بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
..................
«خير الكلام ما قل ودل» مقولة سمعناها ونسمعها كثيراً
في حياتنا الممتدة نصادف أناسًا يكثرون من الكلام إذا كان مفيدًا أو غير مفيد -ثرثارون-
والثرثرة هي كثرة الكلام، ويتجاوز الثرثار مرحلة الإجابة عن السؤال أو الإدلاء بالرأي في حدود المعقول كما يتعدى الشخص الثرثار كل مراحل الكلام المعتدل إلى اجتذاب أطراف الحديث بطريقة تجعل من يستمعون إليك يملون ويتمنون اللحظة التي تنهي فيها الكلام
هم متوهمون بالمعرفة، يعتقدون أن الناس بصبرهم عليهم مقتنعون بهم وموافقون على ما يقولون
ويرى علماء النفس والدراسات أن الأشخاص الذين يميلون للثرثرة تكون هنلك مشكلة نفسية وعقدة نقص يريد الشخص كثير الكلام إخفاءها
من خلال هذه الثرثرة
وقد يشار بهذه التهمة - الثرثرة - للمرأة
و ذلك عائد لطبيعة المراة العاطفية والتعبيريه
إذ تشير الدراسات إلى أن السيدات يتحدثن بما يقرب من 20 ألف كلمة في اليوم في المتوسط، في مقابل 7000 كلمة فقط ينطقها الرجل طوال يومه.
وقد يكون ذلك عائد الى أن النساء لديهن مستوى أعلى من البروتين في المخ يعرف بـfoxp2، وهو يتعلق بالتواصل اللفظي.
وعند بعض النساء يكون الكلام نافعاً في أمور مفيدة للمرأة والعائلة؛ فهي تتكلم في أمور الطبخ وتربية الأطفال وما يلزم أسرتها
خاصة اذا كان بعيدا عن الحرام والهذر ..
أما علاج الثرثرة وفق الدراسات النفسية فيكون بعدة امور منها:
- بالشعور بالفخر ومكافئة نفسه كلما أسرف من حوله فى الحديث وكتم هو حديثه
- كما عليه أن يبتعد عن جلسات النميمة
- والتفكير لأكثر من دقيقة قبل الحديث فى موضوع حيوى يتطلب الكثير من الكلام، فيرتب أفكاره فى نقاط صغيرة ويبدأ بسردها دون شرح مفصل
- أن يكون حازما مع لسانه، فلا يطلقه إلا إذا شعر بضرورة قوية لذلك
- كما عليه أن يتواجد بين أصدقاء صادقين غير ثرثارين ولا كثيرى الحديث.
وكذلك هنالك علاجات اخرى منها:
- التدرّب على مهارات الإنصات والاستماع
- التخلص من التفرد في سلطة الكلام
- الانشغال بالنشاطات المختلفة كإلقاء المحاضرات أو تنظيم النشاطات المتنوّعة
- والمشاركة في المجالات التوعوية والتطويرية في المؤسّسات المجتمعيّة والجمعيات الخيريّة
- الإحساس بإيجابيّة ضبط اللسان
- إدراك أن الكلام طاقة داخلية كالتفكير يجب السعي إلى تمرين العقل في توسيع مجالات قدراته الواعية للأفكار الداخلية وتوظيفها لفهم الآخرين
- التدرّب المستمر على مهارات التأمل: هو تمرين الشخص لنفسه على الاسترخاء الذي يُساعد على تصفية العقل وترتيب الأفكار المتراكمة.
أما اذا انتقلنا الى الجهة الثانية من الصورة نفسها وهي صورة ((قلة الكلام )) في روايات آل البيت عليهم السلام لطالعنا
قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)
وقال المولى تبارك وتعالى: {والذين هم عن اللغو معرضون}.
وقال النبي (صلى الله عليه وآله ): (لا يستقيم إيمان عبد، حتى يستقيم قلبه.. ولا يستقيم قلبه، حتى يستقيم لسانه).
إن قلة الكلام من الصفات والاخلاق الحميدة، وهي تدل على ادب الشخص، ورزانة عقلة، وفيها يكون الفرد محترماً وحافظاً لمكانته في المجتمع عكس الثرثار في حديثه؛ فيصبح منبوذاً بين الناس.
روي عن الإمام علي (عليه السلام) قال: (من كثر كلامه كثر خطأه)
وكذلك قال (عليه السلام) في النهي عن كثرة الكلام:
(الْكَلَامُ فِي وَثَاقِكَ مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِه فَإِذَا تَكَلَّمْتَ بِه صِرْتَ فِي وَثَاقِه فَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ ووَرِقَكَ...)
ورد في قول النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)
وأن لا يتدخل في أمور الناس، أو يكون فضولياً في الأسئلة عنها، حيث روي عن الإمام علي (عليه السلام) انه مرَّ برجلٍ يتكلم بفضول الكلام؛ فوقف عليه؛ فقال: (يا هذا إنك تملي على حافظيك كتابا إلى ربك؛ فتكلم بما يعنيك)
ومن هنا فمضار كثرة الكلام والثرثرة بنهج آل البيت عليهم السلام منها :
1: عن الإمام عليّ عليه السلام: "إيّاك والهذر، فمن كَثُرَ كلامُه كثرت آثامه"
وأن الدخول فيما لا يعني من موجبات قسوة القلب .
2ـ التأثير في القلب: فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "الهَذر يأتي على المُهجة"
3ـ إظهار العيوب وتحريك العداوات: فعن الإمام عليّ عليه السلام: "إيّاك وفضول الكلام، فإنَّه يُظهر من عيوبك ما بطن، ويُحرّك عليك من أعدائك ما سكن"
4ـ يورث الملل والضجر: عن الإمام عليّ عليه السلام: "إيّاك وكثرة الكلام فإنّه يكثر الزلل، ويُورث المَلل"
5ـ يورث الملامة: عنه عليه السلام "الإكثار يُزلّ الحكيم، ويُملُّ الحليم، فلا تُكثر فتضجر، وتُفرط فَتُهَن"
إن أساليبَ وعوامل التنشئة والتربية الأسريّة والاجتماعيّة لها الأثر الكبير في اكتساب الفرد لعادات الثرثرة وكثرة الكلام بنمذجته وتقليده لمن حوله، وعندما يتقدّمُ الفرد في العمر تظلُّ هذه العادة ملازمةً له في الكبر فتصبح بذلك صفةً من صفاته الشخصيّة المنبوذة،
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (قِلة الكَلَامِ تَستُرُ العُيُوبَ، وَتُقَلّلُ الذُّنُوبَ)
ختاماً قد يرد سؤال فطري ومُلح أيهما افضل ؟؟
وللرد عليه نورد ما جاء عن الإمام السجاد (عليه السلام) عندما سئل عن الكلام والسكوت أيهما أفضل؟
فقال (عليه السلام): (لكل واحد آفات؛ فإذا سلما من الآفات فالكلام أفضل من السكوت، قيل: وكيف ذاك يا ابن رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله)؟ قال: لأن اللَّه عز وجل، ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت، انما بعثهم بالكلام، ولا استحقت الجنة بالسكوت ولا استوجبت ولاية اللَّه بالسكوت ولا توقيت النار بالسكوت ولا يجنب سخط اللَّه بالسكوت، انما ذلك كله بالكلام ما كنت لأعدل القمر بالشمس انك تصف فضل السكوت بالكلام ولست تصف فضل الكلام بالسكوت)
والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
..................
«خير الكلام ما قل ودل» مقولة سمعناها ونسمعها كثيراً
في حياتنا الممتدة نصادف أناسًا يكثرون من الكلام إذا كان مفيدًا أو غير مفيد -ثرثارون-
والثرثرة هي كثرة الكلام، ويتجاوز الثرثار مرحلة الإجابة عن السؤال أو الإدلاء بالرأي في حدود المعقول كما يتعدى الشخص الثرثار كل مراحل الكلام المعتدل إلى اجتذاب أطراف الحديث بطريقة تجعل من يستمعون إليك يملون ويتمنون اللحظة التي تنهي فيها الكلام
هم متوهمون بالمعرفة، يعتقدون أن الناس بصبرهم عليهم مقتنعون بهم وموافقون على ما يقولون
ويرى علماء النفس والدراسات أن الأشخاص الذين يميلون للثرثرة تكون هنلك مشكلة نفسية وعقدة نقص يريد الشخص كثير الكلام إخفاءها
من خلال هذه الثرثرة
وقد يشار بهذه التهمة - الثرثرة - للمرأة
و ذلك عائد لطبيعة المراة العاطفية والتعبيريه
إذ تشير الدراسات إلى أن السيدات يتحدثن بما يقرب من 20 ألف كلمة في اليوم في المتوسط، في مقابل 7000 كلمة فقط ينطقها الرجل طوال يومه.
وقد يكون ذلك عائد الى أن النساء لديهن مستوى أعلى من البروتين في المخ يعرف بـfoxp2، وهو يتعلق بالتواصل اللفظي.
وعند بعض النساء يكون الكلام نافعاً في أمور مفيدة للمرأة والعائلة؛ فهي تتكلم في أمور الطبخ وتربية الأطفال وما يلزم أسرتها
خاصة اذا كان بعيدا عن الحرام والهذر ..
أما علاج الثرثرة وفق الدراسات النفسية فيكون بعدة امور منها:
- بالشعور بالفخر ومكافئة نفسه كلما أسرف من حوله فى الحديث وكتم هو حديثه
- كما عليه أن يبتعد عن جلسات النميمة
- والتفكير لأكثر من دقيقة قبل الحديث فى موضوع حيوى يتطلب الكثير من الكلام، فيرتب أفكاره فى نقاط صغيرة ويبدأ بسردها دون شرح مفصل
- أن يكون حازما مع لسانه، فلا يطلقه إلا إذا شعر بضرورة قوية لذلك
- كما عليه أن يتواجد بين أصدقاء صادقين غير ثرثارين ولا كثيرى الحديث.
وكذلك هنالك علاجات اخرى منها:
- التدرّب على مهارات الإنصات والاستماع
- التخلص من التفرد في سلطة الكلام
- الانشغال بالنشاطات المختلفة كإلقاء المحاضرات أو تنظيم النشاطات المتنوّعة
- والمشاركة في المجالات التوعوية والتطويرية في المؤسّسات المجتمعيّة والجمعيات الخيريّة
- الإحساس بإيجابيّة ضبط اللسان
- إدراك أن الكلام طاقة داخلية كالتفكير يجب السعي إلى تمرين العقل في توسيع مجالات قدراته الواعية للأفكار الداخلية وتوظيفها لفهم الآخرين
- التدرّب المستمر على مهارات التأمل: هو تمرين الشخص لنفسه على الاسترخاء الذي يُساعد على تصفية العقل وترتيب الأفكار المتراكمة.
أما اذا انتقلنا الى الجهة الثانية من الصورة نفسها وهي صورة ((قلة الكلام )) في روايات آل البيت عليهم السلام لطالعنا
قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)
وقال المولى تبارك وتعالى: {والذين هم عن اللغو معرضون}.
وقال النبي (صلى الله عليه وآله ): (لا يستقيم إيمان عبد، حتى يستقيم قلبه.. ولا يستقيم قلبه، حتى يستقيم لسانه).
إن قلة الكلام من الصفات والاخلاق الحميدة، وهي تدل على ادب الشخص، ورزانة عقلة، وفيها يكون الفرد محترماً وحافظاً لمكانته في المجتمع عكس الثرثار في حديثه؛ فيصبح منبوذاً بين الناس.
روي عن الإمام علي (عليه السلام) قال: (من كثر كلامه كثر خطأه)
وكذلك قال (عليه السلام) في النهي عن كثرة الكلام:
(الْكَلَامُ فِي وَثَاقِكَ مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِه فَإِذَا تَكَلَّمْتَ بِه صِرْتَ فِي وَثَاقِه فَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ ووَرِقَكَ...)
ورد في قول النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)
وأن لا يتدخل في أمور الناس، أو يكون فضولياً في الأسئلة عنها، حيث روي عن الإمام علي (عليه السلام) انه مرَّ برجلٍ يتكلم بفضول الكلام؛ فوقف عليه؛ فقال: (يا هذا إنك تملي على حافظيك كتابا إلى ربك؛ فتكلم بما يعنيك)
ومن هنا فمضار كثرة الكلام والثرثرة بنهج آل البيت عليهم السلام منها :
1: عن الإمام عليّ عليه السلام: "إيّاك والهذر، فمن كَثُرَ كلامُه كثرت آثامه"
وأن الدخول فيما لا يعني من موجبات قسوة القلب .
2ـ التأثير في القلب: فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "الهَذر يأتي على المُهجة"
3ـ إظهار العيوب وتحريك العداوات: فعن الإمام عليّ عليه السلام: "إيّاك وفضول الكلام، فإنَّه يُظهر من عيوبك ما بطن، ويُحرّك عليك من أعدائك ما سكن"
4ـ يورث الملل والضجر: عن الإمام عليّ عليه السلام: "إيّاك وكثرة الكلام فإنّه يكثر الزلل، ويُورث المَلل"
5ـ يورث الملامة: عنه عليه السلام "الإكثار يُزلّ الحكيم، ويُملُّ الحليم، فلا تُكثر فتضجر، وتُفرط فَتُهَن"
إن أساليبَ وعوامل التنشئة والتربية الأسريّة والاجتماعيّة لها الأثر الكبير في اكتساب الفرد لعادات الثرثرة وكثرة الكلام بنمذجته وتقليده لمن حوله، وعندما يتقدّمُ الفرد في العمر تظلُّ هذه العادة ملازمةً له في الكبر فتصبح بذلك صفةً من صفاته الشخصيّة المنبوذة،
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (قِلة الكَلَامِ تَستُرُ العُيُوبَ، وَتُقَلّلُ الذُّنُوبَ)
ختاماً قد يرد سؤال فطري ومُلح أيهما افضل ؟؟
وللرد عليه نورد ما جاء عن الإمام السجاد (عليه السلام) عندما سئل عن الكلام والسكوت أيهما أفضل؟
فقال (عليه السلام): (لكل واحد آفات؛ فإذا سلما من الآفات فالكلام أفضل من السكوت، قيل: وكيف ذاك يا ابن رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله)؟ قال: لأن اللَّه عز وجل، ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت، انما بعثهم بالكلام، ولا استحقت الجنة بالسكوت ولا استوجبت ولاية اللَّه بالسكوت ولا توقيت النار بالسكوت ولا يجنب سخط اللَّه بالسكوت، انما ذلك كله بالكلام ما كنت لأعدل القمر بالشمس انك تصف فضل السكوت بالكلام ولست تصف فضل الكلام بالسكوت)