بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين


تّجه الإمام العظيم في تلك اللحظات الحاسمة من حياته إلى الله تعالى ، فأخذ يناجيه ويتضرّع إليه ، ويشكو إليه ما ألمّ به من الخطوب قائلاً : صبراً على قضائك يا رب ، لا إله سواك ، يا غياث المستغيثين ما لي ربّ سواك ، ولا معبود غيرك ، صبراً على حكمك . يا غياث مَنْ لا غياث له ، يا دائماً لا نفاد له ، يا محيي الموتى ، يا قائماً على كلّ نفس ، احكم بيني وبينهم وأنت خير الحاكمين .
أرأيتم هذا الإيمان الذي تفاعل مع شعور الإمام وعواطفه ؟ فقد صبر على قضائه ، وفوّض إليه جميع ما نزل به من الخطوب
.يقول الدكتور الشيح أحمد الوائلي :
يا أبا الطفّ و ازدهى بالضحايا ... مـن أديمِ الطفوفِ روضٌ خميلُ
نـخبةٌ مـن صـحابةٍ و شقيقٌ ... و رضـيـعٌ مـطوّقٌ وشـبولُ
والـشبابُ الفتيان جفّ ففاضت ... طـلعةٌ حـلوةٌ ووجـهٌ جـميلُ
و تـوغلتَ تـستبينَ الـضحايا ... وزواكـي الـدماءِ مـنها تسيلُ
و مـشت في شفاهكَ الغرِّ نجوى ... نـمَّ عـنها الـتحميدُ والـتهليلُ

لكَ عتبي يا ربّ إن كانَ يرضيـ ... ـك فهـذا إلــى رضـاكَ قـليلُ