" وتحتَ الرَمَادِ نَارٌ "
"ما يَمرُّ به مُجتمُعنا في الجوّ العام القائم هو موضوعٌ خطيرٌ جدّا " الفوضى العارمةُ تعصفُ به - والحريّةُ غير مُنضَبِطَةٍ "وعلينا أن نُنْكرَ الفوضَى ونَضبِطَ ونُنَظّمَ الحُريّةَ. ::
المَرجَعيَّةُ الدِّينيَّةُ العُليَا الشَرِيفَةُ : - تُوجّه بضرورة تنظيم الحريّة ضِمنَ ضوابط تُحافظُ على قيَمِ المُجتمع العراقي وأُصوله وحضارته – وتنتقدُ بشدّة حالةَ الفوضى العارمةِ في الجوّ العام القائم في مُجتمعنا - وتُطالبُ الآباءَ الكرامَ والأُمّهاتِ الكريماتِ بالحفاظ على الكيان الأسري وعدم تعويد الأبناء على الفوضى ، بل ينبغي تربيتهم على الحُريّة المُنضَبِطَة في المَسموح وفي غير المسموح.
:1:- إخوتي – أخواتي إتماماً لما بيَّنّا سابقاً مِن لا بُدّيَّة الاهتمام بالأسرةِ ، وضرورة الحفاظِ على كيانها ، نلفتُ النظرَ إلى أهميّة الزاد المعنوي ،والذي
لا يقل أهميّةً من الزاد المادي – والأسرةُ وتربيتها الصحيحة هي من المسائل التي ندبَ إليها الشارعُ المُقدّس والمُصلحون ، ووفق قواعد سلوكيّة مُحدّدة لتماسك الأسرة.
:2:- نتُمّ الكلامَ اليومَ في المؤثّرات في مجتمعنا القائم ، وهي ثلاث حالات :
: الحالةُ الأولى : - وهي حالة الأسرة بنفسها : الحالة الثانية : - وهي حالة المدرسة : الحالة الثالثة : - وهي حالة الجوّ العام المؤثِّر في الأبناء والأسر والمُجتمع.
:3:- وفي حالة الأسرة فقد تكلّمنا سابقاً بأنَّ المسؤوليّةَ تكون مُلقاة على ربّ الأسرة – وهذه المسؤوليّة تُحتّم عليه أن يُنتجَ أسرةً سليمَةً .
وأمّا في حالة المدرسة : - فقد ذكرنا أهميّة المُعلّم بعنوانه العام مِن رياض الأطفال إلى الجامعات – والعملية التعليمية هي عملية تربوية مُشتركة بين الأسرة والمدرسة ، وينبغي الاهتمام بها ومُراعاتها- وإنّما نُكرّر الحديثَ هنا لخطورة الوضع القائم في المُجتمع.
:4:- وكلامنا في حالة الجوّ العام وخطورة تأثيراته على الأُسَرِ وعلى الأبناء والمُجتمع – ولا شكّ أنَّ هناك وقتاً يقضيه الولد أو البنت خارج إطار الأسرة وخارج إطار المدرسة – وما يمرّ به مُجتمعنا في الجوّ العام هو موضوع خطيرٌ جدّاً.
:5:- إنَّ الإنسان عندما يرى مجتمعه وأهله وأولاده فعليه أن يتحرّك بمقدار ما يستطيع – يُشخّص المَشاكلَ ويجد لها حلولا – كلٌّ منّا عليه مسؤوليّة في الكلام وفي الخطاب أو في القرار – وهناك مسؤوليّة مُجتمعيّة يجب أن تظهرَ لتفعّل قواعد سلوكيّة مُحدّدة - تقفُ بوجه الممنوع.
:6:- نقصد بالجوّ العام هو الفوضى التي نعيشها – وهناك فرقٌ كبير بين أمرين ألتبس أحدهما بالآخر – الحريّةُ لا تعني الانفلات وأن نفعل ما نشاء وما يحلو دون ضوابط ونُظم – لا يوجد هكذا منطق في كلّ دول العالم - فللحريّة قوانين وضوابط تسمح بالمسموح وتمنع الممنوع حفاظاً على المصالح العامة والخاصة للمجتمع- فمثلاً مَن يوقف سيارته في الشارع العام بتصوّر أنّه حريّة فهذا في واقعه تعدٍّ وتجاوز على مصالح الناس وسخريّةٌ – والفوضى :- هي عدم نظام وعدم تقنين وعدم رعاية كلِّ شيءٍ .
:7:- المسؤول عن ذلك كلّه هو مَن أوصل المجتمع إلى حالة الفوضى العارمة – والأمر الذي نخشاه أن يفقد المجتمعَ حصانته المجتمعيّة، والتي تمنعُ الوقوعَ في الانزلاق والوقوف حائلاً بوجه السلوكيات المنحرفة – وإذا لا قدّرَ اللهُ فقد المجتمعُ حصانته فسنقع في المحذور الذي لا مَخرَج منه.
:8:- إنَّ الحصانة الاجتماعيّةَ هي مسؤوليّة الجميع – وبعض الآباء قد يُربي أبنائه على طريقة صحيحة ولكنّ الجو العام يُعاكسه – وكما يجب أن نحترم أنفسنا فعلينا أن نحترمَ الآخرين عامةً – لا نعتدي عليهم.
:9:- أصبح الأولادُ يأتون بأشياء تأثّراً بالحو العام والفوضى ليس لها علاقة بالحريّة – وانظروا إلى دول العالم المُتحضّر لا توجد فيه فوضى كما توجد عندنا، لماذا ؟
علينا أن نُنكَرَ الفوضى ولا نقبلها وننقذَ أولادَنا – فكُلّ شيءٍ مُباح أمام المراهقين – الأسر تتفكّكُ – بدعوى الحريّة ؟ نحن نُريدُ الحريّةَ المُنضَبِطَةَ – فتحت الرمادِ نارٌ .
____________________________________________
:: أهمُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ، الثامن عشَر من جمادى الأولى 1440هجري ، الخامس والعشرون من كانون الثاني ، 2019م ، وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي، سماحة السيّد أحمَد الصافي ، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ ::
___________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ .
:كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَّ, ونسألَكُم الدُعَاءَ.
___________________________________________
"ما يَمرُّ به مُجتمُعنا في الجوّ العام القائم هو موضوعٌ خطيرٌ جدّا " الفوضى العارمةُ تعصفُ به - والحريّةُ غير مُنضَبِطَةٍ "وعلينا أن نُنْكرَ الفوضَى ونَضبِطَ ونُنَظّمَ الحُريّةَ. ::
المَرجَعيَّةُ الدِّينيَّةُ العُليَا الشَرِيفَةُ : - تُوجّه بضرورة تنظيم الحريّة ضِمنَ ضوابط تُحافظُ على قيَمِ المُجتمع العراقي وأُصوله وحضارته – وتنتقدُ بشدّة حالةَ الفوضى العارمةِ في الجوّ العام القائم في مُجتمعنا - وتُطالبُ الآباءَ الكرامَ والأُمّهاتِ الكريماتِ بالحفاظ على الكيان الأسري وعدم تعويد الأبناء على الفوضى ، بل ينبغي تربيتهم على الحُريّة المُنضَبِطَة في المَسموح وفي غير المسموح.
:1:- إخوتي – أخواتي إتماماً لما بيَّنّا سابقاً مِن لا بُدّيَّة الاهتمام بالأسرةِ ، وضرورة الحفاظِ على كيانها ، نلفتُ النظرَ إلى أهميّة الزاد المعنوي ،والذي
لا يقل أهميّةً من الزاد المادي – والأسرةُ وتربيتها الصحيحة هي من المسائل التي ندبَ إليها الشارعُ المُقدّس والمُصلحون ، ووفق قواعد سلوكيّة مُحدّدة لتماسك الأسرة.
:2:- نتُمّ الكلامَ اليومَ في المؤثّرات في مجتمعنا القائم ، وهي ثلاث حالات :
: الحالةُ الأولى : - وهي حالة الأسرة بنفسها : الحالة الثانية : - وهي حالة المدرسة : الحالة الثالثة : - وهي حالة الجوّ العام المؤثِّر في الأبناء والأسر والمُجتمع.
:3:- وفي حالة الأسرة فقد تكلّمنا سابقاً بأنَّ المسؤوليّةَ تكون مُلقاة على ربّ الأسرة – وهذه المسؤوليّة تُحتّم عليه أن يُنتجَ أسرةً سليمَةً .
وأمّا في حالة المدرسة : - فقد ذكرنا أهميّة المُعلّم بعنوانه العام مِن رياض الأطفال إلى الجامعات – والعملية التعليمية هي عملية تربوية مُشتركة بين الأسرة والمدرسة ، وينبغي الاهتمام بها ومُراعاتها- وإنّما نُكرّر الحديثَ هنا لخطورة الوضع القائم في المُجتمع.
:4:- وكلامنا في حالة الجوّ العام وخطورة تأثيراته على الأُسَرِ وعلى الأبناء والمُجتمع – ولا شكّ أنَّ هناك وقتاً يقضيه الولد أو البنت خارج إطار الأسرة وخارج إطار المدرسة – وما يمرّ به مُجتمعنا في الجوّ العام هو موضوع خطيرٌ جدّاً.
:5:- إنَّ الإنسان عندما يرى مجتمعه وأهله وأولاده فعليه أن يتحرّك بمقدار ما يستطيع – يُشخّص المَشاكلَ ويجد لها حلولا – كلٌّ منّا عليه مسؤوليّة في الكلام وفي الخطاب أو في القرار – وهناك مسؤوليّة مُجتمعيّة يجب أن تظهرَ لتفعّل قواعد سلوكيّة مُحدّدة - تقفُ بوجه الممنوع.
:6:- نقصد بالجوّ العام هو الفوضى التي نعيشها – وهناك فرقٌ كبير بين أمرين ألتبس أحدهما بالآخر – الحريّةُ لا تعني الانفلات وأن نفعل ما نشاء وما يحلو دون ضوابط ونُظم – لا يوجد هكذا منطق في كلّ دول العالم - فللحريّة قوانين وضوابط تسمح بالمسموح وتمنع الممنوع حفاظاً على المصالح العامة والخاصة للمجتمع- فمثلاً مَن يوقف سيارته في الشارع العام بتصوّر أنّه حريّة فهذا في واقعه تعدٍّ وتجاوز على مصالح الناس وسخريّةٌ – والفوضى :- هي عدم نظام وعدم تقنين وعدم رعاية كلِّ شيءٍ .
:7:- المسؤول عن ذلك كلّه هو مَن أوصل المجتمع إلى حالة الفوضى العارمة – والأمر الذي نخشاه أن يفقد المجتمعَ حصانته المجتمعيّة، والتي تمنعُ الوقوعَ في الانزلاق والوقوف حائلاً بوجه السلوكيات المنحرفة – وإذا لا قدّرَ اللهُ فقد المجتمعُ حصانته فسنقع في المحذور الذي لا مَخرَج منه.
:8:- إنَّ الحصانة الاجتماعيّةَ هي مسؤوليّة الجميع – وبعض الآباء قد يُربي أبنائه على طريقة صحيحة ولكنّ الجو العام يُعاكسه – وكما يجب أن نحترم أنفسنا فعلينا أن نحترمَ الآخرين عامةً – لا نعتدي عليهم.
:9:- أصبح الأولادُ يأتون بأشياء تأثّراً بالحو العام والفوضى ليس لها علاقة بالحريّة – وانظروا إلى دول العالم المُتحضّر لا توجد فيه فوضى كما توجد عندنا، لماذا ؟
علينا أن نُنكَرَ الفوضى ولا نقبلها وننقذَ أولادَنا – فكُلّ شيءٍ مُباح أمام المراهقين – الأسر تتفكّكُ – بدعوى الحريّة ؟ نحن نُريدُ الحريّةَ المُنضَبِطَةَ – فتحت الرمادِ نارٌ .
____________________________________________
:: أهمُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ، الثامن عشَر من جمادى الأولى 1440هجري ، الخامس والعشرون من كانون الثاني ، 2019م ، وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي، سماحة السيّد أحمَد الصافي ، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ ::
___________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ .
:كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَّ, ونسألَكُم الدُعَاءَ.
___________________________________________