بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين


اعلى مراتب الانتظار!!


ان لانتظار الفرج درجات و مراتب تختلف من حال لحال،
فالبعض يقتصر في انتظاره على الايمان بالامام المهدي و ظهوره و ينتظر ظهوره، بدون فعل شيء، و هذه هي ادنى درجات الانتظار و المعروف بالانتظار السلبي، و هذا المقدار واجب على كل مكلف.


و البعض لا يقتصر في انتظاره على ذلك، بل يتعداه الى مداومة الدعاء لتعجيل الفرج و القيام ببعض التكاليف الخاصة بالامام كدفع الصدقة عنه و التذكير به، و هذه مرتبة اعلى من المرتبة السابقة، و هي مطلوبة ايضا و حسنة شرعا و عقلا.


و البعض الاخر يترقى مجتهدا في اداء تكاليف زمن الغيبة، و مؤديا لكل ما من شانه تعجيل الفرج و التمهيد له، و باذلا قصارى جهده و وقته في ذلك ، و هذه المرتبة هي مرتبة افضل و اعلى من سابقتها و لا شك في مدى استحبابها و رجحانها، و لعل اغلب المنتظرين الان و العاملين في القضية المهدوية، هم من اصحاب المرتبتين الثانية و الثالثة.


و البعض الاخر لا يكتفي بكل ما ذكر، بل يتعداه الى ان يبقى في حالة تهيؤ و استعداد تام دائم لظهور الامام ، بحيث انه ينام ليليا على امل الاستيقاظ في مكة! فقد جاء عندنا في الروايات ان اصحاب القائم(( مفقودون من فرشهم))، يعني انهم يناموا ليلا في بيوتهم و يجلسوا صباحا يجدوا انفسهم في مكة، لذلك فان تمام التهيؤ للامام هو ان ينام الشخص و هو مستعدا لان ياخذه الامام معه ، و على امل ان يجلس و يجد نفسه في مكة مع الامام، و هذا يقتضي ان يكون قد ادى كل ما عليه من حقوق الله و العباد.
و لعل هذا هو احد الحكم في الامر بمحاسبة النفس في كل يوم و ليلة، فان اداء حقوق الله و العباد، و محاسبة النفس باستمرار مما يمهدان الشخص للوصول لهذه المرحلة ، مرحلة التهيؤ التام الدائم لنصرة الامام، التي ينام الشخص فيها على امل الاستيقاظ في مكة مع الامام،حيث انه في هذه المرحلة سيصبح حتى نوم الشخص عبادة ; كون المؤمن قد نام على رجاء الاستيقاظ مع الامام و نصرته، و هذه هي افضل و اعلى مراتب الانتظار..


و اخيرا اخي المهدوي: انظر الى نفسك في اي مرحلة انت الان، ثم اسعى للترقي شيئا فشيئا للوصول الى المرتبة الاعلى و القصوى و هي مرحلة التهيؤ التام الدائم.