اللهم صل على محمد وآل محمد
ان الوهم الرئيسي الذي يهيمن على ذهنية دوكينز و تفكيره خلال معظم فصول هذا الكتاب - وهم الاله - و الذي دعاه لقبول نظرية التطور لداروين كبديل لنظرية المبدأ الالهي في نشأة الكون هو انه يتوهم ان المحالات العقلية انما تمتنع فقط اذا كانت بشكل كبير و دفعي و لكنها يمكن ان تتحقق في الواقع اذا كانت على نحو صغير و تدريجي ، و هو حكم وهمي بإمتياز ، فعلى سبيل المثال فإن خروج الفيل من خلية صغيرة بنفسه دفعة واحدة أمر محال عند دوكينز و لكن خروج النملة بنفسها من خلية صغيرة بشكل تدريجي خلال ملايين السنين امر ممكن جدا ( عنده ) !!!!!
و لكن بناءً على ما بيناه من استحالة خروج الشيء من العدم الى الوجود او من القوة الى الفعل فان هذا امر محال في نفسه لاستلزامه اجتماع النقيضين مباشرة و هذا الامتناع لا علاقة له البتة في الكمية أو الكيفية أو الزمان أو المكان.
هذا بالاضافة الى ان نظرية داروين لا علاقة لها اصلا ببيان مبدأ الكون و الحياة و انما تتعلق بكيفية تطور الانواع الحية من خلية واحدة كما بيناه ( في كتاب نهاية حلم ).
—————-
نتيجتان :
١/ ان داروين لم يتكلم عمن خلق الكائنات ؟ و انما يتكلم عن كيف تطورت الكائنات ؟ فلا ينفع الاستناد الى نظريته في نفي الخالق.
٢/ ان دوكينز اما انه لم يفهم التناقض جيدا او يحاول خلط الاوراق على القرّاء.
2- نحن نسأل السيد دوكينز : هل تقبل ان ينقد احد من رجال الدين نظرياتك العلمية البيولوجية على اساس انها مخالفة للنصوص الدينية كما كانت تفعل الكنيسة في الماضي - للاسف - مع العلماء الطبيعيين مثل جاليلو و كوبرنيكوس ؟ فاذا كان الجواب بالنفي فعلماء الدين ايضا لا يقبلون منك ان تنتقد اراؤهم الدينية الغيبية - بمنهجك الحسي المادي - فاذا لم تعترف بان العلوم الدينية علوم معتبرة فهذا تعصب و تعنت لا دليل لكم عليه بل اننا اثبتنا في الاصول العقلية بان تلك العلوم الدينية -و ان كانت نقلية في نفسها - تقوم على اسس فلسفية عقلية عميقة مبنية على المنهج العقلي القويم الذي هو اقوى و امتن من المنهج الحسي التجريبي.
———————-
نتيجة :
من الاخطاء المنهجية التي تُخلَط فيها الاوراق على القرّاء هي نقد اراء سيقت وفق منهج معين باستخدام منهج مخالف كما نرى استغفال دوكينز لبعض قرّاءه بهذا الأمر.
--------------
الشيخ الدكتور ايمن المصري