بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تبارك وتعالى نستعين صلى الله على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بودي ان نلقي نظرة سريعة على مسالة الخلافة او الامامة التي يدور عليها الخلاف الاساسي بين اتباع اهل البيت, وبين اتباع مدرسة الصحابة وقبل البدء في ذلك بودي ان نعرف الخلافة لغة واصطلاحاً .
اما لغة كما يعرفها ابن منظور في كتابه (لسان العرب)
حيث يقول : هي (مصدر خلف يخلف، يقال: خلفه خليفة, أي كان خليفته وبقي بعده)
والخلافة اصطلاحاً: عن علماء اهل السنة كما يعرفها الماوردي كتابه الاحكام السلطانية حيث يقول :هي (الإمامة موضوعة لخلافة النبوة, في حراسة الدين وسياسة الدنيا) الأحكام السلطانية .
ويعرفها ابن خلدون بأنها (خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا).
فعلى هذه التعاريف يظهر جليا اهمية الخلافة وكونها من اساسيات الدين الاسلامي وتارة يعبرون عنها بالإمامة وتارة بالولاية كما يقول ابن تيمية واليكم كلامه في الخلافة لنعرف مدى اهميتها :
ويقول ابن تيمية في كتابه السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية ص 129
مانصه : (يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين إلا بها. فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض، ولا بد لحراسة الدين من رأس) . وساق ابن تيمية عدة روايات في ذلك .
اقول اذا كانت الخلافة او الامامة بهذه المنزلة الخطيرة فاين كلام رسول الله فيها ؟ وهل يعقل لرسول الله الذي ادى الأمانة, وبلغ تمام التبليغ, ان يترك مثل هذا الامر الذي فيه صلاح الدين والدنيا ,بالخصوص انه كان في بداية نشوء الامة الاسلامية ويحتاج الى بيان هكذا امر لكي يضمن سلامة بقاء الدين الاسلامي ,وضمان استمراره في مسالة الخلافة .
ولو رجعنا الى القران الكريم نجد ان مهام النبي ان يبين للناس الدين والاحكام جميعاً بدليل قوله تعالى
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }
فاذا كانت الخلافة من امر الدين فكيف يسكت عنها رسول الله صلى الله عليه واله كما يقول اغلب علماء اهل السنة ؟
ثم لو سالنا انفسنا سؤال منطقي وهو هل يعقل ان يغفل رسول الله (والعياذ بالله )عن اهم موضوع ولم يبينه ولم يتكلم به ,بيد انه بين الاحكام الشرعية جميعاً من صغيرها لكبيرها ولم يبخل بشي على الاطلاق ؟.
وهو يعلم ان الوضع الذي يمر به في غاية الخطورة وتنبئ انه هناك مؤامرات تحاك في حياته لقتل الاسلام فكيف لم يوصي الى احد ليقوم في مهام الدين الاسلامي من بعده ليحافظ عليه من التبديل والتحريف والاندراس؟ كما حدث هذا الشي بالديانات السابقة كاليهودية والنصرانية !!
بهذا البيان القصير اقول اذا رجعنا الى الواقع فنجد ان اغلب علماء اهل السنة ينظرون للخلفاء تنظير عجيب غريب وينادونهم باسم خلفاء رسول الله (صلى الله عليه واله) فكيف ينسبون الخلافة لرسول الله وهي من مهام الدين وبالاصل يدعون ان رسول الله لم يتكلم بها وفي قبال هذا ان القران امر رسول الله ببيان الدين كاملاً؟
فهل يعقل انه نسى شي ضروري من الدين وهو الخلافة كما يدعون ام لا ؟
فعلى هذا الكلام نصل الى نتيجة لابد منها وهي :
اما ان رسول الله لم يتكلم بالخلافة وهذا مستبعد لانه معصوم بلغ تمام الدين بدليل الايات اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي فالدين تم ولم يكن فيه نقص .
ثانيا: واما ان يكون رسول الله قد اوصى بخليفة وعينه ونصبه امام الاخرين جميعاً حيث يكون هو الخليفة الشرعي لرسول الله صلى الله عليه واله دون الاخرين باعتبار ان هذا الشي من صميم الدين كما هو واضح .
ثالثاً واما ان تكون الخلافة ليس دينية وبالتالي فان لاشرعية لاحد الخلفاء وهذا لايقول به احد من علماء اهل السنة لانه مغاير لتعريف الخلافة والامامة عند علماء اهل السنه كما مرت التعريفات من ان الخلافة هي نيابه عن النبوه وهي رئاسة عامة في امور الدين والدنيا .
وعليه نكتشف ان هناك حقيقة واضحة وجلية من ان الخلافة من اهم مسائل الدين والدنيا وبما انها كذلك فهي امر دينيا ولابد لرسول الله ان يتكلم به ويعين خليفة له في حياته وذلك بامر الله تبارك وتعالى لان مهام الخليفة لاتقل شائنا عن اداور الرسول صلى الله عليه واله في بيان الاحكام والحفاظ على الدين الاسلامي وعليه لامناص من الراي الثاني .
وهذا الخليفة المنصب بأمر الله نجد فيه عدة آيات وروايات تشير اليه وقد صرح باسمائهم واحد تلو الاخر وهم عترة النبي صلى الله عليه واله الهادين المهدين حيث وصفهم انهم خلفائه من بعده واعطى مواصفاتهم التي لاتنطبق على احد وجعلهم كنقباء بني اسرائيل وهم الائمة الاثنا عشر المعصومين سلام الله عليهم اجمعين لكن من اغمض عينه عن الحق لايرى حتى الشمس في رابعة النهار
ومن تربى على تقليد دين الاباء والاجداد لايهتم لمثل هكذا حقائق جليه في الكتاب والسنة
وبالتالي لا خيار امام الاخرين الا بالتسليم لكلام الله وكلام رسوله في اتباع خلفائه المعصومين هم عترة رسول رب العالمين الذين طهرهم الله تطهيرا وقرنهم بكتاب الله في العديد من الروايات المتواترة حيث قال اني تارك فيكم خليفتين كتاب والله وعترتي اهل بيتي .
واليك بعض الشواهد من مصادر اهل السنة على تنصيب رسول الله لعلي ابن ابي طالبه خليفه له من بعده على جميع المؤمنين
يروي الالباني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال لعلي - أنت مِنِّي بمنزلةِ هارونَ من موسى أَلَا إنك لَسْتَ نبيًّا أنه لا ينبغي أن أذهبَ إلا وأنت خليفتي في كلِّ مؤمنٍ مِن بعدي .
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج كتاب السنة
الصفحة أو الرقم: 1188 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
وروى في كتاب السنة لابن أبي عاصم:يقول ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ أَبِي بَلْجٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ : " أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ، إِلا أَنَّكَ لَسْتَ نَبِيًّا ، إِنَّهُ لا يَنْبَغِي أَنْ أَذْهَبَ إِلا وَأَنْتَ خَلِيفَتِي فِي كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ بَعْدِي " .
وغيرها العديد من الروايات الصحيحة والمعتبرة عند اهل السنة التي تنص بان رسول الله قد عين خليفته من بعده على هذه الامة وهو علي بن ابي طالب عليه السلام .
وبه تبارك وتعالى نستعين صلى الله على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بودي ان نلقي نظرة سريعة على مسالة الخلافة او الامامة التي يدور عليها الخلاف الاساسي بين اتباع اهل البيت, وبين اتباع مدرسة الصحابة وقبل البدء في ذلك بودي ان نعرف الخلافة لغة واصطلاحاً .
اما لغة كما يعرفها ابن منظور في كتابه (لسان العرب)
حيث يقول : هي (مصدر خلف يخلف، يقال: خلفه خليفة, أي كان خليفته وبقي بعده)
والخلافة اصطلاحاً: عن علماء اهل السنة كما يعرفها الماوردي كتابه الاحكام السلطانية حيث يقول :هي (الإمامة موضوعة لخلافة النبوة, في حراسة الدين وسياسة الدنيا) الأحكام السلطانية .
ويعرفها ابن خلدون بأنها (خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا).
فعلى هذه التعاريف يظهر جليا اهمية الخلافة وكونها من اساسيات الدين الاسلامي وتارة يعبرون عنها بالإمامة وتارة بالولاية كما يقول ابن تيمية واليكم كلامه في الخلافة لنعرف مدى اهميتها :
ويقول ابن تيمية في كتابه السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية ص 129
مانصه : (يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين إلا بها. فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض، ولا بد لحراسة الدين من رأس) . وساق ابن تيمية عدة روايات في ذلك .
اقول اذا كانت الخلافة او الامامة بهذه المنزلة الخطيرة فاين كلام رسول الله فيها ؟ وهل يعقل لرسول الله الذي ادى الأمانة, وبلغ تمام التبليغ, ان يترك مثل هذا الامر الذي فيه صلاح الدين والدنيا ,بالخصوص انه كان في بداية نشوء الامة الاسلامية ويحتاج الى بيان هكذا امر لكي يضمن سلامة بقاء الدين الاسلامي ,وضمان استمراره في مسالة الخلافة .
ولو رجعنا الى القران الكريم نجد ان مهام النبي ان يبين للناس الدين والاحكام جميعاً بدليل قوله تعالى
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }
فاذا كانت الخلافة من امر الدين فكيف يسكت عنها رسول الله صلى الله عليه واله كما يقول اغلب علماء اهل السنة ؟
ثم لو سالنا انفسنا سؤال منطقي وهو هل يعقل ان يغفل رسول الله (والعياذ بالله )عن اهم موضوع ولم يبينه ولم يتكلم به ,بيد انه بين الاحكام الشرعية جميعاً من صغيرها لكبيرها ولم يبخل بشي على الاطلاق ؟.
وهو يعلم ان الوضع الذي يمر به في غاية الخطورة وتنبئ انه هناك مؤامرات تحاك في حياته لقتل الاسلام فكيف لم يوصي الى احد ليقوم في مهام الدين الاسلامي من بعده ليحافظ عليه من التبديل والتحريف والاندراس؟ كما حدث هذا الشي بالديانات السابقة كاليهودية والنصرانية !!
بهذا البيان القصير اقول اذا رجعنا الى الواقع فنجد ان اغلب علماء اهل السنة ينظرون للخلفاء تنظير عجيب غريب وينادونهم باسم خلفاء رسول الله (صلى الله عليه واله) فكيف ينسبون الخلافة لرسول الله وهي من مهام الدين وبالاصل يدعون ان رسول الله لم يتكلم بها وفي قبال هذا ان القران امر رسول الله ببيان الدين كاملاً؟
فهل يعقل انه نسى شي ضروري من الدين وهو الخلافة كما يدعون ام لا ؟
فعلى هذا الكلام نصل الى نتيجة لابد منها وهي :
اما ان رسول الله لم يتكلم بالخلافة وهذا مستبعد لانه معصوم بلغ تمام الدين بدليل الايات اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي فالدين تم ولم يكن فيه نقص .
ثانيا: واما ان يكون رسول الله قد اوصى بخليفة وعينه ونصبه امام الاخرين جميعاً حيث يكون هو الخليفة الشرعي لرسول الله صلى الله عليه واله دون الاخرين باعتبار ان هذا الشي من صميم الدين كما هو واضح .
ثالثاً واما ان تكون الخلافة ليس دينية وبالتالي فان لاشرعية لاحد الخلفاء وهذا لايقول به احد من علماء اهل السنة لانه مغاير لتعريف الخلافة والامامة عند علماء اهل السنه كما مرت التعريفات من ان الخلافة هي نيابه عن النبوه وهي رئاسة عامة في امور الدين والدنيا .
وعليه نكتشف ان هناك حقيقة واضحة وجلية من ان الخلافة من اهم مسائل الدين والدنيا وبما انها كذلك فهي امر دينيا ولابد لرسول الله ان يتكلم به ويعين خليفة له في حياته وذلك بامر الله تبارك وتعالى لان مهام الخليفة لاتقل شائنا عن اداور الرسول صلى الله عليه واله في بيان الاحكام والحفاظ على الدين الاسلامي وعليه لامناص من الراي الثاني .
وهذا الخليفة المنصب بأمر الله نجد فيه عدة آيات وروايات تشير اليه وقد صرح باسمائهم واحد تلو الاخر وهم عترة النبي صلى الله عليه واله الهادين المهدين حيث وصفهم انهم خلفائه من بعده واعطى مواصفاتهم التي لاتنطبق على احد وجعلهم كنقباء بني اسرائيل وهم الائمة الاثنا عشر المعصومين سلام الله عليهم اجمعين لكن من اغمض عينه عن الحق لايرى حتى الشمس في رابعة النهار
ومن تربى على تقليد دين الاباء والاجداد لايهتم لمثل هكذا حقائق جليه في الكتاب والسنة
وبالتالي لا خيار امام الاخرين الا بالتسليم لكلام الله وكلام رسوله في اتباع خلفائه المعصومين هم عترة رسول رب العالمين الذين طهرهم الله تطهيرا وقرنهم بكتاب الله في العديد من الروايات المتواترة حيث قال اني تارك فيكم خليفتين كتاب والله وعترتي اهل بيتي .
واليك بعض الشواهد من مصادر اهل السنة على تنصيب رسول الله لعلي ابن ابي طالبه خليفه له من بعده على جميع المؤمنين
يروي الالباني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال لعلي - أنت مِنِّي بمنزلةِ هارونَ من موسى أَلَا إنك لَسْتَ نبيًّا أنه لا ينبغي أن أذهبَ إلا وأنت خليفتي في كلِّ مؤمنٍ مِن بعدي .
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج كتاب السنة
الصفحة أو الرقم: 1188 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
وروى في كتاب السنة لابن أبي عاصم:يقول ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ أَبِي بَلْجٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ : " أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ، إِلا أَنَّكَ لَسْتَ نَبِيًّا ، إِنَّهُ لا يَنْبَغِي أَنْ أَذْهَبَ إِلا وَأَنْتَ خَلِيفَتِي فِي كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ بَعْدِي " .
وغيرها العديد من الروايات الصحيحة والمعتبرة عند اهل السنة التي تنص بان رسول الله قد عين خليفته من بعده على هذه الامة وهو علي بن ابي طالب عليه السلام .