بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
وأبتدأ يوم جديد وأشرق صباحه بزقزقة الاطيار وحفيف الاشجار
لنطوي صفحة الامس ونستلهم من شمس اليوم بزوغها على الجميع
وشمولها لهم بدفئها وجميل إشراقتها الذهبية ...
ليكون اليوم أجمل بذكر الله ولله وفي الله وعلى ملة رسول الله
أفتتحت (سناء) يومها كالمعتاد بسماعها لسورة الفتح
- (إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا،لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ
وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا،وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا)
لتجدد وهج الحياة بانسياب صوت القارئ الملكوتي على ينابيع قلبها الضمى لمعين الله العذب
(سناء) أم لولد وبنت بعمر 13 سنة
مطلقة تعيش حياتها بصراع مع القال والقيل
الذي شتت فكرها رغم نجاحاتها الكثيرة والمتوالية
كونها أم صالحة
وذات شهادة -متعينة تربوية- تنبض بالحياة والشباب رغم مضي 40 خريفاً من حياتها
تجرعت من غصص الزمان الشئ الكثير بوابل من التجاهل تصبّح
وبفيض من الاهانات تُمسي معه
وهي صابرة قانعة راضية لحين مافاض الامر بطرده لها من البيت بسلوكه الجنوني
الذي فيه من الحّدة والغضب والاستحقار مالاتطيقه أمراة
ولمرات ومرات تعود لتضلل على أولادها كطائر يأبى مغادرة عشّه
مهما كانت المصاعب ...
وطالما تمتمت وتنهدت بأقول الله جل وعلا:
{وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ}
وأمر الله به المؤمنين، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا}
وأخبر بمحبته للصابرين، فقال تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}
ومعيته لهم، فقال تعالى : {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
ووعدهم أن يجزيهم أعلى وأوفى وأحسن مما عملوه، فقال تعالى: {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
وبشرهم فقال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}
وطالما أنتظرت بشائره بالفرج بالدنيا قبل الاخرة
فذلك وعد الله وتلك ثقتها به جلّ وعلا
ليحّل اليوم بخلاصها من سجنه رغم تهويلات الناس وفرط السنتهم الجارحة
ليعوضّ الله صبرها ب(سالم)
يكبرها ب5أعوام بوظيفة طيبة وبإنسجام تام دخل لحياتها عن طريق العمل
ومع الحشمة والفضيلة قرأت من سطوره الملائ بالطيبة والتسامح الكثير
والحب والاخلاص لها ولاولادها وكرم الطبع والسجايا الحميدة ..
لتوافق وتبدأ حياتها بذلك الشوق المعهود والحب والاطمئنان المشهود لها رغم عصائب الامور
بأن الله معها وناصرها وأن رضا الناس غاية لاتُدرك ...
ومهما طال ظلام الليل فلابد لشمس الصباح أن تبدده ...