- المسائل العكبرية - للشيخ المفيد نور الله ضريحه (ص 33)
((المسألة الرابعة :
و سأل هذا السائل عن قوله تعالى وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ يَسْجُدانِ و قوله أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ النُّجُومُ وَ الْجِبالُ وَ الشَّجَرُ و قال هذه كلها جمادات لا حياة لها فكيف تكون ساجدة لله و ما معنى سجودها المذكور.
و الجواب و بالله التوفيق أن السجود في اللغة التذلل و الخضوع و منه سمي المطيع لله ساجدا لتذلله بالطاعة لمن أطاعه و سمي واضع جبهته على الأرض ساجدا لمن وضعها له لأنه تذلل بذلك له و خضع و الجمادات و إن فارقت الحيوانات بالجمادية فهي متذللة لله عز و جل من حيث لم تمتنع من تدبيره لها و أفعاله فيها و العرب تصف الجمادات بالسجود و تقصد بذلك ما شرحناه في معناه أ لا ترى إلى قول الشاعر و هو زيد الخيل.
بجمع تضل البلق في حجراته ترى الأكم فيه سجدا للحوافر
أراد أن الأكم الصلاب في الأرض لا تمتنع من هدم حوافر الخيل لها و انخفاضها بها بعد الارتفاع و قال سويد الشاعر
ساجد المنخر لا يرفعه . . . خاشع الطرف أصم المستمع
و التذلل بالاضطرار و الاختيار لله عز اسمه يعم الجماد و الحيوان الناطق و المستبهم معا فالمتذلل لله تعالى بالاختيار و الفعل من نفسه هو الحي العاقل المكلف المطيع و المتذلل له بالاضطرار هو الحي المستبهم و الناطق الناقص عن حد التكليف و الكامل الكافر أيضا. و الجمادات جميعهم مصرف بتدبير الله تعالى و غير ممتنع من أفعاله به و آثاره فيه فالكل إذا سجد لله جل اسمه متذلل له خاضع على ما بيناه و هذا ما لا يختل معناه على من له فهم باللسان.))
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
نكت من المسائل العكبرية 4
تقليص
X
-
نكت من المسائل العكبرية 4
القول مني في جميع الاشياء
قول ال محمد عليهم السلام
فيما اسروا
وفيما اعلنوا
وفيما بلغني عنهم
وفيما لم يبلغني
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس