- المسائل العكبرية - للشيخ المفيد قدس الله نفسه الزكية : ( ص 39 )
((المسألة السابعة
و سأل فقال إذا كان الله تعالى لا تعلم هيئته و لا يحس و لا يدرك كيفيته و لا يشبه خلقه و لا تحسه الأوهام و الخواطر و لا يحويه مكان و لا حيث و لا أوان فكيف صدر الأمر و النهي عنه إلى الحجج ع و كيف هيئة ذلك هذا سؤال السائل بألفاظه مع اختلاطها و فسادها.
و الجواب و بالله التوفيق إن الله تعالى عن أن يكون له هيئة أو كيفية أو يشبه شيئا من خلقه أو يتصور في الأوهام أو يصح خطور ذلك على الصحة لأحد ببال و تعالى أيضا عن المكان و الزمان و حصول الأمر منه و النهي للحجج ع و السفراء ثابت معقول لا يشتبه معناه على الألباء و هو أن يحدث سبحانه كلاما في محل يقوم به الكلام كالهواء و غيره من الأجسام يخاطب به المؤهل للرسالة و يدله على أنه كلامه سبحانه دون من سواه بأنه لا يقدر عليها أحد من الخلق على كل حال فيعلم المخاطب بذلك أنه كلام الله لما قد ثبت في العقول من حكمته تعالى و أنه لا يلبس على العباد و لا يصدق كاذبا عليه و لا يعضد باطلا ببرهان. و نظير ذلك إرساله لموسى ع و تكليمه إياه و وحيه إليه في البعثة له و الإرسال فأحدث كلاما في الشجرة التي رام موسى منها اقتباس النار أو فيما يتصل بالشجرة من الهواء و دله على أنه كلامه تعالى دون من سواه بجعل يده بيضاء من غير سوء و قلب عصاه ثعبانا حيا يسعى في الحال فعلم موسى ع بهذين المعجزين أن المكلم له إذ ذاك هو الله جل اسمه الذي لا يقدر على مثل صنيعه باليد و العصا أحد من الخلق. ثم قد يكون الكلام من الله تعالى في معنى الإرسال بخاطب المرسل نفسه من غير واسطة بينه و بينه من السفراء و قد يكون بخطاب ملك يتوسط في السفارة بينه و بين المبعوث من البشر و يعضد كلامه للملك بمثل ما عضد كلامه لموسى ع من الآيات و هذا بين لا إشكال فيه و المنة لله ))
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
نكت من المسائل العكبرية 7
تقليص
X
-
نكت من المسائل العكبرية 7
القول مني في جميع الاشياء
قول ال محمد عليهم السلام
فيما اسروا
وفيما اعلنوا
وفيما بلغني عنهم
وفيما لم يبلغني
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس