بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أَلَّف الإمامية كتباً لجمع الحديث ، وكتباً لرواة الحديث ، وكتباً لنقد الحديث .
ويحوي النوع الأول من الكتب المعتقدات والأنباء ، والأوامر والنواهي ، وأنواع المعاملات ، وتتصل بالتسلسل إلى المعصوم ( عليه السلام ) .
والنوع الثاني من الكتب يشتمل على أسماء الرواة ، فيذكر كل راوٍ باسمه وصفاته ، ويسمى هذا بـ ( علم الرجال ) .
وفي النوع الثالث منها يُذكر فيه النُّظم العامة ، والقواعد الكُلِّية لمعرفة الأحاديث الصحيحة من غيرها ، ويسمى بـ ( علم الدِّرَايَة ) .
والغرض من هذه الأنواع الثلاثة واحد ، وهو إِثبات السُّنة النبوية الشريفة بالطريق الصحيح .
كتب الحديث
ومن كتب الحديث عند الشيعة الإمامية ما يلي :
الأول : كتاب ( الكَافِي ) ، لمؤلفه الشيخ الكليني [ ت : 328 هـ ] ، وفيه( 16099) حديثاً .
الثاني : كتاب ( مَن لا يَحضُرُهُ الفَقِيه ) ، لمؤلفه الشيخ ابن بابويه ، الذي قد عُرف بـ ( الشيخ الصدوق ) [ ت : 381 هـ ] ، وفيه ( 9044 ) حديثاً .
الثالث : كتاب ( التَهذِيب ) ، لمؤلفه الشيخ الطوسي [ ت : 461 هـ ] ، وفيه ( 13095 ) حديثاً .
الرابع : ( الاستبصار ) ، لمؤلفه الشيخ الطوسي ، وفيه ( 5511 ) حديثاً .
الخامس : ( الوافي ) ، لمؤلفه الشيخ مُحسن الفَيض الكاشاني [ ت : 1091 هـ ] ، وهو كتاب مؤلف من (14 ) جزءاً .
السادس : ( الوسائل ) ، لمؤلفه الشيخ الحُرِّ العاملي [ ت : 1033 هـ ] ، وهو كتاب مؤلف من ( 30 ) مجلدات .
وغير ذلك من الكتب العظيمة التي أَلَّفها علماء الشيعة الإمامية مما يضيق المقام عن ذكرها .
وكل هذه الكتب مُبَوَّبَة ومرتَّبة ، ويذكر في كل باب جميع ما يتصل به من الأحاديث .
كتب الرجال
ومن كتب الرجال عند الشيعة الإمامية ما يلي :
الأول : كتاب الرجال لمؤلفه الشيخ النجاشي [ ت : 450 هـ ] .
الثاني : كتاب الرجال لمؤلفه الشيخ الطوسي .
الثالث : كتاب ( مَعَالِمُ العُلماء ) ، لمؤلفه الشيخ ابن شهر آشوب [ ت : 588 هـ ] .
الرابع : كتاب ( مَنهجِ المَقَال ) ، لمؤلفه الشيخ محمد الأسترابادي [ ت : 1020 هـ ] .
الخامس : كتاب ( إِتقَانِ المَقَال ) ، لمؤلفه الشيخ محمد طه نجف [ ت : 1323 هـ ] .
السادس : كتاب الرجال الكبير لمؤلفه الشيخ عبد الله المامقاني ، وهو من علماء القرن الرابع عشر الهجري .
وإلى غير ذلك مما كتب علماء الشيعة في هذا الموضوع .
كتب نقد الحديث
ومن كتب نقد الحديث عند الشيعة الإمامية :
الأول : كتاب ( البِدَاية في علم الدِرَاية ) ، لمؤلفه الشيخ زين الدين بن علي العاملي [ ت : 966 هـ ] .
الثاني : كتاب ( الوَجِيزَة ) ، لمؤلفه الشيخ البهائي العاملي [ ت : 1032 هـ ] .
الثالث : كتاب ( شرح الوجِيزَة ) ، لمؤلفه السيد حسن الصدر ، وهو من علماء القرن الرابع عشر الهجري .
الرابع : كتاب ( مِقيَاس الهِدَاية ) ، لمؤلفه الشيخ عبد الله المامقاني .
وإلى غير ذلك من كتب نقد الحديث .
أقسام الحديث
وقَسَّم الشيعة الحديث إلى قسمين : الأول : المتواتر ، الثاني : الآحَاد .
أما المتواتر فهو : ما ينقله جماعة بلغوا من الكثرة حَداً يمتنع اتفاقهم وتواطؤهم على الكذب ، وهذا النوع من الحديث حجة يجب العمل به .
أما حديث الآحاد فهو ما لا ينتهي إلى حَدِّ التواتر ، سواء أكان الراوي واحداً أم أكثر ، وينقسم حديث الآحاد إلى أربعة أقسام :
أولاً : الحديث الصحيح ، وهو ما إذا كان الراوي إِمامياً ثبتت عدالته بالطريق الصحيح .
ثانياً : الحديث الحسن ، وهو ما إذا كان الراوي إمامياً ممدوحاً ، ولم ينص أحد على ذمه أو عدالته .
ثالثاً : الحديث الموثق ، وهو ما إذا كان الراوي مسلماً غير شيعي ، ولكنه ثقة أمين في النقل .
رابعاً : الحديث الضعيف ، وهو يختلف عن الأنواع المتقدمة ، كما لو كان الراوي غير مسلم ، أو مسلماً فاسقاً ، أو مجهول الحال ، أو لم يذكر في سند الحديث جميع رواته .
العمل بالحديث
وقد أوجب الشيعة العمل بالحديث الصحيح والحسن والموثق لقوَّة السند ، والإعراض عن الضعيف لضعف السند ، لكنهم قالوا : إن الضعيف يصبح قوياً إذا اشتهر العمل به بين الفقهاء القدامى ، لأن أخذهم بالضعيف مع عِلمِنَا بِوَرعهم وحِرصهم على الدين ، وقربهم من الصدر الأول ، يكشف عن وجود قرينة في الواقع اطَّلع أولئك الفقهاء عليها ، وخفيت علينا نحن .
فمن شأن هذه القرينة أن تَجبُرَ هذا الحديث ، وتدل على صدقه في نفسه مع قطع النظر عن الراوي .
كما أن القوي يصبح ضعيفاً إذا أهمله الفقهاء القدامى ، فإن عدم عَمَلهم به مع أنه منهم على مَرأىً ومَسمَع يكشف عن وجود قرينة تستدعي الإعراض عن هذا الحديث بالخصوص ، حتى وإن كان الراوي له صادقاً .
ومن علامات وضع الحديث عند الشيعة – أي أنه موضوعاً ومدسوساً – أن يكون مخالفاً لنص القرآن الكريم ، أو لما ثبت في السُّنة النبوية الشريفة ، أو للعقل ، أو ركيكاً غير فصيح ، أو يكون إِخباراً عن أمر هام تتوافر الدواعي لنقله ، ومع ذلك لم ينقله إلا واحد ، أو يكون الراوي مناصراً للحاكم الجائر في زمانه .
تعارض الحديثين
إذا ورد حديثان ، وأَثَبتَ أحدهما ما نفاه الآخر ، فإن كان أحد الحديثين مُعتَبَر السند دون الثاني ، أخذنا بالمعتبر وطرحنا الثاني ، ولا يتحقق التعارض في هذه الحال ، وإنما يقع التعارض إذا كانا معاً معتَبَرَين ، بحيث يعمل بكل منهما ، لو كان بدون معارض .
ومتى تم التعارض يؤخذ بأشهر الحديثين ، والمراد بالأشهر أن يكون معروفاً عند الرواة ، ومدوناً في كتب الحديث أكثر من الطرف الثاني ، وأما إن تساويا بالشهرة ، أُخِذَ بالأعدل والأوثق .
وقال الشيخ النائيني ( رحمه الله ) في تقريرات الشيخ الآخوند الخراساني في باب التعارض : ( ليس المراد بالأعدل والأوثق من كان أكثر زهداً في الدنيا ، بل من كان أعدل في صدق القول ، وأوثق في النقل ، وإذا تساويا في الصدق عرض الحديثان على كتاب الله ، وأخذ بالحديث الموافق دون المخالف .
وإذا كانا معاً لا يتنافيان مع ظاهر الكتاب ، وتساويا في سائر الجهات ، فالقاعدة المستفادة من الأحاديث الثابتة الصحيحة تستدعي التخيير في العمل بأحدهما ، وترك الآخر ، وقيل : تعارضا تساقطا كما هو الأصل ، أي يترك العمل بهما معاً ، وتصير الواقعة مما لا نص فيها ) .
الخلاصة
إن الشيعة الإمامية يعتقدون أن الحديث مصدر من مصادر العقيدة الإسلامية ، وأصل من أصول الشريعة المُحمَّدية ، وأن إِهماله إهمال للدين ومبادئه ، لذا كانوا وما زالوا يَجِدُّون ويجتهدون في نقد الحديث وتَمحِيصِهِ والاحتفاظ به ، وبكل ما يَمُتُّ إلى الإسلام بسبب قريب أو بعيد .
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أَلَّف الإمامية كتباً لجمع الحديث ، وكتباً لرواة الحديث ، وكتباً لنقد الحديث .
ويحوي النوع الأول من الكتب المعتقدات والأنباء ، والأوامر والنواهي ، وأنواع المعاملات ، وتتصل بالتسلسل إلى المعصوم ( عليه السلام ) .
والنوع الثاني من الكتب يشتمل على أسماء الرواة ، فيذكر كل راوٍ باسمه وصفاته ، ويسمى هذا بـ ( علم الرجال ) .
وفي النوع الثالث منها يُذكر فيه النُّظم العامة ، والقواعد الكُلِّية لمعرفة الأحاديث الصحيحة من غيرها ، ويسمى بـ ( علم الدِّرَايَة ) .
والغرض من هذه الأنواع الثلاثة واحد ، وهو إِثبات السُّنة النبوية الشريفة بالطريق الصحيح .
كتب الحديث
ومن كتب الحديث عند الشيعة الإمامية ما يلي :
الأول : كتاب ( الكَافِي ) ، لمؤلفه الشيخ الكليني [ ت : 328 هـ ] ، وفيه( 16099) حديثاً .
الثاني : كتاب ( مَن لا يَحضُرُهُ الفَقِيه ) ، لمؤلفه الشيخ ابن بابويه ، الذي قد عُرف بـ ( الشيخ الصدوق ) [ ت : 381 هـ ] ، وفيه ( 9044 ) حديثاً .
الثالث : كتاب ( التَهذِيب ) ، لمؤلفه الشيخ الطوسي [ ت : 461 هـ ] ، وفيه ( 13095 ) حديثاً .
الرابع : ( الاستبصار ) ، لمؤلفه الشيخ الطوسي ، وفيه ( 5511 ) حديثاً .
الخامس : ( الوافي ) ، لمؤلفه الشيخ مُحسن الفَيض الكاشاني [ ت : 1091 هـ ] ، وهو كتاب مؤلف من (14 ) جزءاً .
السادس : ( الوسائل ) ، لمؤلفه الشيخ الحُرِّ العاملي [ ت : 1033 هـ ] ، وهو كتاب مؤلف من ( 30 ) مجلدات .
وغير ذلك من الكتب العظيمة التي أَلَّفها علماء الشيعة الإمامية مما يضيق المقام عن ذكرها .
وكل هذه الكتب مُبَوَّبَة ومرتَّبة ، ويذكر في كل باب جميع ما يتصل به من الأحاديث .
كتب الرجال
ومن كتب الرجال عند الشيعة الإمامية ما يلي :
الأول : كتاب الرجال لمؤلفه الشيخ النجاشي [ ت : 450 هـ ] .
الثاني : كتاب الرجال لمؤلفه الشيخ الطوسي .
الثالث : كتاب ( مَعَالِمُ العُلماء ) ، لمؤلفه الشيخ ابن شهر آشوب [ ت : 588 هـ ] .
الرابع : كتاب ( مَنهجِ المَقَال ) ، لمؤلفه الشيخ محمد الأسترابادي [ ت : 1020 هـ ] .
الخامس : كتاب ( إِتقَانِ المَقَال ) ، لمؤلفه الشيخ محمد طه نجف [ ت : 1323 هـ ] .
السادس : كتاب الرجال الكبير لمؤلفه الشيخ عبد الله المامقاني ، وهو من علماء القرن الرابع عشر الهجري .
وإلى غير ذلك مما كتب علماء الشيعة في هذا الموضوع .
كتب نقد الحديث
ومن كتب نقد الحديث عند الشيعة الإمامية :
الأول : كتاب ( البِدَاية في علم الدِرَاية ) ، لمؤلفه الشيخ زين الدين بن علي العاملي [ ت : 966 هـ ] .
الثاني : كتاب ( الوَجِيزَة ) ، لمؤلفه الشيخ البهائي العاملي [ ت : 1032 هـ ] .
الثالث : كتاب ( شرح الوجِيزَة ) ، لمؤلفه السيد حسن الصدر ، وهو من علماء القرن الرابع عشر الهجري .
الرابع : كتاب ( مِقيَاس الهِدَاية ) ، لمؤلفه الشيخ عبد الله المامقاني .
وإلى غير ذلك من كتب نقد الحديث .
أقسام الحديث
وقَسَّم الشيعة الحديث إلى قسمين : الأول : المتواتر ، الثاني : الآحَاد .
أما المتواتر فهو : ما ينقله جماعة بلغوا من الكثرة حَداً يمتنع اتفاقهم وتواطؤهم على الكذب ، وهذا النوع من الحديث حجة يجب العمل به .
أما حديث الآحاد فهو ما لا ينتهي إلى حَدِّ التواتر ، سواء أكان الراوي واحداً أم أكثر ، وينقسم حديث الآحاد إلى أربعة أقسام :
أولاً : الحديث الصحيح ، وهو ما إذا كان الراوي إِمامياً ثبتت عدالته بالطريق الصحيح .
ثانياً : الحديث الحسن ، وهو ما إذا كان الراوي إمامياً ممدوحاً ، ولم ينص أحد على ذمه أو عدالته .
ثالثاً : الحديث الموثق ، وهو ما إذا كان الراوي مسلماً غير شيعي ، ولكنه ثقة أمين في النقل .
رابعاً : الحديث الضعيف ، وهو يختلف عن الأنواع المتقدمة ، كما لو كان الراوي غير مسلم ، أو مسلماً فاسقاً ، أو مجهول الحال ، أو لم يذكر في سند الحديث جميع رواته .
العمل بالحديث
وقد أوجب الشيعة العمل بالحديث الصحيح والحسن والموثق لقوَّة السند ، والإعراض عن الضعيف لضعف السند ، لكنهم قالوا : إن الضعيف يصبح قوياً إذا اشتهر العمل به بين الفقهاء القدامى ، لأن أخذهم بالضعيف مع عِلمِنَا بِوَرعهم وحِرصهم على الدين ، وقربهم من الصدر الأول ، يكشف عن وجود قرينة في الواقع اطَّلع أولئك الفقهاء عليها ، وخفيت علينا نحن .
فمن شأن هذه القرينة أن تَجبُرَ هذا الحديث ، وتدل على صدقه في نفسه مع قطع النظر عن الراوي .
كما أن القوي يصبح ضعيفاً إذا أهمله الفقهاء القدامى ، فإن عدم عَمَلهم به مع أنه منهم على مَرأىً ومَسمَع يكشف عن وجود قرينة تستدعي الإعراض عن هذا الحديث بالخصوص ، حتى وإن كان الراوي له صادقاً .
ومن علامات وضع الحديث عند الشيعة – أي أنه موضوعاً ومدسوساً – أن يكون مخالفاً لنص القرآن الكريم ، أو لما ثبت في السُّنة النبوية الشريفة ، أو للعقل ، أو ركيكاً غير فصيح ، أو يكون إِخباراً عن أمر هام تتوافر الدواعي لنقله ، ومع ذلك لم ينقله إلا واحد ، أو يكون الراوي مناصراً للحاكم الجائر في زمانه .
تعارض الحديثين
إذا ورد حديثان ، وأَثَبتَ أحدهما ما نفاه الآخر ، فإن كان أحد الحديثين مُعتَبَر السند دون الثاني ، أخذنا بالمعتبر وطرحنا الثاني ، ولا يتحقق التعارض في هذه الحال ، وإنما يقع التعارض إذا كانا معاً معتَبَرَين ، بحيث يعمل بكل منهما ، لو كان بدون معارض .
ومتى تم التعارض يؤخذ بأشهر الحديثين ، والمراد بالأشهر أن يكون معروفاً عند الرواة ، ومدوناً في كتب الحديث أكثر من الطرف الثاني ، وأما إن تساويا بالشهرة ، أُخِذَ بالأعدل والأوثق .
وقال الشيخ النائيني ( رحمه الله ) في تقريرات الشيخ الآخوند الخراساني في باب التعارض : ( ليس المراد بالأعدل والأوثق من كان أكثر زهداً في الدنيا ، بل من كان أعدل في صدق القول ، وأوثق في النقل ، وإذا تساويا في الصدق عرض الحديثان على كتاب الله ، وأخذ بالحديث الموافق دون المخالف .
وإذا كانا معاً لا يتنافيان مع ظاهر الكتاب ، وتساويا في سائر الجهات ، فالقاعدة المستفادة من الأحاديث الثابتة الصحيحة تستدعي التخيير في العمل بأحدهما ، وترك الآخر ، وقيل : تعارضا تساقطا كما هو الأصل ، أي يترك العمل بهما معاً ، وتصير الواقعة مما لا نص فيها ) .
الخلاصة
إن الشيعة الإمامية يعتقدون أن الحديث مصدر من مصادر العقيدة الإسلامية ، وأصل من أصول الشريعة المُحمَّدية ، وأن إِهماله إهمال للدين ومبادئه ، لذا كانوا وما زالوا يَجِدُّون ويجتهدون في نقد الحديث وتَمحِيصِهِ والاحتفاظ به ، وبكل ما يَمُتُّ إلى الإسلام بسبب قريب أو بعيد .