اللغة العربية وحضارة الكلمة
الحديث عن الحضارات هو حديث قديم متجدد ولا زالت موضع افتخار الأمم وعلى اطلالها تسعى الى بناء المستقبل ..
ولكل حضارة ما يميزها عن الحضارات الأخرى ، تارة تتميز بالبناء والقوة كالفرعونية وتارة بالفكر والفلسفة كاليونانية وثالثة ببعض الاختراعات الحرفية كالسومرية وهكذا ..
وكذا الديانات السماوية ، فلكل ديانة أدلتها ومعاجزها الخاصة التي تثبت بها هويتها ، فهذه الديانة تفتخر ان نبيّها قد فلق الله له البحر ، وتلك تقول ان نبيها يحيي الموتى .. وهكذا ايضا ..
ولكن لا نجد أمة وديانة استطاعت ان تؤسس حضارتها وتبني مجدها وترسّخ وجودها وتؤمّن مستقبلها وتمتد لتلتهم حضارات وديانات قائمة كبيرة في الجوار منها وموعودة ببسط يدها على جميع حضارات وديانات المعمورة كل ذلك اعتمادا على لغتها ولسانها كالأمتين العربية والاسلامية ، فاللغة العربية هي الأساس والمنطلق الذي كانت العرب قبل الاسلام تتطاول به مع باقي الأمم وجاء الاسلام ليؤكد ذلك ويستند على هذه اللغة وينطلق منها في اثبات وجوده وتحقيق اهدافه وغاياته والتي هي غاية الغايات باعتباره خاتم الديانات ، فلازالت هذه اللغة هي مادة وجود هاتين الأمتين وسبب بقاءها وتطورها في مختلف نواحي ذلك الوجود والتطور ..
فاللغة العربية على حقيقتها ليست كسائر اللغات الاخرى التي لاتعدوا كونها أداة تفاهم ووسيلة مخاطبة وتعبير فقط ، وانما في هذه اللغة أسرار وخصائص أعظم وأكبر من ذلك بكثير وأنها بحروفهاوحركات اعرابها وقواعد نظمها وتأليفها تستطيع أن تتحول الى قوى مختلفة وفتاكة ، تستطيع أن تجعل من كلمتها شفاء ودواء ، وكذلك تصلح لمن يجيدها ان يحولها الى سلاح وبلاء ، هي أم العلوم وقالب الشريعة ..
وللأسف فقدنا كل ذلك بعد أن ابتعدنا عن نعمة اللغة العربية وجمالها وخزائنها الثرية ولم تعد ثروة كما كانت لأسلافنا العرب الذين استخرجوا منها ما هو أغلى من الذهب والماس ، خسرنا طاقاتها وهدرنا ثرواتها للأسف ، ولو رجعنا الى شهادات اكابر علماء واعيان الأمة لعرفنا ذلك جليا :
فهذا الشافعي يقول : "من نظر في النَّحو، رقَّ ." .. ويقول ايضا : من تبحَّرَ في النحوِ، اهتدى إلى كلِّ العلوم ..
بل اكثر من هذا ، فلقد أُمرنا بالحفاظ على هذه اللغة واستثمارها من قبل رسول الله ص واهل بيته الاطهار عليهم السلام .
إذ روى أبـو الدرداء عن رسول الله (ص) أنه قال (( أرشدوا أخاكم فقد ضَلَّ )) لأنه سمع رجلًا يلحن بحضرته ، وروي عنه( ص ) أنه قال: (( جمال الرجل فصاحة لسانه )) ، وأنه قال ( ص ) : (( رحم الله امرءًا أصلح لسانه ))
..
ويكفي فخراً لهذه اللغة أنها أستطاعت أن تكون وعاء للقرآن الكريم وبشكل تؤدي كل خصائصه ومعاجزه وكراماته ، قال تعالى ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) فبها نجد أن القرآن الكريم فيه كل شيء قال تعالى ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) ، وبها نجد القرآن الكريم فيه شفاء للناس قال خَسَارًاوَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ) ، وفيه الهدى والنور وخير الدنيا والآخره ..
فخيرنا وحضارتنا وشخصيتنا وهويتنا في لغتنا ورهاننا عليها .. والحمد لله رب العالمين
الحديث عن الحضارات هو حديث قديم متجدد ولا زالت موضع افتخار الأمم وعلى اطلالها تسعى الى بناء المستقبل ..
ولكل حضارة ما يميزها عن الحضارات الأخرى ، تارة تتميز بالبناء والقوة كالفرعونية وتارة بالفكر والفلسفة كاليونانية وثالثة ببعض الاختراعات الحرفية كالسومرية وهكذا ..
وكذا الديانات السماوية ، فلكل ديانة أدلتها ومعاجزها الخاصة التي تثبت بها هويتها ، فهذه الديانة تفتخر ان نبيّها قد فلق الله له البحر ، وتلك تقول ان نبيها يحيي الموتى .. وهكذا ايضا ..
ولكن لا نجد أمة وديانة استطاعت ان تؤسس حضارتها وتبني مجدها وترسّخ وجودها وتؤمّن مستقبلها وتمتد لتلتهم حضارات وديانات قائمة كبيرة في الجوار منها وموعودة ببسط يدها على جميع حضارات وديانات المعمورة كل ذلك اعتمادا على لغتها ولسانها كالأمتين العربية والاسلامية ، فاللغة العربية هي الأساس والمنطلق الذي كانت العرب قبل الاسلام تتطاول به مع باقي الأمم وجاء الاسلام ليؤكد ذلك ويستند على هذه اللغة وينطلق منها في اثبات وجوده وتحقيق اهدافه وغاياته والتي هي غاية الغايات باعتباره خاتم الديانات ، فلازالت هذه اللغة هي مادة وجود هاتين الأمتين وسبب بقاءها وتطورها في مختلف نواحي ذلك الوجود والتطور ..
فاللغة العربية على حقيقتها ليست كسائر اللغات الاخرى التي لاتعدوا كونها أداة تفاهم ووسيلة مخاطبة وتعبير فقط ، وانما في هذه اللغة أسرار وخصائص أعظم وأكبر من ذلك بكثير وأنها بحروفهاوحركات اعرابها وقواعد نظمها وتأليفها تستطيع أن تتحول الى قوى مختلفة وفتاكة ، تستطيع أن تجعل من كلمتها شفاء ودواء ، وكذلك تصلح لمن يجيدها ان يحولها الى سلاح وبلاء ، هي أم العلوم وقالب الشريعة ..
وللأسف فقدنا كل ذلك بعد أن ابتعدنا عن نعمة اللغة العربية وجمالها وخزائنها الثرية ولم تعد ثروة كما كانت لأسلافنا العرب الذين استخرجوا منها ما هو أغلى من الذهب والماس ، خسرنا طاقاتها وهدرنا ثرواتها للأسف ، ولو رجعنا الى شهادات اكابر علماء واعيان الأمة لعرفنا ذلك جليا :
فهذا الشافعي يقول : "من نظر في النَّحو، رقَّ ." .. ويقول ايضا : من تبحَّرَ في النحوِ، اهتدى إلى كلِّ العلوم ..
بل اكثر من هذا ، فلقد أُمرنا بالحفاظ على هذه اللغة واستثمارها من قبل رسول الله ص واهل بيته الاطهار عليهم السلام .
إذ روى أبـو الدرداء عن رسول الله (ص) أنه قال (( أرشدوا أخاكم فقد ضَلَّ )) لأنه سمع رجلًا يلحن بحضرته ، وروي عنه( ص ) أنه قال: (( جمال الرجل فصاحة لسانه )) ، وأنه قال ( ص ) : (( رحم الله امرءًا أصلح لسانه ))
..
ويكفي فخراً لهذه اللغة أنها أستطاعت أن تكون وعاء للقرآن الكريم وبشكل تؤدي كل خصائصه ومعاجزه وكراماته ، قال تعالى ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) فبها نجد أن القرآن الكريم فيه كل شيء قال تعالى ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) ، وبها نجد القرآن الكريم فيه شفاء للناس قال خَسَارًاوَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ) ، وفيه الهدى والنور وخير الدنيا والآخره ..
فخيرنا وحضارتنا وشخصيتنا وهويتنا في لغتنا ورهاننا عليها .. والحمد لله رب العالمين
تعليق