيق .
روي عن بكير بن أعين، عن أخيه زرارة قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: " جعلني الله فداك أسألك في الحج منذ أربعين عاما فتفتيني، فقال: يا زرارة بيت يحج قبل آدم عليه السلام بألفي عام تريد أن تفنى مسائله في أربعين عاما "(1) .
ومحاور الإشكال كالتالي :
أولاً : كيف يقول زرارة أسألك في الحج منذ أربعين عاما مع ان إمامة أبي عبد الله (عليه السلام ) لم تتجاوز 34 عاماً ، لأنه تولى الإمامة بعد وفاة أبيه الإمام الباقر عليه السلام في عام 114ه , وتوفي هو عام 148 ه ؟
ثانياً : إن الإمام يجيب بأن البيت يُحج قبل آدم (عليه السلام ) بألفي عام , وهذا لا يكون جواباً على سؤال السائل .
والجواب عن الأمر الأول بوجهين , أما اولاً فأن التعبير بأربعين عاماً ربما يكون كناية عن كثرة الأعوام وإن لم يكن بالدقة , وهذا أمر رائج , فإن الإنسان إذا عاش مع آخر أعواماً كثيرة ربما يعبر عن حياته معه بأربعين عاماً وإن كان بالدقة أقل , ولا يوصف بالكذب .
وثانياً : فإن الإمام الصادق عليه السلام وإن كان تولى أمر الإمامة بعد وفاة أبيه , ولكنه كان مورد إهتمام لأبيه فربما كان يرجع الناس إليه ليسألوه , ويشهد على ذلك أن عبد الملك بن مروان بعث الى عامله في المدينة أن وجّه إليّ محمد بن علي بن الحسين ولا تهيجه ولا تروعه , وإقض له حوائجه , وقد كان ورد على عبد الملك رجل من القدرية (2) فحضر جميع من كان بالشام فأعياهم جميعاً , فقال مالهذا إلا محمد بن علي , فكتب إلى صاحب المدينة أن يحمل محمد بن علي إليه , فأتاه صاحب المدينة بكتابه فقال له أبو جعفر ( عليه السلام ) إني شيخ كبير , لا أقوى على الخروج وهذا جعفر ابني يقوم مقامي , فوجّهه إليه فلما قدم على الأموي إزدراه (3) لصغر سنه وكِبر أن يجمع بينه وبين القدري مخافة أن يغلبه , وتسامع الناس بالشام بقدوم جعفر لمخاصمة القدري , فلما كان من الغد إجتمع الناس بخصومتها فقال الأموي لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إنه قد أعيانا أمر هذا القدري وإنما كتبت إليك لإجمع بينك وبينه فإنه لم يدع عندنا أحد إلا خصمه , فقال : إن الله يكفيناه .
قال : فلما اجتمعوا قال القدري لأبي عبد الله (عليه السلام) : سل عما شئت , فقال له : اقرأ سورة الحمد قال : فقرأها وقال الأموي _ وأنا معه _ : ما في سورة الحمد علينا ! ( إنا لله وإنا إليه راجعون )! قال : فجعل القدري يقرأ سورة الحمد حتى بلغ قول الله تبارك وتعالى إياك نعبد وإياك نستعين ) فقال له جعفر ( عليه السلام ) : قف من تستعين ؟ وما حاجتك للمعونة ؟ إن الأمر إليك , فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الكافرين (4) .
فالحديث يكشف أن الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) كان مرجعاً للأسئلة في حياة أبيه , ومن الممكن أن زرارة سأله في أُمور الحج أيام حياة أبيه .
وأما الجواب عن السؤال الثاني : فكلام الإمام يتضمن أمرين :
أما الأول : فقوله بيت يحج قبل آدم عليه السلام بألفي عام . فليس الإمام منفرداً في نقله فقد أخرجه الشافعي في مسنده عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: حَجَّ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَلَقِيَتْهُ الْمَلائِكَةُ فَقَالُوا: بَرَّ نُسُكُكَ آدَمُ لَقَدْ حَجَجْنَا قَبْلَكَ بِأَلْفَيْ عَامٍ (5) .
وأخرجه البيهقي في سننه (6).
وفي شعب الإيمان عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : « كان موضع البيت في زمن آدم عليه السلام شبرا أو أكثر علما فكانت الملائكة تحج إليه قبل آدم ثم حج آدم فاستقبلته الملائكة ، قالوا : يا آدم من أين جئت ؟ ، قال : حججت البيت ، قالوا : قد حجته الملائكة قبلك »(7) .
وأما الثاني أي كيف أجاب الإمام عن كثرة الأسئلة حول الحج بقوله بيت يحج قبل آدم بألفي عام , فتظهر حالة في التدبر فيما ورد في غير واحدة من الروايات وهو ان الله أدخل بعض سنن أنبياءه في مناسك الحج عبر قرون وفرضها على العباد فصار ذلك سبباً لكثرة الأسئلة ويدل على ذلك مايلي :
1/ ما أخرجه أبو داود وغيره عن يزيد بن شيبان قَالَ أَتَانَا ابْنُ مِرْبَعٍ الأَنْصَارِىُّ وَنَحْنُ بِعَرَفَةَ فِى مَكَانٍ يُبَاعِدُهُ عَمْرٌو عَنِ الإِمَامِ فَقَالَ أَمَا إِنِّى رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَيْكُمْ يَقُولُ لَكُمْ « قِفُوا عَلَى مَشَاعِرِكُمْ فَإِنَّكُمْ عَلَى إِرْثٍ مِنْ إِرْثِ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ » (8) .
2/ ما رواه البخاري, في وجه سعي الناس بين الصفا والمروة وقال راوياً عن ابن عباس في قصة وضع إبراهيم (عليه السلام ) زوجته هاجر وابنه إسماعيل عند البيت , حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا فِى السِّقَاءِ عَطِشَتْ وَعَطِشَ ابْنُهَا ، وَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتَلَوَّى - أَوْ قَالَ يَتَلَبَّطُ - فَانْطَلَقَتْ كَرَاهِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيْهِ ، فَوَجَدَتِ الصَّفَا أَقْرَبَ جَبَلٍ فِى الأَرْضِ يَلِيهَا ، فَقَامَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتِ الْوَادِىَ تَنْظُرُ هَلْ تَرَى أَحَدًا فَلَمْ تَرَ أَحَدًا ، فَهَبَطَتْ مِنَ ، الصَّفَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْوَادِىَ رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا ، ثُمَّ سَعَتْ سَعْىَ الإِنْسَانِ الْمَجْهُودِ ، حَتَّى جَاوَزَتِ الْوَادِىَ ، ثُمَّ أَتَتِ الْمَرْوَةَ ، فَقَامَتْ عَلَيْهَا وَنَظَرَتْ هَلْ تَرَى أَحَدًا ، فَلَمْ تَرَ أَحَدًا ، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « فَذَلِكَ سَعْىُ النَّاسِ بَيْنَهُمَا » (9) .
ما يدل على أن طبيعة الحج طبيعة متميزة , فكلما مر الزمان يواجه الحجاج مسائل جديدة لم تكن مطروحة في السابق , كما هو واضح في زماننا هذا حيث طرحت مسائل لا يوجد لها عنوان في كتب الفقة , فليس من الغريب أن يقول الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) بيت يحج قبل آدم بألفي عام تريد أن تفنى مسائله في أربعين عاماً .
ولا يخفى على أحد دور الإمام الصادق ( عليه السلام ) في تعليم مناسك الحج وأحكامه وآدابه , وأن المسلمين بجميع طوائفهم كانوا يصدرون عن فتاواه وآراءه .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
(1) من لا يحضره الفقيه باب نوادر الحج 2 /519 .
(2) القدري يطلق على الجبري والتفويضي , والمراد في هذا الخبر هو الثاني , وقد ورد في ذمهم أحاديث منها عن رسول الله صلى الله عليه وآله (القدرية مجوس أُمتي ) وقوله ( لعن الله القدرية على لسان سبعين نبياً ).
(3) إستخف بهِ .
(4) تفسير العياشي ج1 ص 23 .بحار الأنوار ج5 ص55 .
(5) مسند الشافعي - ترتيب سنجر (2/ 170).
(6) سنن البيهقي باب دخول مكة ج2 ص208 بترقيم الشامله .
(7) شعب الإيمان للبيهقي (9/ 14، بترقيم الشاملة آليا)
(8) سنن ابي داود باب موضع الوقوف بعرفة 2/ 189 وبهامشه تحقيق الألباني وحكمه بالصحة وسنن النسائي 5/ 255 , وسنن ابن ماجه 4 / 215 , وغيرها .
(9) صحيح البخارى (12/ 32، بترقيم الشاملة آليا) .
والحمد لله الذي لا نعتمد إلا قوله , ولا نمسك إلا بحبله , الإله الحق الواحد بلا شريك , الملك بلا تمليك , الذي ليس لصفته حد محدود , ولا نعت موجود ولا وقت معدود ولا أجل ممدود .
