" فقد آنَ الأوانُ لأن نفيقَ مِن غفلتنا "
:: إنَّ انشغال الطبقة السياسيّة بالنزاعات والتجاذبات والاختلافات على المواقع والمناصب أدخلَ البلدَ في دوّامة من عدم الاستقرار والتخلف عن بقيّة الشعوب وإهدار الطاقات والتأزم النفسي للمواطن ، إضافةً إلى ضياع فرص تقديم الخدمات للمواطنين وتوفير فرص العمل والتطور له.
:: وقد آنَ الأوانُ أن نفيقَ مِن غفلتنا ونفكّ قيدّ أسرنا لأهوائنا ومطامعنا ، وأن نأخذَ من تجارب بالماضي ومُعاناة الحاضر وآمال المُستقبل دروساً وعِظةً لما ينبغي علينا القيام به تجاه شعبنا ووطنا .
" إليكمُ التفاصيلُ المهمّة جِدّاً "
:: المَرجَعيَّةُ الدِّينيَّةُ العُليَا الشَريفَةُ ::- تُقدّمُ السُبلَ الصحيحة شرعاً وعُقلاءً لإدارة الاختلافات والصراعات في داخل الأسرة وفي مواقع العمل وبين الكيانات المُجتمعيّة كالعشائر والكيانات السياسيّة الحاكمة - وتُحذّر من الاستمرار بالتأزيم وتحويل الاختلاف إلى نزاع يؤدّي إلى فشل الجميع وهدر الطاقات وحرمان الشعب من الخدمات والتطوّر .
:1:- من الطبيعي في المجتمع البشري وبين الأفراد أن يحصل الاختلاف والتنازع ، ولكن المشكلة تكمن في كيفيّة التعامل الصحيح الشرعي والعقلائي في إدارة الاختلافات وحلّ النزاعات حتى لا تتحوّل إلى التصعيد والتناحر والتحارب والإضرار بالإفراد .
وقد أشارت الآيةُ القرآنيّة إلى حالة الاختلاف وكونها طبيعيّة في المجتمع في قوله تعالى : ((وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118))) هود.
:2:- إنَّ مسألة الاختلاف هي قضيّة نابعة من اختلاف الثقافات والطباع والأمزجة والعادات والتقاليد ، ومن التنافس بين الأفراد ، وحبّ السيطرة والهيمنة ، ومن مُخلّفات الماضي والتي قد تحدثُ النزاعَ بين المكونات المذهبيّة.
:3:- وبالنسبة للاختلاف ( داخل الأسرة ) :- ينبغي التعامل الإيجابي الصحيح والشرعي والعقلائي – ومنشأ الاختلاف هنا ينبع من اختلاف مستوى الثقافة والتعليم بين الزوجين ، وتأثير الظروف المعيشيّة والاقتصاديّة – ومن الضروري أن ننهجَ أسلوب التغافل عن المشاكل واعتماد الحوار والتفاهم لحلّها ، وتحمّل الظروف وإشاعة أجواء الاحترام والمحبّة داخل أفراد الأسرة ، وعدم تحويل الاختلاف إلى نزاع يؤدّي إلى تفكّك الأسرة اجتماعيّا أو يؤدي إلى حالة الطلاق.
: أيّها الأزواج والزوجات لا بُدّ من التفاهم والتحمّل والاحترام وتقدير ظروف الآخر .
:4:- وفي ( مواقع العمل ) :- يحصلُ أيضاً اختلاف في رؤية إدارة العمل وحلّ مشاكله أو التنافس بين الأفراد في العمل – وهنا من المهمّ أن لا يصل هذا الاختلاف إلى حالة التقاطع والبغضاء بين الأفراد ، فكلّ فردٍ هو مُكمّل للآخر ، وليعملوا بروح الفريق الواحد جماعةً وهدفاً .
:5:- وأمّا بخصوص ( الاختلافات الاجتماعيّة) :- والتي لها أمثلة كثيرة في واقعنا – وليس حديثنا هنا عن الاختلاف في الدفاع عن الحقّ و المقدّسات والبلد ضدّ أهل الباطل ، فهذا حديث له بابٌ آخرٌ .
حديثنا :- أن إذا حصل بينكَ وبين أخيك المؤمن اختلاف – أو بين الكيانات المذهبيّة أو بين العشائر أو بين الكيانات السياسيّة – فكيف ينبغي بنا أن نديرَ هذه الاختلافات – وقد حذّر القرآنُ الكريمُ من ذلك والذي يؤدّي إلى فشل الجميع وذهاب القوّة وهدر الطاقات – قال تعالى : ((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)) الأنفال.
:6:- وعندما يحصل اختلاف فإنَّ كلَّ طرفٍ يُحاول التغلّب على الطرف الآخر فيهزمه ، وقد يستعمل معه كلَّ الوسائل للانتصار عليه ، موظفاً الامكانات وبالنتيجة يضعف الجميع ويفشل.
:7:- نوجّه كلامنَا إلى جميع الكيانات المُجتمعيّة والكيانات السياسيّة – إنَّ القرآن الكريم يُحذّركم من الاستمرار بالاختلاف أو تحويله إلى نزاع ، ممّا يؤدّي بفشلكم جميعاً ، ولن يكون هناك طرف مُنتَصر – بل الجميع سيفشل وتهدر كرامتهم وتذهب سيادتهم ويصبحون طُعمَة للآخرين فيستضعفهم ، وخصوصاً اختلافات العشائر والكيانات السياسيّة أو من بيدهم مقاليد زمام الأمور .وستهدر الطاقات وبدلاً من ذلك ينبغي أن توظّف في خدمة وخير البلد .
:8:- ينبغي الابتعاد عن التصعيد في إدارة الصراع والأزمة وعدم اللجوء إلى المحرّمات الشرعيّة وتوظيفها في التسقيط الاجتماعي والغيبة والبهتان فتسود حالة التباغض والتناحر والفوضى – المطلوب بدلاً من ذلك إشاعة روح وحالة الألفة والتعاون والتعامل الصحيح والإيجابي.
( ماهي أساليب التعامل الصحيح الشرعي والعقلائي والإيجابي في إدارة الاختلاف ؟ ) :-
:1:- التجنّب والتجاهل للاختلاف خاصةً وإذا كان لأمر بسيط – فالمؤمن العاقل والكيان المؤمن والعاقل يُحاول تجنّب الاختلافَ أو تحويله إلى حالة نزاع ، لأنَّ الضرر المتوقّع أكثر من النفع- فإذن الحل العقلائي بتجاهل الاختلاف.
:2:- التسويّة والمُصالحة في داخل الأسرة وفي داخل مواقع العمل وفي داخل المجتمع - وبالحوار وبتقريب وجهات النظر المختلفة وعدم اللجوء إلى التأزيم.
:3:- الإيثار والتضحية على مختلف المستويات في حسم الاختلافات ، وتقديم مصلحة أخي على نفسي ، فعن الإمام الصادق ، عليه السلام ، أنّه قال :
( لَا يَفْتَرِقُ رَجُلَانِ عَلَى الْهِجْرَانِ إِلَّا اسْتَوْجَبَ أَحَدُهُمَا الْبَرَاءَةَ واللَّعْنَةَ ورُبَّمَا اسْتَحَقَّ ذَلِكَ كِلَاهُمَا ، فَقَالَ لَه مُعَتِّبٌ جَعَلَنِيَ اللَّه فِدَاكَ هَذَا الظَّالِمُ فَمَا بَالُ الْمَظْلُومِ ، قَالَ لأَنَّه لَا يَدْعُو أَخَاه إِلَى صِلَتِه ولَا يَتَغَامَسُ لَه عَنْ كَلَامِه ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : إِذَا تَنَازَعَ اثْنَانِ فَعَازَّ أَحَدُهُمَا الآخَرَ فَلْيَرْجِعِ الْمَظْلُومُ إِلَى صَاحِبِه حَتَّى يَقُولَ لِصَاحِبِه أَيْ أَخِي أَنَا الظَّالِمُ حَتَّى يَقْطَعَ الْهِجْرَانَ بَيْنَه وبَيْنَ صَاحِبِه فَإِنَّ اللَّه تَبَارَكَ وتَعَالَى حَكَمٌ عَدْلٌ يَأْخُذُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ)
: الكافي ، الكليني ، ج 2 ، ص 344.
:4:- وأمّا بالنسبة للاختلافات في مسألة الحقوق المشروعة فهنا لا يجوز اللجوء إلى الأهواء الشخصيّة والقرارات غير الشرعيّة في حلّ هذه الاختلافات – بل لا بُدّ من مراجعة الحاكم الشرعي ليعطي حكمه في ذلك ، ولا بُدّ من التسليم والإذعان به – قال تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59))) النساء .
أو الرجوع إلى سلطة القانون وإلّا ستعمّ الفوضى المُدمّرة في المجتمع.
: وهذه دعوةٌ لنظم أمورنا بأن نلجأ إلى الطريق الشرعي والعقلائي في حلّ الاختلاف – نرجع إلى سلطة الشرع أو سلطة القانون – ونتفاهم .
( التوصيّة الأولى ) - فالمأمول من عشائرنا الكريمة الرجوع للتحاكم الصحيح والابتعاد عن استعمال القوّة والعنف وتسلّط الأهواء وإصدار الأحكام كيف
ما كان اتفق على الآخرين– فهذا يؤدي إلى شيوع الفوضى بين أفراد المجتمع .
( التوصيّة الثانيّة ) – إنَّ انشغال الطبقة السياسية بالنزاعات والتجاذبات والاختلافات على المواقع والمناصب أدخلَ البلدَ في دوّامة من عدم الاستقرار والتخلف عن بقيّة الشعوب وإهدار الطاقات والتأزم النفسي للمواطن ، إضافةً إلى ضياع فرص تقديم الخدمات للمواطنين وتوفير فرص العمل والتطور له.
وقد آنَ الأوانُ أن نفيقَ مِن غفلتنا ونفكّ قيدّ أسرنا لأهوائنا ومطامعنا ، وأن نأخذَ من تجارب بالماضي ومُعاناة الحاضر وآمال المُستقبل دروساً وعِظةً لما ينبغي علينا القيام به تجاه شعبنا ووطنا .
______________________________________________
:: أهمُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ،السابع من رجب 1440 هجري ، الخامس عشر من آذار ، 2019م ، وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي، سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي ، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ ::
___________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ .
:كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَّ, ونسألَكُم الدُعَاءَ.
___________________________________________
:: إنَّ انشغال الطبقة السياسيّة بالنزاعات والتجاذبات والاختلافات على المواقع والمناصب أدخلَ البلدَ في دوّامة من عدم الاستقرار والتخلف عن بقيّة الشعوب وإهدار الطاقات والتأزم النفسي للمواطن ، إضافةً إلى ضياع فرص تقديم الخدمات للمواطنين وتوفير فرص العمل والتطور له.
:: وقد آنَ الأوانُ أن نفيقَ مِن غفلتنا ونفكّ قيدّ أسرنا لأهوائنا ومطامعنا ، وأن نأخذَ من تجارب بالماضي ومُعاناة الحاضر وآمال المُستقبل دروساً وعِظةً لما ينبغي علينا القيام به تجاه شعبنا ووطنا .
" إليكمُ التفاصيلُ المهمّة جِدّاً "
:: المَرجَعيَّةُ الدِّينيَّةُ العُليَا الشَريفَةُ ::- تُقدّمُ السُبلَ الصحيحة شرعاً وعُقلاءً لإدارة الاختلافات والصراعات في داخل الأسرة وفي مواقع العمل وبين الكيانات المُجتمعيّة كالعشائر والكيانات السياسيّة الحاكمة - وتُحذّر من الاستمرار بالتأزيم وتحويل الاختلاف إلى نزاع يؤدّي إلى فشل الجميع وهدر الطاقات وحرمان الشعب من الخدمات والتطوّر .
:1:- من الطبيعي في المجتمع البشري وبين الأفراد أن يحصل الاختلاف والتنازع ، ولكن المشكلة تكمن في كيفيّة التعامل الصحيح الشرعي والعقلائي في إدارة الاختلافات وحلّ النزاعات حتى لا تتحوّل إلى التصعيد والتناحر والتحارب والإضرار بالإفراد .
وقد أشارت الآيةُ القرآنيّة إلى حالة الاختلاف وكونها طبيعيّة في المجتمع في قوله تعالى : ((وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118))) هود.
:2:- إنَّ مسألة الاختلاف هي قضيّة نابعة من اختلاف الثقافات والطباع والأمزجة والعادات والتقاليد ، ومن التنافس بين الأفراد ، وحبّ السيطرة والهيمنة ، ومن مُخلّفات الماضي والتي قد تحدثُ النزاعَ بين المكونات المذهبيّة.
:3:- وبالنسبة للاختلاف ( داخل الأسرة ) :- ينبغي التعامل الإيجابي الصحيح والشرعي والعقلائي – ومنشأ الاختلاف هنا ينبع من اختلاف مستوى الثقافة والتعليم بين الزوجين ، وتأثير الظروف المعيشيّة والاقتصاديّة – ومن الضروري أن ننهجَ أسلوب التغافل عن المشاكل واعتماد الحوار والتفاهم لحلّها ، وتحمّل الظروف وإشاعة أجواء الاحترام والمحبّة داخل أفراد الأسرة ، وعدم تحويل الاختلاف إلى نزاع يؤدّي إلى تفكّك الأسرة اجتماعيّا أو يؤدي إلى حالة الطلاق.
: أيّها الأزواج والزوجات لا بُدّ من التفاهم والتحمّل والاحترام وتقدير ظروف الآخر .
:4:- وفي ( مواقع العمل ) :- يحصلُ أيضاً اختلاف في رؤية إدارة العمل وحلّ مشاكله أو التنافس بين الأفراد في العمل – وهنا من المهمّ أن لا يصل هذا الاختلاف إلى حالة التقاطع والبغضاء بين الأفراد ، فكلّ فردٍ هو مُكمّل للآخر ، وليعملوا بروح الفريق الواحد جماعةً وهدفاً .
:5:- وأمّا بخصوص ( الاختلافات الاجتماعيّة) :- والتي لها أمثلة كثيرة في واقعنا – وليس حديثنا هنا عن الاختلاف في الدفاع عن الحقّ و المقدّسات والبلد ضدّ أهل الباطل ، فهذا حديث له بابