بسمه تعالى وله الحمد
وصلاته وسلامه على رسوله الامين وآله الطيبين الطاهرين
(( عادات وعبادات ))
تعتبر بعض العادات التي يمارسها أبناء المجتمع من العبادات التي أقرّتها الشريعة السماوية
ورسمت لها الخطوط الصحيحة وهذبتها لتحولها من عادة الى عبادة
ومن شيء متعارف عليه الى أمر محبب له أجره وثوابه .
ومن تلك العادات المعروفة هي التعزية في مناسبة الموت عند المسلمين - بل وعند غيرهم -
اي تعزية أصحاب المصيبة
ومواساتهم والتواجد معهم وحضور المراسيم التي يُقيمونها على المتوفى
وهذا مما شجعت عليه الشريعة الغرّاء وباركت به
فعن الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) :
(( من عزَّى حزيناً كُسي في الموقف حلّة يُحبر بها )) الكافي /ج3ــــ ص205.
وفي رواية أخرى عنه (صلى الله عليه وآله) :
(( من عزَّى مصاباً كان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجر المصاب شيء )) المصدر السابق.
وعنه (صلى الله عليه وآله ) أيضاً :
(( من عزّى ثكلى كُسي بُرداً في الجنّة )) بحار الانوار /ج79 ـــ ص94.
والتعزية من الامور المستحبة قبل الدفن وبعده وعلى هذا ينبغي لنا أن نغتنم الفرصة
لتحويل هذا الامر من عادة الى عبادة
لنحصل على ذلك الثواب العظيم الذي جعله الله سبحانه وتعالى للمعزي .
ولا نكتفي بإسقطه كفرض إجتماعي مطلوب منّا لرفع العتب او من باب الرياء الاجتماعي .
وكذا من العادات والسنن المعروفة الّتي أكّد عليها الشريعة السمحاء
تشييع الجنازة إلى القبر ، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال :
(( أوّل ما يُتحف به المؤمن في قبره أن يُغفر لمن تبع جنازته )) وسائل الشيعة / ج3 ــ ص143.
وأيضاً من آداب التشييع أن يكون المشي خلف الجنازة ، وهو أفضل من المشي على جانبيها
أما المشي أمامها فمكروه. فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) :
(( اتبعوا الجنازة ولا تتبعكم، خالفوا أهل الكتاب )) المصدر السابق /ص149.