بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
السؤال الذي دائماً يطرح من قبل الطرف الاخر الذين ينكرون مظلومية الزهراء بأن كيف يسكت امير المؤمنين الامام علي عليه السلام على انتهاك حرمة بيته وانتهاك حرمة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وهو الاسد المغوار الذي لا تأخذه لومة لائم بالحق فما بالك التعرض لزوجته وبضعة النبي؟ وما هذا الكلام السطحي الا كلمة حق يراد بها باطلا! ولعل هؤلاء ما قد قرؤوا وصية الله عز وجل الى أمير المؤمنين والتي هي موجودة في كتاب الكافي والعلامة المجلسي ينقلها من الكافي ومن مصادر اخرى، والتي تشير بان امير المؤمنين كان عنده وصية من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومن الله عزوجل ان يصبر على ما يرى وخصوصا على ما سيجري على فاطمة عليها السلام وانتهاك حرمته وانه روحي فداه صعق ووقع على وجهه من ثقل هذه القضية عندما اخبره النبي وجبرئيل عن هذه الوصية ونص كلمة انتهاك حرمتك موجود في هذه الرواية، فهل يوجد دليل اكبر واعظم من هذا لمن شاء ان يخرج من ظلمات الجهل والضلال ويرى بنور الحق ويستقيم؟
فاترككم مع نص الرواية والوصية منقول على لسان امير المؤمنين الامام علي عليه الصلاة والسلام:
بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج 22 – ص 479 – 481
28 – الكافي : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحارث بن جعفر ، عن علي بن إسماعيل بن يقطين ، عن عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير قال : حدثني موسى بن جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : أليس كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كاتب الوصية ، ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المملي عليه ، وجبرئيل والملائكة المقربون شهود ؟ قال : فأطرق طويلا ، ثم قال : يا أبا الحسن قد كان ما قلت ، ولكن حين نزل برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الامر نزلت الوصية من عند الله كتابا مسجلا ، نزل به جبرئيل مع أمناء الله تبارك وتعالى من الملائكة ، فقال جبرئيل : يا محمد مر باخراج من عندك إلا وصيك ليقبضها منا ، وتشهدنا بدفعك إياها إليه ضامنا لها ، يعني عليا ( عليه السلام ) ، فأمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) باخراج من كان في البيت ما خلا عليا وفاطمة فيما بين الستر والباب ، فقال جبرئيل ( عليه السلام ) : يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول : هذا كتاب ما كنت عهدت إليك ، وشرطت عليك ، وشهدت به عليك وأشهدت به عليك ملائكتي ، وكفى بي يا محمد شهيدا ، قال : فارتعدت مفاصل النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقال : يا جبرئيل ربي هو السلام ، ومنه السلام ، وإليه يعود السلام ، صدق عز وجل وبر ، هات الكتاب ، فدفعه إليه وأمره بدفعه إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال له : أقرأه فقرأه حرفا حرفا ، فقال : يا علي هذا عهد ربي تبارك وتعالى إلي ، وشرطه علي وأمانته ، وقد بلغت ونصحت وأديت ، فقال علي ( عليه السلام ) : وأنا أشهد لك بأبي أنت وأمي بالبلاغ والنصيحة والتصديق على ما قلت ، ويشهد لك به سمعي وبصري ولحمي ودمي ، فقال جبرئيل ( عليه السلام ) : وأنا لكما على ذلك من الشاهدين ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي أخذت وصيتي وعرفتها ، وضمنت لله ولي الوفاء بما فيها ؟ فقال علي ( عليه السلام ) : نعم بأبي أنت وأمي على ضمانها ، وعلى الله عوني وتوفيقي على أدائها ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي إني أريد أن اشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة فقال علي : نعم أشهد ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إن جبرئيل وميكائيل فيما بيني وبينك الآن ، وهما حاضران معهما الملائكة المقربون لأشهدهم عليك ، فقال : نعم ليشهدوا وأنا بأبي وأمي اشهدهم ، فأشهدهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكان فيما اشترط عليه النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأمر جبرئيل ( عليه السلام ) فيما أمره الله عز وجل أن قال له : يا علي تفي بما فيها من موالاة من والى الله ورسوله ، والبراءة و العداوة لمن عادى الله ورسوله ، والبراءة منهم على الصبر منك على كظم الغيظ ، وعلى ذهاب حقك ، وغصب خمسك ، وانتهاك حرمتك ، فقال : نعم يا رسول الله ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، لقد سمعت جبرئيل يقول للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا محمد عرفه أنه ينتهك الحرمة وهي حرمة الله ، وحرمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وعلى أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط .
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فصعقت حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل ( عليه السلام ) حتى سقطت على وجهي ، وقلت : نعم قبلت ورضيت ، وإن انتهكت الحرمة وعطلت السنن ، ومزق الكتاب ، وهدمت الكعبة ، وخضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط صابرا محتسبا أبدا ، حتى أقدم عليك ، ثم دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة والحسن والحسين وأعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقالوا مثل قوله ، فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار ، ودفعت إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . فقلت لأبي الحسن : بأبي أنت وأمي ألا تذكر ما كان في الوصية ؟ فقال : سنن الله وسنن رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقلت : أكان في الوصية توثبهم وخلافهم على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟ فقال : نعم ، والله شئ بشئ وحرف بحرف ، أما سمعت قول الله عز وجل : ” إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شئ أحصيناه في إمام مبين ” والله لقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأمير المؤمنين وفاطمة ( عليهما السلام ) : أليس قد فهمتما ما تقدمت به إليكما وقبلتماه ؟ فقالا : بلى ، وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا.
