بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الابدية على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين .
كثرالجدل والكلام والاخذ والرد بالنقض والابرام على الحديث المنسوب الى النبي (ص) وهو : (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ) علما ان الاختلاف والمناقشة في الحديث كان بين السنة والشيعة من الناحية السندية من جهة صحته وتكذيبه بتوثيقه وتضعيفه .
وأيضا من الناحية الدلالية في المراد من كلمة الاصحاب المذكورة في الحديث هل هي عامة في الجميع ام ان المقصود بها أشخاص معينين .
***** م/ أراء علماء أهل السنة في حديث ( أصحابي كالنجوم ) :
1- هذا الحديث رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (895) وابن حزم في "الإحكام" (6/244) من طريق سلام بن سليم ، قال : حدثنا الحارث بن غصين ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ) .
وسلام بن سليم ، ويقال ابن سليمان ، متروك متهم قال ابن معين : ليس حديثه بشيء ، وقال ابن حبان : يروى عن الثقات الموضوعات كأنه كان المعتمد لها ."المجروحين" (1 /339) .
2- وأخرجه الخطيب في " الكفاية في علم الرواية " ( ص 48 ) والبيهقي في " المدخل " ( 152 ) والديلمي ( 4 / 75 ) من طريق سليمان ابن أبي كريمة عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : ( إن أصحابي بمنزلة النجوم في السماء ، فأيها أخذتم به اهتديتم ، واختلاف أصحابي لكم رحمة )
وهذا إسناد ضعيف جدا : سليمان بن أبي كريمة ضعيف ، وجويبر هو ابن سعيد الأزدي ، متروك ، كما قال الدارقطني والنسائي وغيرهما ، وضعفه ابن المديني جدا .
"ميزان الاعتدال" (2/222) – "التهذيب" (2/106)
والضحاك هو ابن مزاحم الهلالي لم يلق ابن عباس ، وقال البيهقي عقبه : " هذا حديث متنه مشهور ، وأسانيده ضعيفة ، لم يثبت في هذا إسناد " .
3- ورواه ابن عساكر في "تاريخه" (19/383) والديلمي في " مسنده " (2/190) من طريق نعيم ابن حماد حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب مرفوعا : ( سألت ربي عز وجل فيما اختلف فيه أصحابي من بعدي فأوحى الله إلي : يا محمد إن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء ، بعضها أضوأ من بعض ؛ فمن أخذ بشئ مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى "
وهذا إسناد تالف ، نعيم بن حماد ضعيف ، وعبد الرحيم بن زيد العمي كذاب ."التهذيب" (6/274) .
4- وذكره ابن عبد البر معلقا ( 2 / 183) من طريق أبي شهاب الحناط عن حمزة الجزري عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به . ثم قال ابن عبد البر : " وهذا إسناد لا يصح ، ولا يرويه عن نافع من يحتج به " .
وحمزة هذا هو ابن أبي حمزة ، قال ابن معين : لا يساوى فلسا ، وقال البخاري: منكر الحديث ، وقال الدارقطني : متروك ، وقال ابن عدى : عامة ما يرويه موضوع . "ميزان الاعتدال" (1 /606) .
5- وقد تواردت نصوص أهل العلم بعدم صحة هذا الحديث :
أ- فقال الإمام أحمد : " لا يصح هذا الحديث " ."سلسلة الأحاديث الضعيفة" ، للشيخ الألباني (1 /145) .
ب - وَقَالَ الْحَافِظ أَحْمد بن عَمْرو بن عبد الْخَالِق الْبَزَّار :
" هَذَا الْكَلَام لم يَصح عَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم " . "البدر المنير" (9 /587) .
ج - وقال ابن حزم :" باطل مكذوب من توليد أهل الفسق لوجوه ضرورية " . "الإحكام في أصول الأحكام " (5 /61) . سؤال لابن حزم : لم توضح لنا من هم أهل الفسق هؤلاء الذين وضعوا هذا الحديث ؟؟؟
د - وقال ابن الملقن : " جميع طرقه ضعيفة " . "البدر المنير" (9 /587) .
هـ - وقال ابن القيم :" روي من طرق ، ولا يثبت شيء منها " . إعلام الموقعين [2 /242] .
و - وقال الشوكاني في"الفتح الرباني" (5/179) : " صرح أئمة الجرح والتعديل بأنه لا يصح منها شيء ، وأن هذا الحديث لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " .
ز - وقال الألباني في "السلسلة الضعيفة" (58) : " موضوع " .
ح - قال الإمام ابن حزم رحمه الله في بيان بطلان هذا الحديث متنا :
" من المحال أن يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع كل قائل من الصحابة رضي الله عنهم ، وفيهم من يحلل الشيء وغيره منهم يحرمه ، ولو كان ذلك لكان بيع الخمر حلالا اقتداء بسمرة بن جندب ، ولكان أكل البرَد للصائم حلالا اقتداء بأبي طلحة وحراما اقتداء بغيره منهم ، ولكان ترك الغسل من الإكسال واجبا اقتداء بعلي وعثمان وطلحة وأبي أيوب وأبي بن كعب ، وحراما اقتداء بعائشة وابن عمر ، ولكان بيع الثمر قبل ظهور الطيب فيها حلالا اقتداء بعمر ، حراما اقتداء بغيره منهم ، وكل هذا مروي عندنا بالأسانيد الصحيحة " انتهى . "الإحكام" (6 /244) .
ملاحظة : كلام ابن حزم صحيح لان الصحابة يخطئون ، لكن لو رجع الجميع الى أهل البيت (ع) لكان الاقتداء والاهتداء واحدا لان كلامهم (ع) نور واحد لااختلاف فيه .
ط - وقال الآمدي في الأحكام ج 2 ص 90
المسألة السابعة: اتفق الجمهور من الائمة على عدالة الصحابة .
وقال قوم: إن حكمهم في العدالة حكم من بعدهم ، في لزوم البحث عن عدالتهم عند الرواية .
ومنهم من قال: ...................................
والمختار إنما هو مذهب الجمهور من الائمة ، وذلك بما تحقق من الأدلة الدالة على عدالتهم ونزاهتهم وتخييرهم على من بعدهم . فمن ذلك قوله تعالى: ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) أي عدولا ، وقوله تعالى: ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) وهو خطاب مع الصحابة الموجودين في زمن النبي ( ص ) . ومنها قوله ( ص ) : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم والاهتداء بغير عدل محال ....... الخ . انتهى كلام الآمدي .
ملاحظة : نعم كلام الامدي صحيح ، وسيثبت ان الصحابي العدل الذي يقتدى ويهتدى بهم هم أهل البيت (ع) دون غيرهم .
ي - قال الحافظ ابن حجر عن جامع مسند أبي حنيفة : الحسين بن محمد بن خسرو البلخي محدث مكثر أخذ عنه ابن عساكر كان معتزليا . ورأيت بخط هذا الرجل جزءً ، من جملته : نسخة رواها عن علي ابن محمد بن علي بن عبيد الله الواسطي ، ثنا أبو بكر محمد بن عمر بجامع واسط ، ثنا الدقيقي ، عن يزيد بن هارون ، عن حميد ، عن أنس . والنسخة كلها مكذوبة على الدقيقي ، فمن فوقه ما حدثوا منها بشيء ، فمنها : حديث "من كنت مولاه" ، وحديث "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب" ، وحديث "أصحابي كالنجوم" ، وغير ذلك . وهذه الأحاديث وإن كانت رويت من طريق غير هذه فإنها بهذا الإسناد مختلقة ، وما أدري هي من صنعة الحسين أو شيخه أو شيخ شيخه !؟
ك - وقال محمد بن عبد الرحمن المباركفوري في تحفته الأحوذية ج 10 :
إني تركت فيكم من إن أخذتم به) أي اقتديتم به واتبعتموه. وفي بعض النسخ : تركت فيكم ما إن أخذتم به أي إن تمسكتم به علماً وعملاً (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) قال التوربشتي عترة الرجل أهل بيته ورهطه الأدنون ولاستعمالهم العترة على أنحاء كثيرة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله "أهل بيتي" ليعلم أنه أراد بذلك نسله وعصابته الأدنين وأزواجه انتهى . قال القاري والمراد بالأخذ بهم التمسك بمحبتهم ومحافظة حرمتهم والعمل بروايتهم والاعتماد على مقالتهم وهو لا ينافي أخذ السنة من غيرهم لقوله صلى الله عليه وسلم : "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم".
ملاحظة : بل يوجد تنافي في أخذ السنة من غيرهم لان اللفظ الاخرفي نفس هذه الرواية عبر عن أهل البيت بالثقل فأخذ العلم من غيرهم ينافي كونهم أحد الثقلين يا مباركفوري .
-------------------------------------------------
***** م/ اراء علماء الشيعة الامامية في حديث ( اصحابي كالنجوم ) :
1- روى المحدِّث الإمامي الثقة الجليل : محمد بن الحسن الصفار رضي الله عنه (ت 290 هـ) في كتابه الشهير بصائر الدرجات / ج1 / ص43 ، برقم 49 ، انتشارات المكتبة الحيدرية / تحقيق السيد محمد المعلم ، قال الصفار – قُدِّس سرُّه - :
حدثني الحسن بن موسى الخشَّاب ، عن غياث بن كلوب ، عن إسحاق بن عمار، عن جعفر، عن أبيه - عليهما السلام ، أن رسول الله - صلى الله عليه وآله – قال : ما وجدتم في كتاب الله فالعمل به لازم ، لا عذر لكم في تركه ، وما لم يكن في كتاب الله ، وكانت فيه سُنَّةٌ منِّى ، فلا عذر لكم في ترك سُنَّتي ، وما لم يكن فيه سُنَّة منِّى ، فما قال أصحابي فخذوه ؛ فإنما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم ، فبأيها أُخِذَ اهتُدِيَ، وبأي أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم ، واختلاف أصحابي لكم رحمة . قيل : يا رسول الله ! ومَنْ أصحابك ؟ قال – صلى الله عليه وآله - : أهل بيتي .
انتهى بنصه من المصدر المذكور.
ملاحظة : هذا إسناد موثَّق ، رواته إمامية أجلاء ، إلاَّ غياث بن كلوب ، وهو عامِّيٌّ ثقة .
2- ومن طريقه الشيخ الصدوق – قُدِّس سرُّه – (ت 381 هـ) في كتابه معاني الأخبار، ص156 ، برقم 1 ، تصحيح وتعليق : علي أكبر الغفاري ، الناشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة.
وعنه العلامة المجلسي – قُدِّس سرُّه – (ت 1111 هـ) في بحار الأنوار، ج22 ، ص307، برقم8 .
وقال الشيخ الصدوق – رضي الله عنه – في معاني الأخبار: إن أهل البيت عليهم السلام لا يختلفون ولكن يفتون الشيعة بمر الحق وربما أفتوهم بالتقية فما يختلف من قولهم فهو للتقية والتقية رحمه للشيعة. انتهى .
3- عيون أخبار الرضا (ع) / الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 93 - 94
حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثني محمد بن يحيى الصولي ، قال حدثني محمد بن موسى بن نصر الرازي ، قال : حدثني أبي ، قال : سئل الرضا عليه السلام عن قول النبي ( ص ) : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ، وعن قوله عليه السلام : دعوا لي أصحابي فقال عليه السلام : هذا صحيح يريد من لم يغير بعده ولم يبدل قيل : وكيف يعلم أنهم قد غيروا أو بدلوا ؟ قال : لما يروونه : من أنه ( ص ) قال : ليذادن برجال من أصحابي يوم القيامة عن حوضي كما تذاد غرائب الإبل عن الماء فأقول : يا رب أصحابي أصحابي فيقال لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ؟ فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول : بعدا وسحقا لهم افترى هذا لمن لم يغير ولم يبدل .
ملاحظة : في هذا الحديث اشارة الى ان المقصود من الصحابة هم الذين لم يغيروا ولم يبدلوا سنة رسول الله (ص) . وهذا لايوجد الا في أهل البيت (ع) واتباعهم .
4- الكتاب : مفاهيم القرآن جعفر السبحاني ج 1/ ص 47 :
إنّ القائلين بعدالة الصحابة يتمسكون بما يروون عن النبي أنّه قال : أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم. (1) غير أنّ متن الحديث يكذب صدوره عن النبي ، إذ ليس كل نجم هادياً للإنسان في البر والبحر ، بل هناك نجوم خاصة موجبة للاهتداء ، ولأجل ذلك قال سبحانه : ( وَعَلاَمَات وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) (2).
ولم يقل « وبالنجوم يهتدون » ، ولو كان كل نجم هادياً للضال لكان الأنسب الإتيان بصيغة الجمع ، ولو افترضنا صحة الاهتداء بكل نجم في السماء ، أهل يمكن أن يكون كل صحابي نجمأً لامعاً في سماء الحياة ، هادياً للأُمّة ؟!!
ملاحظة : الشيخ يناقش الحديث من ناحية متنه ودلالته .