المسائل العكبرية - ( ص 41)
المسألة التاسعة
و سئل عن قوله تعالى إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْ ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فسمي المعدوم شيئا و المعدوم ليس بشي ء و خاطب المعدوم و المخاطب لا يكون إلا لموجود.
و الجواب و بالله التوفيق أن العرب تطلق على المعدوم ما لا يستحقه من السمة على الحقيقة إلا عند الوجود توسعا و مجازا أ لا ترى أنهم يقولون فلان مستطيع للحج فيطلقون على ما لم يقع من الفعل الذي إذا وجد كان حجا اسم الحج و يقولون تريد في هذه السنة الجهاد فيسمون ما لم يقع بالجهاد و هو لا يستحق السمة بذلك إلا بعد الوجود و زيد في نفسه خصومة عمرو و صلح خالد و خطاب عبد الله و مناظرة بكر و الخصومة و الصلح و الخطاب و المناظرة لا تكون في الحقيقة إلا بأفعال موجودة و قد أطلقوا عليها السمة قبل الوجود و في حال عدمها و قبل كونها على ما وصفناه و قد قال الله تعالى مخبرا عن المسيح ع أنه قال وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فسماه رسولا قبل وجوده و الرسول لا يكون رسولا في حال عدمه و لا يستحق هذه السمة إلا بعد وجوده و بعثته.
فصل
فأما قوله إن الخطاب لا يتوجه إلا إلى موجود و لا يصح توجهه إلى المعدوم فالأمر كذلك و لم يخبر الله تعالى بأنه خاطب معدوما و لا كلم غير موجود و إنما أخبر أن الأفعال غير متعذرة عليه و أنه مهما أراد إيجاده منها وجد كما أراد و العرب تتوسع بمثل ذلك في الكلام فيقول القائل منهم في الخبر عمن يريد ذكره باتساع القدرة و نفوذ الأمر و قوة السلطان فلان إذا أراد شيئا و قال له كن فكان و هو لا يقصد بذلك الخبر عن كلامه لمعدوم و إنما يخبر عن قدرته و تيسر الأمر له حسبما بيناه.
المسألة التاسعة
و سئل عن قوله تعالى إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْ ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فسمي المعدوم شيئا و المعدوم ليس بشي ء و خاطب المعدوم و المخاطب لا يكون إلا لموجود.
و الجواب و بالله التوفيق أن العرب تطلق على المعدوم ما لا يستحقه من السمة على الحقيقة إلا عند الوجود توسعا و مجازا أ لا ترى أنهم يقولون فلان مستطيع للحج فيطلقون على ما لم يقع من الفعل الذي إذا وجد كان حجا اسم الحج و يقولون تريد في هذه السنة الجهاد فيسمون ما لم يقع بالجهاد و هو لا يستحق السمة بذلك إلا بعد الوجود و زيد في نفسه خصومة عمرو و صلح خالد و خطاب عبد الله و مناظرة بكر و الخصومة و الصلح و الخطاب و المناظرة لا تكون في الحقيقة إلا بأفعال موجودة و قد أطلقوا عليها السمة قبل الوجود و في حال عدمها و قبل كونها على ما وصفناه و قد قال الله تعالى مخبرا عن المسيح ع أنه قال وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فسماه رسولا قبل وجوده و الرسول لا يكون رسولا في حال عدمه و لا يستحق هذه السمة إلا بعد وجوده و بعثته.
فصل
فأما قوله إن الخطاب لا يتوجه إلا إلى موجود و لا يصح توجهه إلى المعدوم فالأمر كذلك و لم يخبر الله تعالى بأنه خاطب معدوما و لا كلم غير موجود و إنما أخبر أن الأفعال غير متعذرة عليه و أنه مهما أراد إيجاده منها وجد كما أراد و العرب تتوسع بمثل ذلك في الكلام فيقول القائل منهم في الخبر عمن يريد ذكره باتساع القدرة و نفوذ الأمر و قوة السلطان فلان إذا أراد شيئا و قال له كن فكان و هو لا يقصد بذلك الخبر عن كلامه لمعدوم و إنما يخبر عن قدرته و تيسر الأمر له حسبما بيناه.