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
السؤال الذي دائماً يطرح من قبل الطرف الاخر الذين ينكرون مظلومية الزهراء بأن كيف يسكت امير المؤمنين الامام علي عليه السلام على انتهاك حرمة بيته وانتهاك حرمة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وهو الاسد المغوار الذي لا تأخذه لومة لائم بالحق فما بالك التعرض لزوجته وبضعة النبي؟ وما هذا الكلام السطحي الا كلمة حق يراد بها باطلا! ولعل هؤلاء ما قد قرؤوا وصية الله عز وجل الى أمير المؤمنين والتي هي موجودة في كتاب الكافي والعلامة المجلسي ينقلها من الكافي ومن مصادر اخرى، والتي تشير بان امير المؤمنين كان عنده وصية من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومن الله عزوجل ان يصبر على ما يرى وخصوصا على ما سيجري على فاطمة عليها السلام وانتهاك حرمته وانه روحي فداه صعق ووقع على وجهه من ثقل هذه القضية عندما اخبره النبي وجبرئيل عن هذه الوصية ونص كلمة انتهاك حرمتك موجود في هذه الرواية، فهل يوجد دليل اكبر واعظم من هذا لمن شاء ان يخرج من ظلمات الجهل والضلال ويرى بنور الحق ويستقيم؟
فاترككم مع نص الرواية والوصية منقول على لسان امير المؤمنين الامام علي عليه الصلاة والسلام:
بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج 22 – ص 479 – 481
28 – الكافي : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحارث بن جعفر ، عن علي بن إسماعيل بن يقطين ، عن عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير قال : حدثني موسى بن جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : أليس كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كاتب الوصية ، ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المملي عليه ، وجبرئيل والملائكة المقربون شهود ؟ قال : فأطرق طويلا ، ثم قال : يا أبا الحسن قد كان ما قلت ، ولكن حين نزل برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الامر نزلت الوصية من عند الله كتابا مسجلا ، نزل به جبرئيل مع أمناء الله تبارك وتعالى من الملائكة ، فقال جبرئيل : يا محمد مر باخراج من عندك إلا وصيك ليقبضها منا ، وتشهدنا بدفعك إياها إليه ضامنا لها ، يعني عليا ( عليه السلام ) ، فأمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) باخراج من كان في البيت ما خلا عليا وفاطمة فيما بين الستر والباب ، فقال جبرئيل ( عليه السلام ) : يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول : هذا كتاب ما كنت عهدت إليك ، وشرطت عليك ، وشهدت به عليك وأشهدت به عليك ملائكتي ، وكفى بي يا محمد شهيدا ، قال : فارتعدت مفاصل النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقال : يا جبرئيل ربي هو السلام ، ومنه السلام ، وإليه يعود السلام ، صدق عز وجل وبر ، هات الكتاب ، فدفعه إليه وأمره بدفعه إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال له : أقرأه فقرأه حرفا حرفا ، فقال : يا علي هذا عهد ربي تبارك وتعالى إلي ، وشرطه علي وأمانته ، وقد بلغت ونصحت وأديت ، فقال علي ( عليه السلام ) : وأنا أشهد لك بأبي أنت وأمي بالبلاغ والنصيحة والتصديق على ما قلت ، ويشهد لك به سمعي وبصري ولحمي ودمي ، فقال جبرئيل ( عليه السلام ) : وأنا لكما على ذلك من الشاهدين ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي أخذت وصيتي وعرفتها ، وضمنت لله ولي الوفاء بما فيها ؟ فقال علي ( عليه السلام ) : نعم بأبي أنت وأمي على ضمانها ، وعلى الله عوني وتوفيقي على أدائها ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي إني أريد أن اشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة فقال علي : نعم أشهد ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إن جبرئيل وميكائيل فيما بيني وبينك الآن ، وهما حاضران معهما الملائكة المقربون لأشهدهم عليك ، فقال : نعم ليشهدوا وأنا بأبي وأمي اشهدهم ، فأشهدهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكان فيما اشترط عليه النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأمر جبرئيل ( عليه السلام ) فيما أمره الله عز وجل أن قال له : يا علي تفي بما فيها من موالاة من والى الله ورسوله ، والبراءة و العداوة لمن عادى الله ورسوله ، والبراءة منهم على الصبر منك على كظم الغيظ ، وعلى ذهاب حقك ، وغصب خمسك ، وانتهاك حرمتك ، فقال : نعم يا رسول الله ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، لقد سمعت جبرئيل يقول للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا محمد عرفه أنه ينتهك الحرمة وهي حرمة الله ، وحرمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وعلى أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط .
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فصعقت حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل ( عليه السلام ) حتى سقطت على وجهي ، وقلت : نعم قبلت ورضيت ، وإن انتهكت الحرمة وعطلت السنن ، ومزق الكتاب ، وهدمت الكعبة ، وخضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط صابرا محتسبا أبدا ، حتى أقدم عليك ، ثم دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة والحسن والحسين وأعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقالوا مثل قوله ، فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار ، ودفعت إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . فقلت لأبي الحسن : بأبي أنت وأمي ألا تذكر ما كان في الوصية ؟ فقال : سنن الله وسنن رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقلت : أكان في الوصية توثبهم وخلافهم على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟ فقال : نعم ، والله شئ بشئ وحرف بحرف ، أما سمعت قول الله عز وجل : ” إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شئ أحصيناه في إمام مبين ” والله لقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأمير المؤمنين وفاطمة ( عليهما السلام ) : أليس قد فهمتما ما تقدمت به إليكما وقبلتماه ؟ فقالا : بلى ، وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا.