بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ويقفز الى السطح سؤال ملح جداً ؛ والإجابة عليه على درجة بالغة من الخطورة : ما هي مسؤوليتنا تجاه هذا النور والرحمة الإلهية وأهل بيت الرسالة ؟
وبعد مزيد من التفحص يبدو إن الإجابة تكمن عبر تأدية ثلاث مسؤوليات جسام ، ومن دون اداء هذه المسؤوليات لن ينفع الإنسان ما يعمل ، نظرا لانه سيعمل دون عقيدة صحيحة أو قلب سليم .
المسؤولية الأولى : التسليم بحق ومنزلة أهل البيت عليهم السلام ، وهذا يستدعي تطهير نفوسنا من أمراض الضغينة والحسد والكبر . ان البعض من المسلمين يحاول برأيه الشخصي الصادر عن غير تفكر وإخلاص وحسن نية ، بل يسعى البعض الى تجيير وقولبة العقيدة الإسلامية ، ولو في الأصول المتفق عليها ـ حسب ما تمليه عليه رغباته ومصالحه وما وجد عليه آباءه ـ والأخطر من ذلك وأدهى ان بعض من يحشر نفسه في صف الموالين لفاطمة الزهراء وأهل البيت يحاول بطريقة أو أخرى ان يحذف أو يختصر بعض الأحاديث مداهنة لأعداء الدين ، أو جهلاً بعلم الحديث والتفسير ، فضلاً عن عدم إلمامه بفصول اللغة والبلاغة التي هي العنوان الأول في شكل وصورة الروايات .
ربنا سبحانه وتعالى يؤكد : ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ فالاعتقاد السليم هو الأساس في العمل الصالح ، ومن دونه سيكون العمل مهما كانت صورته صالحة وجميلة سراباً لا حقيقة له ، بل الباطل والانحراف والخيال هو الأساس في خداع الإنسان وإضلاله ، حتى يفاجأ بمصيره المحتوم ، إذ يلقى الله من دون أي رصيد حقيقي صالح .
وما أتعس الإنسان وأحقر به ان يستمر في حياته على أساس كذبة تاريخية كبرى تؤدي به في نهاية المطاف الى السقوط في مهاوي جهنم وبئس المصير . . فأن يمشي المرء بطيئاً ويصل الى هدفه في الآخرة ، خير من ان يسابق الريح والزمن ولكنه يسير في الانحراف ولا يصل الاّ الى ما يكره ، وكما تقول الرواية الشريفة عن أبي عبد الله عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام جميعاً قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : عليكم بسنة ، فعمل قليل في سنة خير من عمل كثير على بدعة .
المسؤولية الثانية : لكي لا يكون ولاؤنا وارتباطنا بأهل البيت ، وبالأخص منهم سيدة نساء العالمين ولاءً وارتباطاً هامشياً او مجرد حلم ، لابد ان نعي مقامها وحقها ودورها في العقيدة الإسلامية ، فإنه لا يكفي مجرد معرفة انها بنت الرسول او زوجة الوصي او ام الأئمة ؛ فالمعرفة الواقعية بفضل فاطمة الزهراء وبقية آل الرسول هي العامل المكرّس للتسليم بأمرهم .
المسؤولية الثالثة : الاتباع والاقتداء بسيرة فاطمة الزهراء عليها السلام . فنحن اذا نظرنا الى تفاصيل ملحمة مطالبتها بفدك نظرة واعية فستكون أمامنا من الدروس والعبر ما لا حصر لها . فهي أولاً لم تتقاعس عن مطالبتها بحقها او استعراض مظلوميتها ، رغم ان الظروف الاجتماعية والسياسية والصحية التي ألمت بها كانت صعبة للغاية .
وهي في طريقها الى المسجد لمباهلة الخليفة الأول التزمت ـ بما للكلمة من معنى ـ بشروط العفّة والشرف ، وضربت بذلك أروع مثال لجميع نساء العالم . .
ومهما يكن ؛ فان سورة النور التي ترسم صورة الأسرة المسلمة الفاضلة ، وتحدد نوعية العلاقة بين الزوجة أو الام ببقية أفراد العائلة ، إنما هي تبين فضيلة فاطمة الزهراء سلام الله عليها . ولا يخفى ان فاطمة الزهراء سلام الله عليها كانت المحور لأسرة آل الرسول ، فهي البنت والزوجة والام لخير خلق الله .
كما ان علاقة هذه الحوراء الإنسية بالنساء وتأثيرها الإيجابي عليهن كان قمة في الأداء والروعة . فهي كانت تحدثهن حول الفضيلة والعلم ومنزلة العلماء ، حتى تزيل الحواجز بينها وبينهن فيستزدن منها المعرفة والإجابات التفصيلية على كل ما يشكل عندهن .
ولا يغيب عنا ؛ اننا اذا سمعنا قول الله تعالى : ﴿ ... لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ... ﴾ فذلك يعني ؛ كما لكم في رسول الله أسوة حسنة ، كذلك في فاطمة وبعلها وبنيها ، لإنهم كلهم نور واحد . وعليه يجب ان نتأسى بهم ، ونتبع خطاهم ، ونقتدي بهديهم . . وبذلك نحاول ان نتمثل أشخاصهم وسلوكهم في حياتنا ، لأن سلوكهم وسيرتهم وكلامهم حجة علينا .
هكذا تجلت الرحمة الإلهية في شخصية فاطمة الزهراء وأبوها وبعلها وبنوها عليهم صلوات الله أجمعين . غير ان ما يؤسف عليه ان المسلمين لم يؤدوا حق هذه الرحمة ، الى درجة ان بعض أهل العلم ؛ بعض الكتّاب ؛ بعض الخطباء . . راح يشيع ان المصائب التي جرت على أهل بيت الرسالة والتي تذكرها كتب التاريخ والتي يرويها الخطباء ويحررهـا الكتّاب ، إنما هي مبالغ فيها . فحسب قول أحدهم : هل من المعقول ان يأتي من يجمع الحطب على باب بيت فاطمة عليها السلام ويضرم فيه النار ؟ هل من المعقول ان يفتحوا باب بيت فاطمة عليها السلام عنوة ويعصروها خلف الباب ؟ هل من المعقول انهم بفعلهم هذا اسقطوا جنينهـا ؟ هل من المعقول انهم تجرأوا على ضرب فاطمة عليها السلام على مرأى من المسلمين ؟ . .
لماذا نستبعد ذلك ، وقد نشاهد بأم أعيننا اليوم أعداء أهل البيت كيف عمدوا الى هدم قبورهم في المدينة المنورة ، وكيف يحجبون الناس عن مرقد النبي صلى الله عليه وآله ويمنعون الناس من الدنو من مراقد الأئمة المعصومين في البقيع؟؟
وبصراحة أقول : ان ما ذكره المؤرخون لنا من مظلومية أهل البيت عليهم السلام ، وما جرى عليهم من اضطهاد ليس إلاّ نزر يسير ، وما اخفوه اكثر من ذلك واعظم بكثير . وذلك خشية من سطوة الطغاة الحاكمين ، وطمعاً بالدنيا وملذاتها . .
وعلى هذا يجب ان نحذر الوساوس الشيطانية ، وان نجعل مظلومية هذه السيدة الجليلة الزهراء البتول وأهل بيت العصمة عليهم السلام ـ سواء في الماضي او في الحاضر ـ منطلقاً الى التمسك بخطها الاسلامي الاصيل وجعلها نبراساً لإيماننا وميزاناً دقيقاً لعقيدتنا .
وبعد مزيد من التفحص يبدو إن الإجابة تكمن عبر تأدية ثلاث مسؤوليات جسام ، ومن دون اداء هذه المسؤوليات لن ينفع الإنسان ما يعمل ، نظرا لانه سيعمل دون عقيدة صحيحة أو قلب سليم .
المسؤولية الأولى : التسليم بحق ومنزلة أهل البيت عليهم السلام ، وهذا يستدعي تطهير نفوسنا من أمراض الضغينة والحسد والكبر . ان البعض من المسلمين يحاول برأيه الشخصي الصادر عن غير تفكر وإخلاص وحسن نية ، بل يسعى البعض الى تجيير وقولبة العقيدة الإسلامية ، ولو في الأصول المتفق عليها ـ حسب ما تمليه عليه رغباته ومصالحه وما وجد عليه آباءه ـ والأخطر من ذلك وأدهى ان بعض من يحشر نفسه في صف الموالين لفاطمة الزهراء وأهل البيت يحاول بطريقة أو أخرى ان يحذف أو يختصر بعض الأحاديث مداهنة لأعداء الدين ، أو جهلاً بعلم الحديث والتفسير ، فضلاً عن عدم إلمامه بفصول اللغة والبلاغة التي هي العنوان الأول في شكل وصورة الروايات .
ربنا سبحانه وتعالى يؤكد : ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ فالاعتقاد السليم هو الأساس في العمل الصالح ، ومن دونه سيكون العمل مهما كانت صورته صالحة وجميلة سراباً لا حقيقة له ، بل الباطل والانحراف والخيال هو الأساس في خداع الإنسان وإضلاله ، حتى يفاجأ بمصيره المحتوم ، إذ يلقى الله من دون أي رصيد حقيقي صالح .
وما أتعس الإنسان وأحقر به ان يستمر في حياته على أساس كذبة تاريخية كبرى تؤدي به في نهاية المطاف الى السقوط في مهاوي جهنم وبئس المصير . . فأن يمشي المرء بطيئاً ويصل الى هدفه في الآخرة ، خير من ان يسابق الريح والزمن ولكنه يسير في الانحراف ولا يصل الاّ الى ما يكره ، وكما تقول الرواية الشريفة عن أبي عبد الله عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام جميعاً قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : عليكم بسنة ، فعمل قليل في سنة خير من عمل كثير على بدعة .
المسؤولية الثانية : لكي لا يكون ولاؤنا وارتباطنا بأهل البيت ، وبالأخص منهم سيدة نساء العالمين ولاءً وارتباطاً هامشياً او مجرد حلم ، لابد ان نعي مقامها وحقها ودورها في العقيدة الإسلامية ، فإنه لا يكفي مجرد معرفة انها بنت الرسول او زوجة الوصي او ام الأئمة ؛ فالمعرفة الواقعية بفضل فاطمة الزهراء وبقية آل الرسول هي العامل المكرّس للتسليم بأمرهم .
المسؤولية الثالثة : الاتباع والاقتداء بسيرة فاطمة الزهراء عليها السلام . فنحن اذا نظرنا الى تفاصيل ملحمة مطالبتها بفدك نظرة واعية فستكون أمامنا من الدروس والعبر ما لا حصر لها . فهي أولاً لم تتقاعس عن مطالبتها بحقها او استعراض مظلوميتها ، رغم ان الظروف الاجتماعية والسياسية والصحية التي ألمت بها كانت صعبة للغاية .
وهي في طريقها الى المسجد لمباهلة الخليفة الأول التزمت ـ بما للكلمة من معنى ـ بشروط العفّة والشرف ، وضربت بذلك أروع مثال لجميع نساء العالم . .
ومهما يكن ؛ فان سورة النور التي ترسم صورة الأسرة المسلمة الفاضلة ، وتحدد نوعية العلاقة بين الزوجة أو الام ببقية أفراد العائلة ، إنما هي تبين فضيلة فاطمة الزهراء سلام الله عليها . ولا يخفى ان فاطمة الزهراء سلام الله عليها كانت المحور لأسرة آل الرسول ، فهي البنت والزوجة والام لخير خلق الله .
كما ان علاقة هذه الحوراء الإنسية بالنساء وتأثيرها الإيجابي عليهن كان قمة في الأداء والروعة . فهي كانت تحدثهن حول الفضيلة والعلم ومنزلة العلماء ، حتى تزيل الحواجز بينها وبينهن فيستزدن منها المعرفة والإجابات التفصيلية على كل ما يشكل عندهن .
ولا يغيب عنا ؛ اننا اذا سمعنا قول الله تعالى : ﴿ ... لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ... ﴾ فذلك يعني ؛ كما لكم في رسول الله أسوة حسنة ، كذلك في فاطمة وبعلها وبنيها ، لإنهم كلهم نور واحد . وعليه يجب ان نتأسى بهم ، ونتبع خطاهم ، ونقتدي بهديهم . . وبذلك نحاول ان نتمثل أشخاصهم وسلوكهم في حياتنا ، لأن سلوكهم وسيرتهم وكلامهم حجة علينا .
هكذا تجلت الرحمة الإلهية في شخصية فاطمة الزهراء وأبوها وبعلها وبنوها عليهم صلوات الله أجمعين . غير ان ما يؤسف عليه ان المسلمين لم يؤدوا حق هذه الرحمة ، الى درجة ان بعض أهل العلم ؛ بعض الكتّاب ؛ بعض الخطباء . . راح يشيع ان المصائب التي جرت على أهل بيت الرسالة والتي تذكرها كتب التاريخ والتي يرويها الخطباء ويحررهـا الكتّاب ، إنما هي مبالغ فيها . فحسب قول أحدهم : هل من المعقول ان يأتي من يجمع الحطب على باب بيت فاطمة عليها السلام ويضرم فيه النار ؟ هل من المعقول ان يفتحوا باب بيت فاطمة عليها السلام عنوة ويعصروها خلف الباب ؟ هل من المعقول انهم بفعلهم هذا اسقطوا جنينهـا ؟ هل من المعقول انهم تجرأوا على ضرب فاطمة عليها السلام على مرأى من المسلمين ؟ . .
لماذا نستبعد ذلك ، وقد نشاهد بأم أعيننا اليوم أعداء أهل البيت كيف عمدوا الى هدم قبورهم في المدينة المنورة ، وكيف يحجبون الناس عن مرقد النبي صلى الله عليه وآله ويمنعون الناس من الدنو من مراقد الأئمة المعصومين في البقيع؟؟
وبصراحة أقول : ان ما ذكره المؤرخون لنا من مظلومية أهل البيت عليهم السلام ، وما جرى عليهم من اضطهاد ليس إلاّ نزر يسير ، وما اخفوه اكثر من ذلك واعظم بكثير . وذلك خشية من سطوة الطغاة الحاكمين ، وطمعاً بالدنيا وملذاتها . .
وعلى هذا يجب ان نحذر الوساوس الشيطانية ، وان نجعل مظلومية هذه السيدة الجليلة الزهراء البتول وأهل بيت العصمة عليهم السلام ـ سواء في الماضي او في الحاضر ـ منطلقاً الى التمسك بخطها الاسلامي الاصيل وجعلها نبراساً لإيماننا وميزاناً دقيقاً لعقيدتنا .
تعليق