إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المرجعية الدينية :تدعو للالتزام بضوابط منظومة التعايش الاجتماعي وتُبيّنُ ما يُهددها:

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التقي
    رد
    اللهم صل على محمد وآل محمد


    الاستاذ والاخ الفاضل مرتضى علي الحلي


    أحسنتم وأجدتم ، نسأل الله لكم دوام التوفيق والسداد .

    تقديرنا الدائم لتميزكم .



    اترك تعليق:


  • المرجعية الدينية :تدعو للالتزام بضوابط منظومة التعايش الاجتماعي وتُبيّنُ ما يُهددها:

    :: مَضامينُ خِطابِ المَرجَعيّةِ الدّينيّةِ العُليَا الشريفةِ, دامتْ بركاتها ، اليَوم الجُمعَة ::
    :1:- التأكيد على أهمية سلامة العلاقات الاجتماعية بين المؤمنين في الوطن الواحد ، وعدم خرق الضوابط الأخلاقيّة في التعايش الديني والقومي والمذهبي في المُجتمع الواحد ، حتى يحافظَ المُجتمعُ على تماسكه ويكون قادراً على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
    :2:- ضرورة تجنّب أسلوب العنف في معالجة المشاكل الأسرية والاجتماعية والدينية والسياسية .
    :3:- التحذير من ظاهرة التسقيط الاجتماعي للمؤمنين والعلماء والمراجع أو الجهات الدينية ، والتي تؤدي إلى تفكك العلاقات والروابط الاجتماعية أو إلى القتل المعنوي والاجتماعي للأفراد والعناوين.
    :4:- ينبغي شرعاً وعقلاً مراعاة أسلوب الحوار على أسس موضوعية وعلمية مَبنية على الوثوق والأدلة الصحيحة , واعتماد منهج التقويم والنقد البنّاء والإيجابي .
    :5:- إنَّ النشر الكتابي والوجود الكتابي في وسائل التواصل الاجتماعي والفيس بوك ،
    و تويتر والفضائيات وغيرها له آثار خطيرة ينبغي الالتفات إليها ، من حيث أنّه يطّلع عليه مئات الآلاف من المتلقين لها ويرتّبون عليها موقفا ورداً تجاه الجهة المعنيّة أو العنوان الكذائي , وهذه الأعمال سيحاسب عليها الإنسان يوم القيامة , وأنّى له من تصحيحها أو إصلاحها إذا تسببت بهتك حرمة المؤمنين أو العلماء أو المراجع ،
    أو الجهات أو الأفراد.

    ::: نصُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة الثامن من جمادى الأولى ,1439هجري - وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي , خَطيب , وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :::
    :.. بيّنا في الخطبة السابقة أنَّ الإسلامَ قد حرصَ على إقامة علاقاتٍ اجتماعية وروابط صالحة وإيجابية تحفظُ مصالحَ المجتمع وأبنائه.
    بحيث لو التزم بها المجتمعُ فسيكون أقوى تماسكاً وقدرةً على مواجهة التحديات والمشاكل الداخلية والخارجية .
    والإسلامُ قد أكّدَ مراراً على أهمية إدامة وحفظِ هذه الروابط والعلاقات الإيجابية ,
    والتي تشتمل على مصالح ومنافع للمجتمع نفسه, وتوفّرُ له الأمن والاستقرار والسِلم.
    ويكون قادراً على النهوض بأعباء التنمية والتطور , وحذّرَ الإسلامُ أيضاً من الخروقات وعدم الالتزام بمنظومة التعايش الاجتماعي .
    ففي الوطن الواحد توجد عدد من المكونات تعيش على نحو من الاختلاف الثقافي والديني والقومي والمذهبي فيما بعضها البعض , وينبغي أن تحكمها منظومة تعايش اجتماعي تحفظ لها قوتها وتماسكها , وعلى أساس ذلك وفي نفس الوقت يجب معرفة مخاطر خرق منظومة التعايش الاجتماعي وما تؤدي إليه من المشاكل والتحديات .
    وقد ذكرنا أخطرها ، وهو التعصب الديني والنظرة الفوقية والاستعلاء على الآخرين.
    ::: من الأمور التي تهدد سلامة العلاقات الاجتماعية :::
    :1:- أسلوب العنف في التعامل مع الآخرين .
    إنَّ الإنسان قد يواجه اختلافات ومشاكل اجتماعية وسياسية وثقافية ، ويواجه مشاكل في الأسرة وفي المدرسة وفي داخل العمل الوظيفي , وفي المجتمع .
    وقد يواجه اختلافاً مع الآخرين بسبب اختلاف الآراء والمواقف , وقد يحصل تجاوزٌ عليه من قبل الآخرين ، فكيف يتعامل مع هذه الأمور ؟ وكيف يواجه هذه المشاكل والنزاعات والاختلافات ؟
    وأحياناً قد يكون الاختلاف شديداً في مفصل من مفاصل الحياة ، فما هو الأسلوب الإسلامي الأمثل ؟ والذي لو تعامل به مع الآخرين لأمكن له أن يحافظَ على العلاقة معهم ، دون التصادم والاحتكاك .
    وفي الغالب يكون اللجوء إلى الأسلوب العنيف ، والذي يتمظهر تارة بالكلام ،
    وتارةً بالخطاب وأخرى بالتصرّف ، والإنسان هنا يكون على قسمين:
    قسم : يتمكّن من ضبط انفعالاته وأقواله تجاه هذا النزاع فيحلّه .
    وقسمٌ آخر: يلجأ إلى الأسلوب العنيف والتجاوز على الآخرين بالرد عليهم.
    والإسلام قد حذّرَ من استخدام أسلوب العنف ، لأنّه يؤدي إلى تعقيد المشكلة وصعوبة الحلّ ، ولربما يُواجه بفعل ذلك بأسلوب مُمَاثلٍ له في العنف والرّد.
    وقد تكون المشكلة بسيطة ولا تحتاج إلى التعقيد ولكن استخدام أسلوب العنف يحوّلها إلى مشكلة معقدة وكبيرة.
    وقد دعا الإسلام العزيز إلى ضبط الانفعالات وتجنّب الغضب ، واعتبر ذلك جهاداً أكبراً للنفس ، بينما الجهاد بالسلاح هو الجهاد الأصغر ، ولِما يترتب على الانفعالات من آثار خطيرة جدا .
    ::: إنَّ ضبط الانفعالات في مواجهة المشكلة هو أمر ضروري في التعاطي معها أينما تكون في الأسرة أو في المجتمع ، أو بين مجموعة وأخرى بفعل الاحتكاك الإداري ،
    أو النفسي أو العاطفي ، وإذا تمكنّا من ضبط الانفعالات فنكون قد ضبطنا النتائج في الاختلاف ، سواء أكان بين مُكونين مهمين , وهنا ينبغي تجنّب الأسلوب العنيف ،
    والذي يؤدي إلى عنف متقابل في الرد أو أشد منه ، وبالتالي تتحول المشاكل من بسيطة إلى صراعات عنيفة تتفاقم وتتطور على مستوى الأفراد والمجتمع معاً.
    :::: وفي معالجة هذا الأسلوب العنيف في حلّ المشاكل والاختلافات ينبغي ضبط العواطف والانفعالات والتعامل بأسلوب هادئ حتى في الكتابة وتجنّب التجريح للآخرين.
    :2: - من الأمور التي تهدد سلامة العلاقات الاجتماعية هو استخدام أسلوب الحوار السلبي والنقد غير البناء ::
    إنَّ من أفضل الأساليب التي تتكفّل بسلامة العلاقات الاجتماعية والتعايش السليم
    هو أسلوب الحوار الإيجابي والتفاهم مع الآخرين – أسلوب إصلاح الزلاّت والخلل من خلال النقد البنّاء :- والذي معناه أنَّه إذا شاهدنا أو أشّرنا على الآخر زلة أو خطـأ فينبغي أن يكون هذا التأشير موثوقاً ودقيقاً ، لا أن نتسرّع في الحكم والموقف والقرار ،
    ويجب أن يكون طرح النقد للآخرين غير مشتمل على النقص أو الإهانة أو الاستفزاز.
    وينبغي أن يتوفّر النقد الاجتماعي البنّاء على شرطين هما :
    : أوّلاً :- الموضوعية والعلم وعلى أُسسٍ صحيحة ونافعة في الحوار والنقد ، وهو ما يكون غالبا غائباً عن أوساطنا الاجتماعية والسياسية.
    :ثانياً:- اعتماد الأسلوب غير الجارح لمشاعر الآخرين أو الإنقاص منهم أو إهانتهم ،
    لأنَّ الأسلوب الجارح سيواجه بالرفض والرد.
    ( وهنا ننصح الفضائيات والمجموعات بضرورة اعتماد الحوار الموضوعي والعلمي ، والذي يقوم على الأدلة والتعمّق والدقة).
    فهذه وسائل يشاهدها الكثير من الناس ، وخاصة في المسائل الفكرية أو السياسية ،
    أو الثقافية مما تتطلّب التأكّد من الخطأ عند الآخر.
    فإيّاكم مِن أن تتبعوا وتحصوا على الآخرين زلاتهم وأخطائهم لتعيّروهم بها يوماً ما .
    أو تذكروها أمام الآخرين انتقاصاً منهم.
    نعم إذا كان بقصد النصيحة والتوجيه وأمام من يعرف حالهم ويؤثر عليهم فلا بأس بذلك.
    ولا بُدّ من التأكّد من الحالة التي تحصل عند الآخرين فقد يكون له رأي أو كان معتقداً بعدم خطأ رأيه .
    : 3 :- من الأمور التي تهدد سلامة العلاقات الاجتماعية هو هتك حرمة الآخرين والانتقاص منهم وتحقيرهم ::..
    إنَّ المؤمن له حرمة عظيمة حيّاً وميتا وحاضراً وغائباً , وينبغي حفظ منزلة المؤمن وقدره ،والابتعاد عن التسقيط الاجتماعي، لأنّه بفعل ذلك تتحول وتتبدل الأمور من حالة المحبة إلى حالة الكراهية ، ومن التواصل إلى التقاطع والتدابر .
    وعن الإمام جعفر الصادق ، عليه السلام : (مَن عظّم دينَ الله عظّم حَقَّ إخوانه ، ومَن استخفَ بدينه استخف بإخوانه ) : بحار الأنوار ، المجلسي ، ج71 ،ص287.:
    :4:- فلتات اللسان والتسقيط الاجتماعي للآخرين :::.
    من الأمور التي تهدد سلامة العلاقات الاجتماعية والتعايش هي الغيبة والنميمة والافتراء والكذب ، والتي تؤدي إلى الحط من منزلة الآخرين وعزلتهم اجتماعياً , ونشر الكراهية بينهم ، فالتسقيط الاجتماعي يؤدي إلى المقاطعة الاجتماعية والتي تتسبب بالشعور بالعزلة وبحالة من الهم والغم ، وقد تعرقل تحقيق المصالح الاجتماعية والمعاشية للآخرين.
    إنَّ الله تبارك وتعالى يريد منا التواصل والتلاقي والتحاب فيما بيننا حفاظاً على قوة المجتمع وتماسكه حتى يكون قادراً على النهوض بأعباء حياته.
    لأنَّ التسقيط الاجتماعي هو أشد من القتل الجسدي ، فهو قتل اجتماعي يعزل الآخر عن مجتمعه ويؤذيه نفسيّا وعمليّاً.
    وينبغي بنا أن نراقب ألسنتنا في النطق والتلفظ والكتابة والنشر , ومن صفات المؤمنين :
    وكما روي عن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلّم ،( إنَّ لسانَ المؤمن وراء قلبه ، فإذا أراد أن يتكلم بشيءٍ تدبره ثم أمضاه بلسانه . وإنَّ لسانَ المُنافق أمام قلبه ،
    فإذا همّ بشيء أمضاه بلسانه ولم يتدبره بقلبه - وقال ( ص ) : أمسك لسانك ،
    فإنها صدقة تصدق بها على نفسك .. . ثم قال : ولا يُعرفُ عبدٌ حقيقةَ الإيمان حتى يخزنَ من لسانه)
    : جامع السعادات ، ملاّ محمد مهدي النراقي ، ج2 ، ص266.:
    إنَّ آفات اللسان قد تؤدي إلى مشاكل كبيرة في المجتمع ، ولذا ينبغي بالمؤمن أن يكون ضابطاً لأقواله ولسانه ، .
    وإنَّ وجود اللفظ من خلال اللسان هو وجود ثانٍ وكذا وجوده بالكتابة( الوجود الكتبي) وما يُنشر في وسائل التواصل الاجتماعي وتويتر وفيس بوك وغيرها ، هذه من أخطر آفات اللسان ، لأنَّ مَن يطّلعُ عليه هم مئات الآلاف من الناس.
    فعندما تتكلم عن عالم أو مرجع أو جهة دينية فهذا الكلام سيترتب عليه الأثر والموقف عند المُتلقين له ، فضلاً عن ظهور آثاره يوم القيامة والحساب عليه .
    فالاغتياب كما يكون باللفظ يكون بالكتابة نشراً , وكذا الكذب والطعن والافتراء.
    وعلينا التفكّر حينما ننشر والتوقف وعدم التسرّع ، لأنّ هذه الأمور ستكتب علينا دون التفات منا ، وسنحاسب عليها , وأنّى لنا مِن تصحيح ذلك أو إصلاحه آنذاك ؟
    _________________________________________________
    الجُمْعَة- الثامن من جمادى الأولى ,1439 هِجرِي- السادس والعشرون من كانون الثاني 2018م.
    تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
    - كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
    _________________________________________________
    التعديل الأخير تم بواسطة التقي; الساعة 27-01-2018, 10:55 AM. سبب آخر: تعديل الخط ..
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X