أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
بسم الله الرحمن الرحيم
قد يقال: كيف السبيل لهذا الاعتقاد وقد تعود الإنسان منذ صغره للسعي وراء السبب المادي الطبيعي، بعبارة أخرى كيف نطلب من الداعي ان ينسلخ ويسلب توجهه عن الأسباب المادية وهو أمر متعسر بل قد يكون متعذر؟!!
والجواب يظهر مما تقدم كقول الصادق (A): Sإِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ لَا يَسْأَلَ رَبَّهُ شَيْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ فَلْيَيْأَسْ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ وَلَا يَكُونُ لَهُ رَجَاءٌ إِلَّا عِنْدَ اللَّهِ فَإِذَا عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِهِ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ شَيْئاً إِلَّا أَعْطَاهُR([1]).
وقوله (A) Sيقول إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه, فلييأس عن الناس كلهمR([2]).
وقول الإمام زين العابدين(A) قَالَ: Sرَأَيْتُ الْخَيْرَ كُلَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ فِي قَطْعِ الطَّمَعِ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ وَمَنْ لَمْ يَرْجُ النَّاسَ فِي شَيْءٍ وَرَدَّ أَمْرَهُ إلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ اسْتَجَابَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ فِي كُلِّ شَيْ ءٍR([3]).
فالأحاديث السابقة ظاهرة بل نص في توقف الاستجابة على التوكل على الله تعالى، فمن أراد استجابة دعائه فليس عليه إلاّ ان يوكل أموره جميعاً لله وييأس عما في أيدي الناس فمن كان هذه سيرته فاستجابة الدعاء هي سُنته.
وباختصار ان الاعتقاد بحصر التأثير به تعالى دون خلقه يتوقف على تربية الإنسان نفسه على اليأس عما في ايدي الناس وإيكال امره لله، أي على الزهد والتوكل، فانظر كيف تؤثر العقيدة في سلوك الإنسان، وكيف اقتضى التوحيد -الذي هو عقيدة- التوكل والزهد وهما من قبيل السلوك، فكان هو الأصل وهما فروعه. ([1]) الكافي: ج2 ص148.
اترك تعليق: