المَرجَعيَّةُ الدِّينيَّةُ العُليَا الشَرِيفَةُ : - ( مَن ركبَ ظهرَ الباطلِ نزلَ به دارَ الندامةِ ) .
" إخوتي ، أخواتي ، أحبّتي :- نعرضُ عليكم مِن إرشاداتِ صاحبِ الذِكرى الإمام الحَسَن العسكري ، عليه السلام ، أنَّه قال:
( مَن ركبَ ظهرَ الباطلِ نزلَ به دارَ الندامةِ )
: بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 75 ، 379.
:1:- نرجو التأمّلَ في هذه العبارة المُختَصَرةِ ، وهي سهلةُ الحِفظِ ، ومِن معادن رحمة الأئمة الأطهار بنا - وينبغي أن نلاحظَ طريقةَ تعبيرِ الإمام العسكري ، عليه السلام ، وكيف ننتفع بهذه النصيحة.
:2:- إنَّ الإنسان عندما يركبَ يُريدُ أن يصلَ للمحلّ الذي يُريده – والإمام العسكري ، هنا في مقام نصحنا وتعريفنا بكيفيّة الركوب الحقّ ، وأنَّ الباطلَ هو عبارة عن ركبِ يمتطيه الإنسانُ مِمّا سيصل به دارَ الندامة يقيناً.
:3:- وكلامُ الإمامِ الحسن العسكري في غاية الروعة ومنتهى الدّقة في مقام النصيحة العامة ، والتي لا تستثني أحداً – فتشمل السياسي وشيخ العشيرة وأستاذ الجامعة والمُدرّس والطبيب والعالم والجاهل جميعاً.
:4:- العقلاء يتفقون فيما بينهم على تنظيم أمورهم في قضاياهم العامة ، والتي لا تتقاطع مع الشرع ، كما في جعل إشارة المرور الحمراء علامةً للتوقّف ، والخضراء علامةً للمرور – والذي يُخالفُ ذلك يذمّونه –
فلا بُدّ من الالتزام بالحقّ العرفي المُمضَى شرعاً.
:5:- فإذا ركبنا ظهرَ الباطلَ العرفيَّ وتجاوزنا الحقوقَ فالأخرون سيحتجون علينا ، ومِن حقّهم محاسبتنا – وعلى الإنسان مهما أوتي من قوة بدنيّة أو جاه أو سلطة أن لا يركبَ ظهرَ الباطلِ فيوصله للندامة.
:6:- ومن المُستحيل مَن يركبَ ظهرَ الباطلِ أن يُورده مَوردَ السلامة – ولا يتوقّع مَن ركبَ الباطلَ دوامَ الحال – فدوام الحال من المُحال.
:7:- إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى لا يعجل لعجلة العبادِ – لأنّه لا يفوته شيئاً – فالذي تصدّى للخدمة أو رعاية عشيرته أو غير ذلك – عليهم أن لا يركبوا ظهرَ الباطلِ – ويوميّاً هناك مشاكلٌ دمويّة – فأين العقلُ وأين الحكمة – لماذا تركبون ظهرَ الباطلِ – وما يحدث من ركوب للباطل في مجال العشيرة لا يٌعتبرُ شجاعة ولا رجولة – وبئس الشجاعة وبئس الرجولة التي تظلم وتركب الباطل.
:8:- يأيُّها الراكبُ ظهرَ الباطلِ – عليكَ أن تتأمّلَ – وأن لا يغرّك الآخرون ، والذين يُحاولون أن ينفثوا فيكَ روح الانتقام والدمويّة – وفي حالات المُجتمع اليوم قد وصلت إلى ما وصلت إليه – بسبب ركوب ظهر الباطل – فالحكمةُ الحكمةُ – الحكمة – ولا تتصرّفوا تصرّفاً تندمون عليه فيما بعد – تصرّفوا وفقَ العقلِ ولا تستعجلوا – اركبوا ظهرَ الحقّ يصل بكم إلى دار السلامة.
:9:- إنَّ دارَ الندامة دارٌ ليست سهلةً – وليس كلّ ندامة يمكن تداركها والعمر يمضي ، ولا بقيّة فيه – فنسمع الطبيب هُجمَ عليه – ونبحث عن الأسبابِ – ولا نجدَ إلاّ أنَّ بعض الناس ركبَ ظهرَ الباطل – ولماذا نُنَظّمُ أمورنا ثُمّ نُخالفها ؟ فالذي يركبُ ظهرَ الباطل لا يلومنّ إلاّ نفسه إذا نزل دارَ الندامة .
وفقنا اللهُ وإيّاكم لركوبِ ظهرِ الحقّ وأوردنا دارَ السلامة.
_____________________________________________
أهمُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة – الثامن من ربيع الأوّل 1440هجري - السادس عشَر من تشرين الثاني 2018م – وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي ، سماحة السيّد أحمَد الصافي ، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :::
___________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَّ, ونسألَكُم الدُعَاءَ.
___________________________________________
" إخوتي ، أخواتي ، أحبّتي :- نعرضُ عليكم مِن إرشاداتِ صاحبِ الذِكرى الإمام الحَسَن العسكري ، عليه السلام ، أنَّه قال:
( مَن ركبَ ظهرَ الباطلِ نزلَ به دارَ الندامةِ )
: بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 75 ، 379.
:1:- نرجو التأمّلَ في هذه العبارة المُختَصَرةِ ، وهي سهلةُ الحِفظِ ، ومِن معادن رحمة الأئمة الأطهار بنا - وينبغي أن نلاحظَ طريقةَ تعبيرِ الإمام العسكري ، عليه السلام ، وكيف ننتفع بهذه النصيحة.
:2:- إنَّ الإنسان عندما يركبَ يُريدُ أن يصلَ للمحلّ الذي يُريده – والإمام العسكري ، هنا في مقام نصحنا وتعريفنا بكيفيّة الركوب الحقّ ، وأنَّ الباطلَ هو عبارة عن ركبِ يمتطيه الإنسانُ مِمّا سيصل به دارَ الندامة يقيناً.
:3:- وكلامُ الإمامِ الحسن العسكري في غاية الروعة ومنتهى الدّقة في مقام النصيحة العامة ، والتي لا تستثني أحداً – فتشمل السياسي وشيخ العشيرة وأستاذ الجامعة والمُدرّس والطبيب والعالم والجاهل جميعاً.
:4:- العقلاء يتفقون فيما بينهم على تنظيم أمورهم في قضاياهم العامة ، والتي لا تتقاطع مع الشرع ، كما في جعل إشارة المرور الحمراء علامةً للتوقّف ، والخضراء علامةً للمرور – والذي يُخالفُ ذلك يذمّونه –
فلا بُدّ من الالتزام بالحقّ العرفي المُمضَى شرعاً.
:5:- فإذا ركبنا ظهرَ الباطلَ العرفيَّ وتجاوزنا الحقوقَ فالأخرون سيحتجون علينا ، ومِن حقّهم محاسبتنا – وعلى الإنسان مهما أوتي من قوة بدنيّة أو جاه أو سلطة أن لا يركبَ ظهرَ الباطلِ فيوصله للندامة.
:6:- ومن المُستحيل مَن يركبَ ظهرَ الباطلِ أن يُورده مَوردَ السلامة – ولا يتوقّع مَن ركبَ الباطلَ دوامَ الحال – فدوام الحال من المُحال.
:7:- إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى لا يعجل لعجلة العبادِ – لأنّه لا يفوته شيئاً – فالذي تصدّى للخدمة أو رعاية عشيرته أو غير ذلك – عليهم أن لا يركبوا ظهرَ الباطلِ – ويوميّاً هناك مشاكلٌ دمويّة – فأين العقلُ وأين الحكمة – لماذا تركبون ظهرَ الباطلِ – وما يحدث من ركوب للباطل في مجال العشيرة لا يٌعتبرُ شجاعة ولا رجولة – وبئس الشجاعة وبئس الرجولة التي تظلم وتركب الباطل.
:8:- يأيُّها الراكبُ ظهرَ الباطلِ – عليكَ أن تتأمّلَ – وأن لا يغرّك الآخرون ، والذين يُحاولون أن ينفثوا فيكَ روح الانتقام والدمويّة – وفي حالات المُجتمع اليوم قد وصلت إلى ما وصلت إليه – بسبب ركوب ظهر الباطل – فالحكمةُ الحكمةُ – الحكمة – ولا تتصرّفوا تصرّفاً تندمون عليه فيما بعد – تصرّفوا وفقَ العقلِ ولا تستعجلوا – اركبوا ظهرَ الحقّ يصل بكم إلى دار السلامة.
:9:- إنَّ دارَ الندامة دارٌ ليست سهلةً – وليس كلّ ندامة يمكن تداركها والعمر يمضي ، ولا بقيّة فيه – فنسمع الطبيب هُجمَ عليه – ونبحث عن الأسبابِ – ولا نجدَ إلاّ أنَّ بعض الناس ركبَ ظهرَ الباطل – ولماذا نُنَظّمُ أمورنا ثُمّ نُخالفها ؟ فالذي يركبُ ظهرَ الباطل لا يلومنّ إلاّ نفسه إذا نزل دارَ الندامة .
وفقنا اللهُ وإيّاكم لركوبِ ظهرِ الحقّ وأوردنا دارَ السلامة.
_____________________________________________
أهمُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة – الثامن من ربيع الأوّل 1440هجري - السادس عشَر من تشرين الثاني 2018م – وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي ، سماحة السيّد أحمَد الصافي ، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :::
___________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَّ, ونسألَكُم الدُعَاءَ.
___________________________________________