المشاركة الأصلية بواسطة ..محمّد..
مشاهدة المشاركة
أخي الطيب محمد:
نحن لا نريد أن نستنقص
منك أو من غيرك ، ولكن يجب أن تكون منصفاً ، فالرواية التي جئت بها ضعيفة السند ، وكذلك بقية الروايات التي تزعم أنّ الرسول9قال: إنَّ المهدي اسم أبيه يواطئ اسم أبي، وهذه الروايات تسقط عن الإعتبار ولا يصح الإعتماد عليها بسبب ضعف سندها .
فمعظم هذه الروايات وردت عن طريق (عاصم بن بهدلة) ، وسمعها ابن عيينة منه
وأضاف عليها (واسم أبيه اسم أبي) بدليل أنَّ ابن عيينة روى هذه الرواية عدّة مرات من دون ذكر اسم أبيه ، فلو كانت الزيادة من عاصم لما تردد فيها ابن عيينة ،
ويدعم هذا ما قاله نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعي المروزي، أبو عبد الله وهو أول من جمع " المسند " في الحديث، فقد قال :
Sحدثنا ابن عيينة عن عاصم عن عبد الله عن النبي lقال: "المهدي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي وسمعته غير مرة لا يذكر اسم أبيه "R ( 1 ).
فهذه الإضافة( وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِى) ، من وضع الرواة الذين رووا عن عاصم لأنَّهم هم بأنفسهم رووا أحاديث عدم الزيادة عن عاصم مع أنَّ هناك مجوعة من الرواة رووا عن عاصم عدم زيادة ( وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِى)، فلو كانت الزيادة موجودة وسمعوها عن عاصم لرواها هؤلاء، وهذا الاضطراب الحاصل من الراوي كان سبباً في جعل بعض علماء السنة يتهم عاصم بضعف الحفظ.
قال الذهبي

وقال أيضاً

قال يحيى القطان( * ): ما وجدت رجلا اسمه عاصم إلا وجدته رديء الحفظ.
وقال النسائي: ليس بحافظ.
وقال الدار قطني: في حفظ عاصم شئ.
وقال ابن خراش: في حديثه نكرة.
يحيى القطان، سمعت شعبة يقول: حدثنا عاصم بن أبى النجود - وفي النفس ما فيها.
وقال أبو حاتم: ليس محله أن يقال ثقة))( 3 ).
وقال الذهبي : ((عاصم بن أبى النجود الأسدي، مولاهم القارئ قال س [يعني: قال النسائيّ]:" ليس بحافظ"، وقال الدار قطني: "في حفظه شيء"))( 4 )
قال ابن سعد: ((عاصم بن أبي النجودالأسدي، وهو عاصم بن بهدلة مولى لبني جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن أسد... قالوا وكان عاصم ثقة إلا أنه كان كثير الخطأ في حديثه))( 5 ).
.
قال الإمام الحافظ أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس التميمي الحنظلي الرازي المتوفى سنة 327هـ : ((نا عبد الرحمن، قال :سألت أبا زرعة عن عاصم بن بهدلة ،فقال : ثقة .
ثنا عبد الرحمن ،قال: فذكرته لأبي فقال: ليس محله هذا أن يقال هو ثقة، وقد تكلم فيه بن علية ،فقال: كأن كلّ من كان اسمه عاصماً سيء الحفظ))( 6 ).
قال أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد العقيلي: ((عاصم بن أبي النجود وهو ابن بهدلة حدثنا عبد الله بن أحمد قال : حدثني أبو بكر بن خلاد قال : حدثني يحيى بن سعيد قال : سمعت شعبة يقول : حدثنا عاصم بن أبي النجود ، وفي النفس ما فيها))( 7 ).
ومما تقدم يعلم أن زيادة (واسم ابيه اسم أبي ) ليست بحجة في رواية عاصم .
وهكذا يتبين ضعف سند الروايات التي ذكر فيها (واسم أبيه اسم أبي)، إضافة إلى ذلك فهي لا تصح للإستشهاد بها للإ سباب التالية:
السبب ألأوّل:
أنَّ زيادة (واسم أبيه اسم أبي) لم ترويها الكتب والمصادر الحديثية المعتبرة، بخلاف الرواية المجردة عن الزيادة ، فقد رواها الترمذي في سننه ، وأحمد بن حنبل في مسنده ، وغيرهما، فهي أكثر رواية من الرواية التي فيها زيادة (واسم أبيه اسم أبي)، فإذا كانت رواية الزيادة صحيحة لما تأخَّر هؤلاء عن روايتها، و لكانت مروية أكثر من غيرها خصوصاً إذا كان في روايتها بطلان لمذهب من خالفهم فعليه دل عدم رواية كبار الحفاظ والمحدثين لها عدم اعتبارهم لها.
السبب الثاني:
أنَّ سبب وضع الزيادة في حديث (واسم أبيه اسم أبي) هو وجود شخصين بارزين كلّ منهما اسمه محمد بن عبد الله ، وكلّ منهما ادَّعى أنّه المهديّ ، وهما: محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى الملقب بالمهدي، و محمد بن عبد الله المنصور الملقب بالمهدي.
ومن أهم ما يدعم هذا القول هو قرب زمن رفع الحظر عن التدوين للأحاديث وبداية ظهور التدوين وكثرة كتابة الأحاديث مع ظهور هاتين الشخصيتين, مع الأخذ بالاعتبار أن هناك الكثير من إمارات الوضع في الحديث في هذه الفترة على الكثير من الأحاديث تظهر للمتتبع.
إذن فهناك مجال كبير للوضع بعد دراسة مناشئ الوضع في الحديث.
ومما يؤكد هذا ما كان يظنه بعض علماء السنة بأنَّ المهدي هو ثالث خلفاء بني العباس، فقد قال ابن حجر الهيتمي: S" أن اسم المهدي يوافق اسم النبي واسم أبيه اسم أبيه "
والمهدي هذا كذلك لأنه محمد بن عبد الله المنصور ويؤيد ذلك خبر ابن عدي المهدي من ولد العباس عمي لكن قال الذهبي تفرد به محمد بن الوليد مولى بني هاشم وكان يضع الحديثR ( 8 )
السبب الثالث:
أنَّ طرق هذا الحديث لم ترو عن الأئمةD وإنْ كانت رويت في مصادر الأمامية فهي مروية عن نفس طرق أبناء العامة وذلك مراعاة للأمانة العلمية في النقل للأحاديث عن كتب المخالفين. وأنَّ عندنا من مرجحات التعارض لو قيل بالوصول إلى هذه المرحلة, مخالفة أبناء العامة فكيف إذا جاءت الرواية مخالفة لما عليه إجماع وتواتر الطائفة من أن المهدي هو ابن الإمام الحسن العسكري A.
فكيف يرو العاقل ما فيه فساد مذهبه إلا إذا قلنا: إنَّ روايته له عن كتب المخالفين للأمانة في النقل كما تقدم ولا يوجد عندنا حديث يروي الزيادة عن أهل البيتD.
السبب الرابع :
أنَّ العرب تطلق لفظ الاسم على اللقب والكنية أيضاً، وقد روى البخاري Sعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ إِنْ كَانَتْ أَحَبَّ أَسْمَاءِ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - إِلَيْهِ لأَبُو تُرَابٍ ، وَإِنْ كَانَ لَيَفْرَحُ أَنْ يُدْعَى بِهَا ، وَمَا سَمَّاهُ أَبُو تُرَابٍ إِلاَّ النَّبِىُّ Rl( 9 ).
كما شاع في لسان العرب إطلاق الأب على الجد، وذلك كما جاء في قوله تعالى: P مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ O [الحج/78]، وقوله تعالى: P وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ O[يوسف/38]،
فإذا ثبت إطلاق الاسم على الكنية ، والأب على الجد ، فلا دليل في قوله: (اسم أبيه اسم أبي ) أنَّ المراد هو أبوه المباشر ، فيكون النبي 9، أراد بقوله: (اسم أبيه اسم أبي )، أنه جعله علامة تدلّ على أنَّه من ولد الحسينA ، دون الحسنA لان المهديA من ولد الحسينA ، فيكون اسم أبيه مشابها لكنية الحسينA ، وكنيته أبو عبد الله.والحسين هو أبو المهدي ، كما أنَّ أبا النبي9 هو إبراهيم (عليه السلام) ، فأطلق النبي على الجد اسم الأب ، وعلى الكنية لفظةالاسم.
وهكذا لا حجة في كون المهدي ابن الحسن (عليه السلام)، إضافة لعدم وجود رواية صريحة صحيحة في كتب اهل السنة
تصرح بأنَّ ( المهدي ابن الحسن) فقوله صلى الله عليه واله : ( واسم أبيه اسم أبي ) لا يدل على أنه ابن الحسن !!!!
( 1 )كتاب الفتن لنعيم بن حماد المروزي:227، تحقيق وتقديم : الدكتور سهيل زكار1414 هـ- 1993 م، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت - لبنان.
( 2 )ميزان الإعتدال في نقد الرجال للذهبي: 4/ 4[حرف العين/عاصم]، (المتوفى سنة:748 هـ) دراسة وتحقيق وتعليق: الشيخ علي محمد معوض ، و الشيخ عادل أحمد عبد الموجود ، دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان، ط.الثانية؛ 2008م- 1429هـ.
( * )قال الذهبي ((قد ألف الحفاظ مصنفات جمة في الجرح والتعديل ما بين اختصار وتطويل، فأول من جمع كلامه في ذلك الإمام الذي قال فيه أحمد بن حنبل: ما رأيت بعيني مثل يحيى بن سعيد القطان، وتكلم في ذلك بعده تلامذته: يحيى بن معين، وعلي ابن المديني، وأحمد بن حنبل، وعمرو بن أبي الفلاس، وأبو خيثمة، وتلامذتهم، كأبي زرعة، وأبى حاتم، والبخاري، ومسلم، وأبى إسحاق الجوزجاني السعديّ ، وخلق من بعدهم، مثل النسائي، وابن خزيمة، والترمذي، والدولابيّ، والعقبلي ، وله مصنف مفيد في معرفة الضعفاء.و لأبي حاتم بن حبان كتاب كبير عندي في ذلك))- .ميزان الإعتدال في نقد الرجال للذهبي: 4/ 4[حرف العين/عاصم]، (المتوفى سنة:748 هـ) دراسة وتحقيق وتعليق: الشيخ علي محمد معوض ، و الشيخ عادل أحمد عبد الموجود ، دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان، ط.الثانية؛ 2008م- 1429هـ-.
( 3 )ميزان الإعتدال في نقد الرجال للذهبي: 4/ 13- 14[حرف العين/عاصم]،(المتوفى سنة:748 هـ) دراسة وتحقيق وتعليق: الشيخ علي محمد معوض ، و الشيخ عادل أحمد عبد الموجود ، دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان، ط.الثانية؛ 2008م- 1429هـ.
( 4 ) المغني في الضعفاء: 1/ 508[حرف العين]،تحقيق: أبي الزهراء حاتم القاضي، دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان، ط.الاولى؛ 1418- 1997م.
( 5 )الطبقات الكبرى لابن سعد محمد بن سعد بن منبع الهاشمي البصري: 6 /316-317، دراسة وتحقيق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان، ط.الثانية؛ 1418هـ- 1997م.
( 6 )الجرح والتعديل: 6/443[باب العين]، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان، ط.الاولى؛ 1422هـ- 2002م.
( 7 )كتاب الضعفاء :3 / 1044، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد بن اسماعيل السلفي، دار الصميعي، الرياض- السعودية، ط. الاولى؛ 1420هـ- 2000م.
( 8 )الصواعق المحرقة لابن حجر : 253، [الباب الحادي عشر في فضائل أهل البيت النبوي - الفصل الأول في الآيات الواردة فيهم – الآية الثانية عشرة ] ، ط . دار الكتب العلمية ، سنة ؛ 1420هـ - 1999م ، بيروت.
( 9 )صحيح البخاري: 1135[كتاب الأدب باب التكني بأبي تراب- ح. 6204]،ضبط النص: محمود محمد محمود حسن نصَّار، دار الكتب العلمية،بيروت- لبنان، ط. الخامسة؛ 2007م- 1428هـ.
اترك تعليق: