إلـى عـقـيـلـة الـطـالـبـيـيـن الـحـوراء زيـنـب بـنـت عـلـي (عـلـيـهـمـا الـسـلام)
لا تَـقُـلْ زيـنـبُ تـشـكـــــــــــــــــــــــــو ذلّـهـا *** قـدْ أبـى الله تـعــــــــــــــــــالـى أن تُـذَلْ
فـهـيَ مَـنْ قـدْ صـــــــــــــــانَـهـا خــالـقُـهـا *** مـثـلَ مـا صــــــــــــانَ ذويـهـا مـن زَلـلْ
رغـمَ مَـــــــــــــــــــــــــا مـرَّ بـهـا مـا وَهِـنـتْ *** هـلْ رأيـتَ الـــريـحَ قـد هـزّتْ جـبـلْ
لـبـوةٌ انـجـبَـهـا لـيـــــــــــــــــــــــــثٌ الـوَغَـى *** أرعـبـتْ أعـــــــــــداءَهـا بـنـتُ الـبَـطـلْ
فـتـــــــــــــراهـا حـفِـظـتْ مَـنْ مَـعَـــــــــــهـا *** رغـمَ مـا قـدْ حــــــــــلّ مِـنْ أمـرٍ جَـلـلْ
حَـمِـدتْ ربَّ الـعُـلـى عَـمَّــــا جَـــــــــــرى *** صَـبـرتْ والـصـبـرُ مـن خـيـرِ الـعَـمَـلْ
حـيـنَ حـلَّ الـلـيـلُ مـا أوحــــــــــشــهُ؟ *** بـعـدمـا الـكـــــــــــافـلُ عـنـهـا قـدْ رحَـلْ
قـــــــــــــــــامـتِ الـلـيـلَ تُـصـلّـــــــــــي كــلـهُ *** وتُـنـاجـي ربَّـــــــــــــــــــــــــــــهـا دونَ مَـلـلْ
ثـم جـــــــــــــــــاءتْ لـقـتـيــــــــــــلٍ طـالـمَـا *** قـبّـلَ الـمـبـعــــــــــــــــــــــــــوثُ فـاهُ ونـفـلْ
يـاحـبـيـبـاً عــــــــــــــــشـتُ عــمـري مـعـهُ *** لـيـتـنـي قـبـلـكَ وافـانـــــــــــــــي الأجـلْ
تـوأمُ الــــــــــــروحِ.. أتـــــــــــى مـن ربِّـنـا *** نـازلاً إن جـاءَ لا تُـجـــــــــــدي الحِـيَـلْ
ومـشـى الـركـبُ وفـي الـعـيـنِ قـذى *** إذ تـرى الـرأسَ عـلــــى رأسِ الأسَـلْ
يـومَ لـلـكـوفــةِ سـبـيـــــــــــــــــــاً وصــلـتْ *** أركـبُـوهـا فـوقَ عـجـــفــــــــــــــاءِ الإبِـلْ
وقـفـتْ شــــــــــــــامـخـةً فـي مـجـلــسٍ *** هـتـكـتْ أسـتــــــــــــــــــــــــــارَ زيـغٍ ودجـلْ
ومـضـتْ تـفـضـــــــــــــحُـهُ فـي قـصــرهِ *** انـمَــــــــــــا ابـنُ زيـادٍ مـــــــــــــــــــــــــا عـقـــلْ
مـا رأى الـشـــــــــــــــامـتُ مـنـهــا دمـعـةً *** حـبـسـتْ دمـعـاً عـزيــــزاً فـي الـمُـقـــلْ
وتـراهـا يـومَ لـلـشــــــــــــــــــــــــــــــامِ أتــتْ *** خــــــــــــــــاطـبـتْ طـاغـيـةً دونَ وجَــــلْ
سـوفَ يـبـقـى ذكـرنُـا طـولَ الــمـدى *** خـالـداً فـــي الـنـاسِ مـا دامـــــتْ دولْ
ردّتِ الـحـــــــــــــــــــــــوراءُ لـمَّـاّ سَـمِـعَـتْ *** قـولـهُ الـفــــــــــــاضـحَ: وَحْـــيَـــا مَـا نَــزَلْ
طُـلـقـاءٌ طــــــــــــــــــــــــــــالـمـا الـكـفـرُ بــدا *** مـفـسـداً فـي نـهـــــــــــــــــجِ عُـبّـادِ هُــــبـلْ
أبـقـتِ الـحــــــــــــــــوراءُ فـي وقـفــتِـهـا *** ثـورةَ الـسـبـطِ لـنـا مـــــــــنـذُ اســــتـهــــلْ
فـهـيَ فـي رحـلــــــــــــــتِـهـا مِـنْ كـــربـلا *** ضَـرَبَـتْ فـي نـهـجِـهـا خـــــــــيــرَ مَـثـــــلْ
إن آل الـبـيـتِ فـي تـأريـــــــــــــــــــــخِـنـا *** أوضـحـوا الـديــــــــــــــنَ لـنـا دونَ خــلـلْ
صـبـاح الـحـفـار