اللهم صل على محمد وآل محمد
سؤل احد العلماء عن صفات طالب العلم فاجاب
س / ما هي أهم صفات طالب العلم التي ينبغي على طالب العلم التحلي بها ، وينبغي على الناس معرفتها لكي يجوز لهم أن يأخذوا منه معالم الدين ، ويجعلوه قدوة لهم ولا ينخدعوا بالمتقنعين بلباس الدين ؟
🍃 ج / توجد صفات كثيرة ونحن نختصر على أهمها :
1⃣ ـ أن يكون مخلصاً في طلبه للعلم وفي تعليمه الناس فلا يطلب العلم للرياء ، ولا للسمعة ، ولا لترأس على الناس ، ولا للمدح ولا ترفع عليهم ، ولا للزواج ، ولا لولائم ، ولا للمباهاة ، ولا تكبر .
١ ـ قال الامام الباقر عليه السلام :
من طلب العلم ليباهي به العلماء ، أو يماري به السفهاء ، أو يصرف به وجوه الناس إليه ، فليتبوأ مقعده من النار ، إن الرئاسة لا تصلح إلا لأهلها .
٢ ـ قال الامام أبي عبد الله عليه السلام :
من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب ، ومن أراد به خير الآخرة أعطاه الله خير الدنيا والآخرة .
٣ ـ عنه عليه السلام : إذا رأيتم العالم محبا للدنيا ، فاتهموه على دينكم ، فإن كل محب لشيء يحوط ما أحب .
٤ ـ وعنه عليه السلام قال : قال وأوحى الله تعالى إلى داود :
يا داود لا تجعل بيني وبينك ( عالما ) مفتونا بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي ، فإن أولئك قطاع طريق عبادي المريدين ، إن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم .
٥ ـ وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : من تعلم علما من علم الآخرة ليريد به عرضا من عرض الدنيا لم يجد ريح الجنة .
2⃣ ـ أن يكون من أهل التقوى وخشية الله فيحاول طاعة ربّه في جميع أحواله ، ويبتعد عن كلّ ما يغضبه من الأعمال السيّئة والمعاصي وإيذاء الناس .
3⃣ ـ أن يكون عاملاً بعلمه قبل أن يعلمه الناس
. قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
العلماء رجلان : رجل عالم آخذ بعلمه ، فهذا ناج ، وعالم تارك لعلمه ، فهذا هالك .
⬅️ وإن أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه .
⬅️ وإن أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله تبارك وتعالى فاستجاب له وقبل منه ، فأطاع الله فأدخله الجنة ، وأدخل الداعي النار بتركه علمه ، واتباعه الهوى ، وطول الامل ، أما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وطول الامل ينسي الآخرة .
3⃣ ـ ان يكون متصفاً بمكارم الأخلاق خصوصاً الرفق واللين والتواضع فلا يرى نفسه شيئا ، فيتعامل مع الناس على أنه واحد منهم ولا يتعالى عليهم ويرى نفسه أعلى منهم قدرا ً. وأنهم لابد أن يحترموه ويخاطبوه بكلام مميز .
3⃣ ـ أن يكون عفيف البطن والفرج قد الامكان حتى عن المباحات التي قد توقعه في مشاكل وعلامات استفهام خوصوصا إذا كانت تؤثر عليه كرجل دين له مميزاته الخاصة في نفوس الناس . روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام : العفاف يصون النفس ، وينرهها عن الدنايا . أي الامور الوضيعة . وروي عن الامام الباقر عليه السّلام : ما عبد الله بشيء أفضل من عفة البطن والفرج .
4⃣ ـ الابتعاد عن الهوى والميل للشهوات التي تودي بالانسان الى الهاوية والهلاك . قال تعالى : ( واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ( ٤٠ ) فأن الجنة هي المأوى ( ٤١ ) النازعات
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ألا رب شهوة ساعة اورثت حزناً طويلاً يوم القيامة .
قال أمير المؤمنين عليه السّلام : فاز من غلب هواه وملك دواعي نفسه .
5⃣ ـ الابتعاد عن الشبهات ومواضع التهمة . قال أمير المؤمنين عليه السّلام : إياك والوقوع في الشبهات والولوع بالشهوات فإنهما يقتادانك إلى الوقوع في الحرام وركوب كثير من الآثام .
6⃣ ـ أن لا يتصدى لأي عمل ديني حتى لو طلب منه ذلك حتى تكتمل أهليته ، ويظهر استحقاقه لذلك على صفحات وجهه ونفحات لسانه ، وتشهد له به صلحاء مشايخه وزملائه .
قيل : من تصدر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه .
وقيل : أن كل من قام بعمل ليس من أختصاصه فضرره أكبر من نفعه .
وقيل : ان أكبر سبب لمشاكل العالم هو تصدي غير الكفء .
7⃣ ـ الدقة والامانة في الجواب ، وعدم الاستعجال خصوصًا في الاحكام الشرعية فلا يجاوب ولا يتكلم الا بعد التأكد من المصادر الموثوقة .
8⃣ ـ أن يكون صاحب علم قد طوى مراحل متقدمة من العلم تؤهله لتصدي لبعض المهام الدينية .