حناجرُ الزائرين تصدحُ بنداء (لبيك يا حسين)
علي طعمة المسعودي
لقد شرفَ اللهُ تعالى بعضَ بقاع الأرض على غيرها، وبمسمياتها ومكاناتها المختلفة، ومن هذه البقاع التي شرفها الله مدينة كربلاء المقدسة، والتي نالت شرفها وقدسيتها من قدسية ابي عبد الله الحسين(عليه السلام).
ففي كل عام يحيي المؤمنون والمحبون من بداية شهر صفر وحتى العشرين من الشهر المذكور ذكرى زيارة الاربعين المباركة لسيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) في جميع أرجاء العالم.
وما نراه من الحشود المليونية التي تسلك كل الطرق التي تؤدي الى هذه المدينة المطهرة مشياً على الأقدام، وهي تنادي بصوتها الحسيني (لبيك يا حسين)، كلمة هزت عروش الطغاة؛ لما لها من معنى ودلالات تحمل في طياتها نصرة ثورة الحسين السلمية، والاقتداء بمبادئه، والوقوف بوجه الطغاة الظالمين، حيث انها تحمل ثقافة ولاءٍ، وتلبية النداء بقلوب صادقة.
فذلك الصوت المدوي الذي خرج من حناجر المؤمنين السائرين على طريق الحسين(عليه السلام)، وهو صرخة (لبيك يا حسين) تعني التحرر من الاستعباد، والهداية، وحسن السلوك، والأخلاق؛ لأن الطريق الى سيد الشهداء(عليه السلام) هو الطريق الى الجنة، بل هو الجنة كما ذكر العلماء.