والصلاة والسلام على أشرف أهل الاصطفاء محمد بن عبدالله سيد الانبياء ، وعلى آله الحافظين لما نقل عن رب السموات والأرضين , واللعنة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
أورد أحد المواقع إشكالات حول احاديث مروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام وعليه سنعمد الى تبيين ضعف الأشكالات تباعاً ومن الله التوفيق .
روي عن بكير بن أعين، عن أخيه زرارة قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: " جعلني الله فداك أسألك في الحج منذ أربعين عاما فتفتيني، فقال: يا زرارة بيت يحج قبل آدم عليه السلام بألفي عام تريد أن تفنى مسائله في أربعين عاما "(1) .
ومحاور الإشكال كالتالي :
أولاً : كيف يقول زرارة أسألك في الحج منذ أربعين عاما مع ان إمامة أبي عبد الله (عليه السلام ) لم تتجاوز 34 عاماً ، لأنه تولى الإمامة بعد وفاة أبيه الإمام الباقر عليه السلام في عام 114ه , وتوفي هو عام 148 ه ؟
ثانياً : إن الإمام يجيب بأن البيت يُحج قبل آدم (عليه السلام ) بألفي عام , وهذا لا يكون جواباً على سؤال السائل .
والجواب عن الأمر الأول بوجهين , أما اولاً فأن التعبير بأربعين عاماً ربما يكون كناية عن كثرة الأعوام وإن لم يكن بالدقة , وهذا أمر رائج , فإن الإنسان إذا عاش مع آخر أعواماً كثيرة ربما يعبر عن حياته معه بأربعين عاماً وإن كان بالدقة أقل , ولا يوصف بالكذب .
وثانياً : فإن الإمام الصادق عليه السلام وإن كان تولى أمر الإمامة بعد وفاة أبيه , ولكنه كان مورد إهتمام لأبيه فربما كان يرجع الناس إليه ليسألوه , ويشهد على ذلك أن عبد الملك بن مروان بعث الى عامله في المدينة أن وجّه إليّ محمد بن علي بن الحسين ولا تهيجه ولا تروعه , وإقض له حوائجه , وقد كان ورد على عبد الملك رجل من القدرية (2) فحضر جميع من كان بالشام فأعياهم جميعاً , فقال مالهذا إلا محمد بن علي , فكتب إلى صاحب المدينة أن يحمل محمد بن علي إليه , فأتاه صاحب المدينة بكتابه فقال له أبو جعفر ( عليه السلام ) إني شيخ كبير , لا أقوى على الخروج وهذا جعفر ابني يقوم مقامي , فوجّهه إليه فلما قدم على الأموي إزدراه (3) لصغر سنه وكِبر أن يجمع بينه وبين القدري مخافة أن يغلبه , وتسامع الناس بالشام بقدوم جعفر لمخاصمة القدري , فلما كان من الغد إجتمع الناس بخصومتها فقال الأموي لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إنه قد أعيانا أمر هذا القدري وإنما كتبت إليك لإجمع بينك وبينه فإنه لم يدع عندنا أحد إلا خصمه , فقال : إن الله يكفيناه .
قال : فلما اجتمعوا قال القدري لأبي عبد الله (عليه السلام) : سل عما شئت , فقال له : اقرأ سورة الحمد قال : فقرأها وقال الأموي _ وأنا معه _ : ما في سورة الحمد علينا ! ( إنا لله وإنا إليه راجعون )! قال : فجعل القدري يقرأ سورة الحمد حتى بلغ قول الله تبارك وتعالى إياك نعبد وإياك نستعين ) فقال له جعفر ( عليه السلام ) : قف من تستعين ؟ وما حاجتك للمعونة ؟ إن الأمر إليك , فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الكافرين (4) .
فالحديث يكشف أن الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) كان مرجعاً للأسئلة في حياة أبيه , ومن الممكن أن زرارة سأله في أُمور الحج أيام حياة أبيه .
وأما الجواب عن السؤال الثاني : فكلام الإمام يتضمن أمرين :
أما الأول : فقوله بيت يحج قبل آدم عليه السلام بألفي عام . فليس الإمام منفرداً في نقله فقد أخرجه الشافعي في مسنده عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: حَجَّ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَلَقِيَتْهُ الْمَلائِكَةُ فَقَالُوا: بَرَّ نُسُكُكَ آدَمُ لَقَدْ حَجَجْنَا قَبْلَكَ بِأَلْفَيْ عَامٍ (5) .
وأخرجه البيهقي في سننه (6).
وفي شعب الإيمان عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : « كان موضع البيت في زمن آدم عليه السلام شبرا أو أكثر علما فكانت الملائكة تحج إليه قبل آدم ثم حج آدم فاستقبلته الملائكة ، قالوا : يا آدم من أين جئت ؟ ، قال : حججت البيت ، قالوا : قد حجته الملائكة قبلك »(7) .
وأما الثاني أي كيف أجاب الإمام عن كثرة الأسئلة حول الحج بقوله بيت يحج قبل آدم بألفي عام , فتظهر حالة في التدبر فيما ورد في غير واحدة من الروايات وهو ان الله أدخل بعض سنن أنبياءه في مناسك الحج عبر قرون وفرضها على العباد فصار ذلك سبباً لكثرة الأسئلة ويدل على ذلك مايلي :
1/ ما أخرجه أبو داود وغيره عن يزيد بن شيبان قَالَ أَتَانَا ابْنُ مِرْبَعٍ الأَنْصَارِىُّ وَنَحْنُ بِعَرَفَةَ فِى مَكَانٍ يُبَاعِدُهُ عَمْرٌو عَنِ الإِمَامِ فَقَالَ أَمَا إِنِّى رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَيْكُمْ يَقُولُ لَكُمْ « قِفُوا عَلَى مَشَاعِرِكُمْ فَإِنَّكُمْ عَلَى إِرْثٍ مِنْ إِرْثِ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ » (8) .
2/ ما رواه البخاري, في وجه سعي الناس بين الصفا والمروة وقال راوياً عن ابن عباس في قصة وضع إبراهيم (عليه السلام ) زوجته هاجر وابنه إسماعيل عند البيت , حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا فِى السِّقَاءِ عَطِشَتْ وَعَطِشَ ابْنُهَا ، وَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتَلَوَّى - أَوْ قَالَ يَتَلَبَّطُ - فَانْطَلَقَتْ كَرَاهِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيْهِ ، فَوَجَدَتِ الصَّفَا أَقْرَبَ جَبَلٍ فِى الأَرْضِ يَلِيهَا ، فَقَامَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتِ الْوَادِىَ تَنْظُرُ هَلْ تَرَى أَحَدًا فَلَمْ تَرَ أَحَدًا ، فَهَبَطَتْ مِنَ ، الصَّفَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْوَادِىَ رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا ، ثُمَّ سَعَتْ سَعْىَ الإِنْسَانِ الْمَجْهُودِ ، حَتَّى جَاوَزَتِ الْوَادِىَ ، ثُمَّ أَتَتِ الْمَرْوَةَ ، فَقَامَتْ عَلَيْهَا وَنَظَرَتْ هَلْ تَرَى أَحَدًا ، فَلَمْ تَرَ أَحَدًا ، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « فَذَلِكَ سَعْىُ النَّاسِ بَيْنَهُمَا » (9) .
ما يدل على أن طبيعة الحج طبيعة متميزة , فكلما مر الزمان يواجه الحجاج مسائل جديدة لم تكن مطروحة في السابق , كما هو واضح في زماننا هذا حيث طرحت مسائل لا يوجد لها عنوان في كتب الفقة , فليس من الغريب أن يقول الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) بيت يحج قبل آدم بألفي عام تريد أن تفنى مسائله في أربعين عاماً .
ولا يخفى على أحد دور الإمام الصادق ( عليه السلام ) في تعليم مناسك الحج وأحكامه وآدابه , وأن المسلمين بجميع طوائفهم كانوا يصدرون عن فتاواه وآراءه .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
(1) من لا يحضره الفقيه باب نوادر الحج 2 /519 .
(2) القدري يطلق على الجبري والتفويضي , والمراد في هذا الخبر هو الثاني , وقد ورد في ذمهم أحاديث منها عن رسول الله صلى الله عليه وآله (القدرية مجوس أُمتي ) وقوله ( لعن الله القدرية على لسان سبعين نبياً ).
(3) إستخف بهِ .
(4) تفسير العياشي ج1 ص 23 .بحار الأنوار ج5 ص55 .
(5) مسند الشافعي - ترتيب سنجر (2/ 170).
(6) سنن البيهقي باب دخول مكة ج2 ص208 بترقيم الشامله .
(7) شعب الإيمان للبيهقي (9/ 14، بترقيم الشاملة آليا)
(8) سنن ابي داود باب موضع الوقوف بعرفة 2/ 189 وبهامشه تحقيق الألباني وحكمه بالصحة وسنن النسائي 5/ 255 , وسنن ابن ماجه 4 / 215 , وغيرها .
(9) صحيح البخارى (12/ 32، بترقيم الشاملة آليا) .