- المسائل العكبرية -للشيخ المفيد قدس سره ( ص 30)
(( المسألة الثانية :
قال السائل قد أجمعنا أن محمدا و آله ص أفضل من إبراهيم و آله ع قال و نحن نسأل الله في الصلاة على ما ورد به الأثر أن يصلي على محمد و آله كما صلى على إبراهيم و آل إبراهيم فكأنا نسأله الحطيطة عن منزلتهم إذ كنا قد أجمعنا على أنهم أفضل من إبراهيم و آله قال و إذا صح أن الأنوار قديمة فما بال إبراهيم قال رَبَّنا وَ ابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ و شدد ذلك ما ورد به الخبر أنه قيل يا رسول الله ما بدء أمرك قال دعوة إبراهيم.
و الجواب و بالله التوفيق أنه ليس في مسألتنا الله تعالى أن يصلي على محمد و آله كما صلى على إبراهيم و آل إبراهيم ما يقتضي الرغبة إليه في إلحاقهم بدرجة إبراهيم و آل إبراهيم و أنهم محطوطون عن تلك الدرجة و إنا نسأله التفضل عليهم برفعهم إليها كما ظنه السائل و أشباهه ممن لا علم لهم بمعاني الكلام
و إنما المراد بذلك الرغبة إلى الله في أن يفعل بهم المستحق لهم من التعظيم و الإجلال كما فعل بإبراهيم و آله ما استحقوه من ذلك
فالسؤال يقتضي تنجيز المستحق لهم منه تعالى و إن كان أفضل مما استحقه إبراهيم و آله و لهذا نظير من الكلام في المتعارف
و هو أن يقول القائل لمن كسي عبده في ماضي الدهر و أحسن إليه إكسِ ولدك الآن كما كسوت عبدك و أحسن إليه كما أحسنت إلى عبدك من قبل و لا يريد مسألة إلحاق الولد برتبة العبد في الإكرام و لا التسوية بينهما في ماهية الكسوة و الإحسان و مماثلتهما في القدر بل يريد به الجمع بينهما في الفعلية و الوجود و لو أن رجلا استأجر إنسانا بدرهم أعطاه إياه عند فراغه من عمله ثم عمل له أجير من بعد عملا يساوي أجرته دينارا لصح أن يقال عند فراغ الإنسان من العمل أعط هذا الإنسان أجره كما أعطيت فلانا أجره أو يقول الأجير نفسه وفني أجرتي كما وفيت أجيرك بالأمس أجرته و لا يقصد التمثيل بين الأجيرين في قدرهما و لا السؤال في إلحاق الثاني برتبة الأول على وجه الحط عن منزلته و النقص له من حقه فهكذا القول في مسألتنا الله سبحانه الصلاة على محمد و آله ع كما صلى على إبراهيم و آل إبراهيم حسب ما بيناه و شرحناه.
فصل
فأما تكرار القول بأنه قد صح أنهم أنوار فقد قلنا فيه ما يكفى و بينا أنه مذهب مردود و وصفنا الذاهب إليه من الناس بما ذكره من الغلو و التقليد بغير بيان و أما الخبر الثابت
عن النبي ع أنا دعوة إبراهيم
فلم يأت بأنه كان جوابا عن المسألة له عن بدء أمره و لو سئل عن بدء أمره لما كان لقوله أنا دعوة إبراهيم محصول لأنه إن أراد بالبدء الإرسال فلم يكن عن دعوة إبراهيم و إن أراد الذكر فقد كان ذلك قبل إبراهيم حين ذكره الله لنبيه آدم ع و في الخبر أنه مذكور للملائكة قبل آدم ع و بالجملة فإنا غير مصححين لقدم الأنوار التي ذكرها السائل و قد قلنا في ذلك ما فيه مقنع إن شاء الله تعالى. ))
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
نكت من المسائل العكبرية 2
تقليص
X
-
نكت من المسائل العكبرية 2
القول مني في جميع الاشياء
قول ال محمد عليهم السلام
فيما اسروا
وفيما اعلنوا
وفيما بلغني عنهم
وفيما لم يبلغني
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس