السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ
🔶♦️🔶♦️🔶♦️🔶♦️🔶
إن أعلى درجات العلم عند الإنسان هو اليقين. فقد يسير الإنسان على طريق ما بهدف الوصول إلى غايته، ويكون شاكّاً في سلامة هذا الطريق وصوابه، ويصل مع ذلك إلى مرامه ومقصوده إن استعمل الاحتياط. وقد يسير الإنسان على الظن، فيكون احتمال نجاحه أكبر. ولكن مهما قوي الظن فإنه لا يبلغ مرحلة اليقين، لأن اليقين أعلى مرتبة في العلم يمكن أن يبلغها الإنسان.
بيد أنه حتى اليقين كثيراً ما ينكشف أنه كان خلاف الواقع، فهناك حالات كثيرة من اليقين يتبين أن الإنسان كان مخطئاً فيها. وهذا الانكشاف قد يكون بعد آن وقد يكون بعد مرور أشهر، وقد لا يتحقّق إلاّ بعد مرور سنوات ـ وهناك أمثلة كثيرة على هذا الأمر ـ وأحياناً قد لا ينكشف زيف يقين ما إلاّ في الآخرة والعياذ بالله، وهذه هي الطامة الكبرى.
أعرف شخصين كانا صديقين عشرات السنوات يثق كل منهما بالآخر تمام الثقة، ولكنهما اختلفا في كبر سنهما حتى انتهى بهما الأمر إلى أن اشتكى كل منهما على الآخر واستمرا علي الشكوى وصرفا الأموال ولم يتصالحا أو يصلا إلى نتيجة إلى أن ماتا. قال لي أحدهما مندهشاً ذات مرة: إنني أعرف فلاناً (يعني صاحبه) منذ أربعين سنة وكنت أثق به كثيراً، فكيف تصرّف معي هكذا؟ وكان يتساءل: هل كانت ثقتي به كل هذه المدة في غير محلّها؟
وأعرف شخصين كانا صديقين حميمين توفي أحدهما والآخر ما زال حيّاً، وقد أساء الأخير الظن بالأول في حياته بسبب بعض القرائن وصرّح له بذلك أيضاً، لأنه
كان يزعم أنه متيقّن من الأمر، وبعد موته انكشف له أن ظنه كان خاطئاً وأن صديقه كان بريئاً! فتألّم كثيراً لذلك، ولقد رأيته يبكي بحرقة، وعندما سألته عن السبب قال لي: أنا لا أبكي لموته ولكن لما صارحته به من فقدان ثقتي به، مع أن الأمر كان خلاف الواقع. ومثل هذا الشخص يبقى معذّباً إذا كان صاحب وجدان وضمير حي.
والعكس بالعكس، فرب شخص اعتمد علي صديق ووثق به ثقة مطلقة، فأودعه أسراره وكشف له عن أموره الخاصة، ثم تبين له بعد ذلك أنه كان جاسوساً عليه ينقل أخباره إلى أعدائه!
فمن الذي يصحح يقين الإنسان؟ لا يوجد أحد غير الله(، ولا طريق لذلك إلاّ الدعاء! قال تعالي: (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ(*
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ
🔶♦️🔶♦️🔶♦️🔶♦️🔶
إن أعلى درجات العلم عند الإنسان هو اليقين. فقد يسير الإنسان على طريق ما بهدف الوصول إلى غايته، ويكون شاكّاً في سلامة هذا الطريق وصوابه، ويصل مع ذلك إلى مرامه ومقصوده إن استعمل الاحتياط. وقد يسير الإنسان على الظن، فيكون احتمال نجاحه أكبر. ولكن مهما قوي الظن فإنه لا يبلغ مرحلة اليقين، لأن اليقين أعلى مرتبة في العلم يمكن أن يبلغها الإنسان.
بيد أنه حتى اليقين كثيراً ما ينكشف أنه كان خلاف الواقع، فهناك حالات كثيرة من اليقين يتبين أن الإنسان كان مخطئاً فيها. وهذا الانكشاف قد يكون بعد آن وقد يكون بعد مرور أشهر، وقد لا يتحقّق إلاّ بعد مرور سنوات ـ وهناك أمثلة كثيرة على هذا الأمر ـ وأحياناً قد لا ينكشف زيف يقين ما إلاّ في الآخرة والعياذ بالله، وهذه هي الطامة الكبرى.
أعرف شخصين كانا صديقين عشرات السنوات يثق كل منهما بالآخر تمام الثقة، ولكنهما اختلفا في كبر سنهما حتى انتهى بهما الأمر إلى أن اشتكى كل منهما على الآخر واستمرا علي الشكوى وصرفا الأموال ولم يتصالحا أو يصلا إلى نتيجة إلى أن ماتا. قال لي أحدهما مندهشاً ذات مرة: إنني أعرف فلاناً (يعني صاحبه) منذ أربعين سنة وكنت أثق به كثيراً، فكيف تصرّف معي هكذا؟ وكان يتساءل: هل كانت ثقتي به كل هذه المدة في غير محلّها؟
وأعرف شخصين كانا صديقين حميمين توفي أحدهما والآخر ما زال حيّاً، وقد أساء الأخير الظن بالأول في حياته بسبب بعض القرائن وصرّح له بذلك أيضاً، لأنه
كان يزعم أنه متيقّن من الأمر، وبعد موته انكشف له أن ظنه كان خاطئاً وأن صديقه كان بريئاً! فتألّم كثيراً لذلك، ولقد رأيته يبكي بحرقة، وعندما سألته عن السبب قال لي: أنا لا أبكي لموته ولكن لما صارحته به من فقدان ثقتي به، مع أن الأمر كان خلاف الواقع. ومثل هذا الشخص يبقى معذّباً إذا كان صاحب وجدان وضمير حي.
والعكس بالعكس، فرب شخص اعتمد علي صديق ووثق به ثقة مطلقة، فأودعه أسراره وكشف له عن أموره الخاصة، ثم تبين له بعد ذلك أنه كان جاسوساً عليه ينقل أخباره إلى أعدائه!
فمن الذي يصحح يقين الإنسان؟ لا يوجد أحد غير الله(، ولا طريق لذلك إلاّ الدعاء! قال تعالي: (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ(*