بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتسلى عادة بالقول إن الغرب يشوه الإسلام، ومراكز أبحاثه تنشط لقراءة الإسلام وتقديمه بشكل مقلوب، ولديه كما يقال أكثر من(12000) موقع على الشبكة العنكبوتية شغلها الشاغل هو قلب الحقائق عن الدين الإسلامي وتشويه صورة الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم).
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتسلى عادة بالقول إن الغرب يشوه الإسلام، ومراكز أبحاثه تنشط لقراءة الإسلام وتقديمه بشكل مقلوب، ولديه كما يقال أكثر من(12000) موقع على الشبكة العنكبوتية شغلها الشاغل هو قلب الحقائق عن الدين الإسلامي وتشويه صورة الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم).
وحين نفكر فيما يجب أن نصنع نستحضر الحل السحري وهو طلب الاستنفار والدعوة لجهاد الكتروني وفضائي وكتابي وخطابي لتوضيح صورة الإسلام.
أحيانا تأخذنا الغيرة على الإسلام فنرسل مبلغين وموجهين ونقيم بعض البرامج في الغرب ونبدأ التصفيق، لقد نشرنا صورة الإسلام الحقيقية، وتهافتت علينا أطنان من الأسئلة والاتصالات، واستقبل الناس أفكارنا بتلهف لأنهم في ظمأ شديد وظلمة حالكة.
يندر أن نفكر بأننا نشوه الإسلام أكثر مما يشوهه الغرب، ونؤذيه في أكثر من موضع ومكان، فكل موقع يلتقي مع سلوكنا وتصرفاتنا يشهد أننا نصلب الدين، ونخالف قيمه، ونجانب مفاهيمه السليمة، ونطعنه في خاصرته، وإن كنا في النهاية نتعامل باسمه، كعلامة تجارية مسجلة.
مجمل التعامل اليومي لأحدنا في أسرته وعمله وسلطته ومركزه يجعلنا أمام سؤال حائر ومزعج، هل هذا هو تعامل المسلمين والمتدينين؟ وكل الظلم الذي يقع على المرأة في مجتمعنا يدفعها للسؤال: هل أوقف الدين وأد التراب وشرع وأداً آخر يمارسه الأزواج دون رحمة وتعاني آثاره المرأة دون ملجأ؟ ويتساءل المسلم العاقل وهو يراقب المشهد الإسلامي العام مختنقا بسؤاله أين ﴿ ... رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ... ﴾ 1؟
تعالوا نعترف بذنب مضى، ونحذر من خطر قادم، لقد اعتقدنا أن خطبنا بسجعها الجميل وكلماتها المعسولة تحمي شبابنا من الضياع، لكننا اليوم نصرخ متحسرين عليهم ونحن نراهم جيلا أضاع الكثير من الأمانة التي وافق الإنسان على حملها، هذا الصراخ والتنادي اليوم هو بمثابة الاعتراف بالتقصير الذي اقترفناه نحن فدفع شبابنا في متاهات لا عد لها ولا حصر.
لكن علينا أن نحذر الخطر المقبل إنها المرأة القادمة عن قريب، والتي ستنتقم منا وسندفع ثمن صمتنا عنها وعن إهانتها وإيذائها، فكل العالم ينادي بإيقاف العنف عنها، ورفع الحيف الذي أصابها، والتعامل بعدل مع من يدوس كرامتها، ونحن في صمت قد نخترقه بتمتمات خجولة فيها بعض الإشارة إلى حقوقها وكرامتها، ولكن في إطار الاستعطاف والتمنى والترجي ووساطات الخير.
إيقاف العنف ضد المرأة شعار جانبناه وزهدنا في الحديث عنه، وإنشاء المراكز لتثقيفها بحقوقها وكرامتها في قالب مقنن ليس هما حاضرا عندنا, كما هو اهتمامنا بحجابها ولباسها ومشيتها، أما موقعها في المجتمع فنستكثر عليها ما هي فيه، ومع كل ذلك سنقول يوما إن الغرب خدع نساءنا لأنه قلب مفاهيم الدين أمامهن، وأراهن صورة لا تمثل صورة الإسلام الحقيقية.
ختاما سأترك مكانا للجدل القائل إن الذي تشوه هو المسلمين وليس الإسلام والدين، فالدين غير قابل للتشويه، لأن الله أكمله ﴿ ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ... ﴾ 2، ووعد بحفظه ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ 3، لأقول أن المعادلات الجدلية ليست هي الموجهة لتفكير الناس، والمحددة لقناعاتهم، فما تراه العيون أكثر أثرا من كل خطب الدنيا وفضائياتها4.
المصادر
1.القران الكريم: سورة الفتح (48)، الآية: 29، الصفحة: 515.
2.القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 3، الصفحة: 107.
3.القران الكريم: سورة الحجر (15)، الآية: 9، الصفحة: 262.
أحيانا تأخذنا الغيرة على الإسلام فنرسل مبلغين وموجهين ونقيم بعض البرامج في الغرب ونبدأ التصفيق، لقد نشرنا صورة الإسلام الحقيقية، وتهافتت علينا أطنان من الأسئلة والاتصالات، واستقبل الناس أفكارنا بتلهف لأنهم في ظمأ شديد وظلمة حالكة.
يندر أن نفكر بأننا نشوه الإسلام أكثر مما يشوهه الغرب، ونؤذيه في أكثر من موضع ومكان، فكل موقع يلتقي مع سلوكنا وتصرفاتنا يشهد أننا نصلب الدين، ونخالف قيمه، ونجانب مفاهيمه السليمة، ونطعنه في خاصرته، وإن كنا في النهاية نتعامل باسمه، كعلامة تجارية مسجلة.
مجمل التعامل اليومي لأحدنا في أسرته وعمله وسلطته ومركزه يجعلنا أمام سؤال حائر ومزعج، هل هذا هو تعامل المسلمين والمتدينين؟ وكل الظلم الذي يقع على المرأة في مجتمعنا يدفعها للسؤال: هل أوقف الدين وأد التراب وشرع وأداً آخر يمارسه الأزواج دون رحمة وتعاني آثاره المرأة دون ملجأ؟ ويتساءل المسلم العاقل وهو يراقب المشهد الإسلامي العام مختنقا بسؤاله أين ﴿ ... رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ... ﴾ 1؟
تعالوا نعترف بذنب مضى، ونحذر من خطر قادم، لقد اعتقدنا أن خطبنا بسجعها الجميل وكلماتها المعسولة تحمي شبابنا من الضياع، لكننا اليوم نصرخ متحسرين عليهم ونحن نراهم جيلا أضاع الكثير من الأمانة التي وافق الإنسان على حملها، هذا الصراخ والتنادي اليوم هو بمثابة الاعتراف بالتقصير الذي اقترفناه نحن فدفع شبابنا في متاهات لا عد لها ولا حصر.
لكن علينا أن نحذر الخطر المقبل إنها المرأة القادمة عن قريب، والتي ستنتقم منا وسندفع ثمن صمتنا عنها وعن إهانتها وإيذائها، فكل العالم ينادي بإيقاف العنف عنها، ورفع الحيف الذي أصابها، والتعامل بعدل مع من يدوس كرامتها، ونحن في صمت قد نخترقه بتمتمات خجولة فيها بعض الإشارة إلى حقوقها وكرامتها، ولكن في إطار الاستعطاف والتمنى والترجي ووساطات الخير.
إيقاف العنف ضد المرأة شعار جانبناه وزهدنا في الحديث عنه، وإنشاء المراكز لتثقيفها بحقوقها وكرامتها في قالب مقنن ليس هما حاضرا عندنا, كما هو اهتمامنا بحجابها ولباسها ومشيتها، أما موقعها في المجتمع فنستكثر عليها ما هي فيه، ومع كل ذلك سنقول يوما إن الغرب خدع نساءنا لأنه قلب مفاهيم الدين أمامهن، وأراهن صورة لا تمثل صورة الإسلام الحقيقية.
ختاما سأترك مكانا للجدل القائل إن الذي تشوه هو المسلمين وليس الإسلام والدين، فالدين غير قابل للتشويه، لأن الله أكمله ﴿ ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ... ﴾ 2، ووعد بحفظه ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ 3، لأقول أن المعادلات الجدلية ليست هي الموجهة لتفكير الناس، والمحددة لقناعاتهم، فما تراه العيون أكثر أثرا من كل خطب الدنيا وفضائياتها4.
المصادر
1.القران الكريم: سورة الفتح (48)، الآية: 29، الصفحة: 515.
2.القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 3، الصفحة: 107.
3.القران الكريم: سورة الحجر (15)، الآية: 9، الصفحة: 262.