إلـى سـيِّـدِ الأنـبـيـاءِ مـحـمـدٍ (صـلـى الله عـلـيـه وآلـه)
بَـلـى هُـو ضـوءٌ وهـيَ ظـلــمــاءُ جـاءَهـا *** وآثـرَ أن يـمـحــــــــــــو فـــخـاضَ امِّـحـاءَهـا
هـيَ الـنـارُ لـم تـلـفـظ ثـمــــــــــــالـةَ روحِـهـا *** ولـمْ تـخـبُ إلّا أنْ أرتـــهُ انـطـــــــــــــــفـاءَهـا
أتـى والـفـراشـــــــــــاتُ الـمـضـيـئـةُ حـولـه *** تـطـوفُ, وعــطـرُ اللهِ يــــــــــــجـــري إزاءَهـا
رأتـهُ زعـــــــــــــــــــــــــامـاتٌ فـفـرَّتْ وأدبـرتْ *** وقـد تـركــتْ مـن خـلـــــــــــــفِـهـا كـــبـريـاءَهـا
مـحـمـدُ هـذا؟ إي مـحـمـــــــــــــــــــــدُ وجـهُـه *** مـلامـحُ شـمــسٍ ألـبــــــــــــــــــــــســـتـهُ رداءَهـا
رأى عـطـشَ الـصــحـراءِ يـنـحـتُ أهـلَـهـا *** جِـراراً ويـسـقــي دمـعُـهـم زعـــمـــــــــــــــاءَهـا
فـلـمْ يـرضَ إلّا أنْ تـرقـرقَ ســــــــــــــلـسـلاً *** عـلـى الأرضِ حـتـى صـارَ مـــعـنــاهُ مـاءَهـا
مـحـمـدُ يـا رأيَ الـسـمـــــــــــــــــــاءِ وذوقَـهـا *** ورغـبـتَـهـا فـي أن تـراكَ لـــــــــــــــــــــــــــــــواءَهـا
أجـلـتَ بـأضـلاعِ الـمـفـــــــــــــازاتِ خـيـلَـهـا *** وشـيَّـدتَ فـي آفـاقِــــــــــــــــــــــــهـا خُــــيَـلاءَهـا
وجـئـتَ إلـى الـدنـيـــــــــــــا رؤىً سـنـبـلـيـةً *** عـلـى شـفـتـيْ قـمــــــــحٍ تـشــدُّ اشـتـــهـاءَهـا
بـمـكـةَ كـان الـقـهـرُ حــــاكــــــــــــــــــــــــــمَ أمـةٍ *** عـلـى صَـفَـحَـاتِ الـسـيـفِ سـنَّ قـضــــاءَهـا
يـشـاءُ عـمـىً فـي أمَّـــــــــــــــةٍ ثـمَّ يـنـتـقـي *** عـمـى أمـةٍ أخـرى إلـى أنْ يـشـــــــــــــــــــاءَهـا
فـهـلْ سـتـغـنـي والـمـــــواويـــــلُ صـخـرةٌ *** عـلـى رجـعِ بـلـواهـا تـردُّ غـنـــــــــــــــــــــــــاءَهـا؟
وهـلْ تـدَّعـي إلا الـســـــــوادَ وكـــــــــــلُّ مـا *** لـديـهـا مـن الألـوانِ يـحـكـي ادِّعـــــــــــــاءَهـا
هـنـالـكَ كـان الـوائـــــدونَ مـراحـــــــلَ الـــــــــــــــــــــــــــــحـيـاةِ, وكـانَ الـمـيِّـتـــــــــــــــــــــونَ ابـتـداءَهـا
عـلـى شـجـرِ الـشـكــــــوى تـعـلـقُ حـزنَـهـا *** وفـي حـجـرٍ مـيــــــــــــــــــــــــــتٍ تـــزجُّ دعـاءَهـا
قـرىً جـاحـداتٌ جــــــــــــــاءَ نـورُ مـحـمـدٍ *** لـيُـبـصِـرَهـا فـي وجـهـــــــــــــــــــــــــــــهِ أنـبـيـاءَهـا
فـآوتْ إلـى قـلــــــــــــــــــــــــــــــبٍ نـبـيٍّ تـبـثّـهُ *** وفـي بـاحِ عـيـنـيـهِ تـقـيـمُ خِـــبـــــــــــــــــــــــاءَهـا
تـؤدي مـراسـيـمَ الـنـهــــــــــــــــــارِ بـضـوئـهِ *** وتـقـضـي عـلـى كـفـيـهِ وجــــداً مـســـــــــاءَهـا
ومـا قـلـبـهُ, مـا قـلـبُـهُ غـيـــــــــــــرُ شـمـعـةٍ *** ذوتْ فـاسـتـبـاحَ الـمُـدلِــــــــــــــجـونَ حـيـاءَهـا
مـهـدي الـنـهـيـري