من خلال الكلمة التي القاها المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي دام عزه في حفل افتتاح جامعة العميد الذي أقيم مساء اليوم الأربعاء (10ربيع 1439هـ ) الموافق (29 تشرين الثاني 2017 م( بيّن جملة من الأمور تخص الجانب التربوي والتعليمي قائلا" أتوجه بالشكر الجزيل الى جميع الأخوة الأعزاء الذين خططوا ومثلوا وسعوا لأن يكون هذا الصرح المبارك ان شاء الله تعالى ماثلاً امام اعيننا واخص بالذكر وزارة التعليم العالي والأخوة العاملين فيها وقسم التربية والتعليم في العتبة العباسية المقدسة والأقسام الساندة لتأهيل هذا المكان وجعله يليق بجامعة".
وأضاف "هناك تحد كبير هو للبدء بتعليم الطب على نحو الجامعات الأهلية، وهذا يضع العاملين امام تحدٍّ الا وهو النهوض بهذا الجانب الخاص من التعليم وهو الطب وقد قرأنا في المأثور ان العلم علمان علم الأديان وعلم الإبدان، فعلم الأديان نهضت به ثلة مؤمنة تربي وتعلم وتبني جيلا من اجل الحفاظ على الدين، وكان بلدنا سباقا لذلك وكانت النجف ومن قبلها بغداد والحلة وكربلاء معلما من معالم هذا العلم ولازلت شاخصة وتبث علمها الى انحاء المعمورة ".
وتابع "علم الإبدان أيضا كانت جامعاتنا من الجامعات الرائدة في الاهتمام بمجال الطب وكانت جامعة بغداد من اعرق الجامعات في المنطقة، وكان خريج هذه الجامعة يشار اليه بالبنان ثم ضرب العراق ما ضربه من جهل وسياسة تجهيل الى ان منَّ الله علينا واكتشفت الغمة وابتدأ مشوار جديد من العلم".
وبين السيد الصافي " لإرساء دعائم العلم لابد من الألتفات الى :
الأولى :الحفاظ على الرصانة العلمية وقد لا نغالي اذا قلنا ان العراق أينما يكون اسمه فلابد ان يستوقف السامع هذا الاسم؛ لأنه يعلم ان هناك عمقا حضاريا يلازم هذا الاسم، ولذلك لابد ان نتحمل جميعا مسؤولية الحفاظ على هذا البلد وعلى معالمه الرائدة، كان في هذا البلد حلقات وكانت مميزة سواء اكانت حلقات الكوفة او بغداد او البصرة ولذلك أتوجه بالكلام ولا اخص به وزارة التعليم لأن العلم لابد ان ينتشر في عموم البلاد لابد من المحافظة على الرصانة العلمية ابتداء من التعليم في الروضة الى نهاية الدراسات العليا وهذه مسؤولية في اعناقنا جميعا ولا يغتفر التغافل والتكاسل عن هذه المهمة النبيلة .
الثانية : الحفاظ على سلوكيات التعليم وانعم وبارك على من اطلق على الجامعة حرم جامعي فلا يجوز ان يرتكب فيها ما يجوز ان يرتكب في غيرها فعلى الطالب ان يتربى من قبل اساتذته ان داخل الجامعة غير خارجها وان السياج الذي يفصل بين الجامعة وغيرها هو سياج محترم وسيدخل الطالب الى حرم خاص يكتنف بالعلم والسلوكيات التي تنسجم مع هذا العلم.
وتابع السيد الصافي "من حقنا كشعب ان نطمح ونطمع الى ان نخرج بواقع متطور ونرى حالة من النهوض المستمر ونرى هذه الجامعات تتحمل المسؤولية سواء على مستوى الطلبة او مستوى الأساتذة فمسؤولية الجامعة مسؤولية مهمة جدا، فوجود جامعات متعددة في البلد معنى ذلك ان هذا البلد يحث الخطى نحو التحضر وكلما قلت الجامعات دل ذلك ان من يحكم بالبلد هو الجهل ".
وأشار "نحن نرى قفزة حقيقية في الجامعات وهذا امل مشروع ان نرى هذا الرصيد العلمي والرصانة العلمية ونرى السلوكيات والاخلاقيات مطبوعة على جبين وسلوكيات الطلبة ".
وبين السيد الصافي "هذه الجامعة تتضمن معاني كثيرة اكتفي بذكر قضيتين:
الأولى : قد يتصور البعض ان الجامعات الأهلية فيها تساهل ولا ادري لعل هذا التصور له منشأ، عندما يظهر في بعض الجامعات الأهلية تساهل في الجانب العلمي وفي الامتحان بدعوى ان هذا الطالب جاء وهو يدفع مبالغ الى الكلية فلابد ان نتساهل معه، فهذه خيانة للعلم الجامعات الأهلية انما فتحت حتى تتوفر فرصة اكبر للطلبة لا لكي يتسطح العلم وعندنا تجربة في كلية الكفيل الجامعة في محافظة النجف تجربة واننا فيها ابعدنا بعض الطلبة وبعض الأساتذة عندما رأينا هناك محاولة للتلاعب، فالعلم هو علم وهذا العلم يجب ان تنطبق شروطه على الجميع بلا استثناء وأقول للأساتذة لاتجاملوا على حساب العلم، العلم يحتاج الى قدرة وإرادة وطاقة انتم عليكم ان تهيئوا جميع السلوكيات العلمية، والطالب عليه ان ينجح نحن نريد ان نعتمد عليه بعد 6 سنوات ونقول ان هذا الطالب نجح في الكلية وبذراعة و الطالب اذا نجح بالغش سيبقى ضميرة يأنبه سيشعر انه سرق او خالف وبالنتيجة لا يحق له ان يمارس هذا العمل .
النقطة الثانية : الوزارة اذنت ان تفتح كلية للطب البشري وهذا معنى ان الأخوة القائمين لابد ان يتحملوا ما معنى الطب البشري وهذه المسألة تتعلق بحياة الناس لذلك على الأخوة ان يكونوا بمستوى تحمل المسؤولية من خلال المناهج وطرق التدريس وقابلية إيصال المادة الى الطالب ". واستدرك السيد صافي "البلد ينتظر منا المزيد لذلك على الأخوة في رئاسة هذه الجامعة والكليات ان يترقبوا منا حسابا عسيرا اذا اخلو بالتزاماتهم الدراسية او الأكاديمية في التعامل مع المادة فلابد من المحافظة على الرصانة العلمية ".
وأضاف " الانسان قد ينسى أشياء كثيرة لكن لا ينسى شيئا مهما وهي تلك الدماء التي اريقت من اجل الحفاظ على هذا البلد.
النجف وما ادراك ما النجف هذه الوجود الشامخ من اكثر من 1000سنة حطت رحلها فيها العلماء وانتجت ما انتجت، وقبل ثلاثة سنين نهض عليا بتلك الفتوى المهمة التاريخية الى وهي حي على الدفاع وبحمد الله تعالى ولولا تلك الفتوى وتلك الدماء الزكية الطاهرة التي لبت هذه الفتوى وجاءت بكل جهدها ان تقول لا للدواعش والارهاب وقد صدقت افعالها اقوالها وفعلاً كانوا في ساحات الوغى نعم الأبطال وهؤلاء الشهداء لولاهم ولولا تلك الدماء لعلم الله اين سيكون البلد واين نكون نحن لذلك هذا دين لابد ان نفكر به دائما ".
واختتم السيد الصافي "على الأساتذة والطلبة ان يحفظوا هذا التاريخ و توثيق الانتصارات المتحققة على عصابات داعش الإرهابية فالأستاذ عندما يشرح وهو مطمئن قبل ثلاث سنوات كان يشرح وهو خائف ثمن ذلك هي تلك الدماء العزيزة وهذا دين فعلينا ان نوثق ".