إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا علينا أن نستحي من الله عز وجل؟ وكيف نقوي دافع الحياء من الله في نفوسنا؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا علينا أن نستحي من الله عز وجل؟ وكيف نقوي دافع الحياء من الله في نفوسنا؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين


    لأن الحياء يرجع إلى خوف الإنسان من التعرض للعتب واللوم والعقاب، ولأن اللوم والعقاب لا يتحققان إلا إذا كان هناك معرفة واطلاع من اللائم والمعاتب على ما يفعله الطرف الذي يقع عليه اللوم والعقاب، فهذا يعني ان سبب الحياء هو توقع الإنسان لاطلاع مطلعٍ على ما يمكن أن يقع فيه من تقصير أو من ارتكاب خطيئة أو جناية.

    والإنسان يستحي من إنسان آخر أو من المجتمع الذي يعيش فيه فقط لظنه أن ما يمكن أن يفعله سيكون مورداً لأن يُكشف فيفتضح أمره أمام الملأ.. فكيف إذن هو حالنا مع علام الغيوب الذي لا تخفى عليه خافية، والمطلع على السرائر، والذي هو أقرب إلينا من حبل الوريد!!

    فإذن، فإن الله عز وجل هو الأحق أن يستحي منه الإنسان، فهو الموجود الوحيد الذي نتيقن أنه مطلع على كل تقصير أو خطيئة قد نقع بهما. ولذلك قال الإمام زين العابدين (ع): (خف الله تعالى لقدرته عليك، واستحي منه لقربه منك)[1].

    كيف نقوي دافع الحياء من الله في نفوسنا؟
    ولكون سبب الحياء هو معرفة أن علام الغيوب مطلع على تقصيرنا وسوء أعمالنا، فيمكن تقوية هذه الصفة بمعرفة عيوب النفس وآفاتها، وقلة إخلاصها وخبث باطنها، وميلها إلى الحظ العاجل في جميع أفعالها، مع العلم بجميع ما يقتضيه جلال الله وعظمته، وتكريس حالة الرقابة على النفس من خلال تربيتها على الخوف من الله عز وجل لكونه يرى كل ما نفعل ويطلع على السرائر وخطرات القلب، وإن دقت وخفيت. فهذه المعارف والملكات إذا تحققت، انبعثت منها حالة تسمى بالحياء[2].

    ثم إن أهل البيت (ع) علمونا ما هو أكمل حد من الحياء يمكن أن يصل إليه الإنسان وأعطونا علامات ذلك:

    قال: رسول الله (ص): (استحيوا من الله حق الحياء، فقيل: يا رسول الله ومن يستحيي من الله حق الحياء؟ فقال: من استحيى من الله حق الحياء فليكتب أجله بين عينيه، وليزهد في الدنيا وزينتها، ويحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، ولا ينسى المقابر والبلى)[3].

    وعن الإمام الكاظم (ع): (رحم الله من استحيى من الله حق الحياء، فحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وذكر الموت والبلى، وعلم أن الجنة محفوفة بالمكاره والنار محفوفة بالشهوات)[4].


    ---------------
    [1] - ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج 1، ص 719
    [2] - راجع: جامع السعادات، النراقي، ج 3، ص 267.
    [3] - البحار، المجلسي، 77، 83، 3
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X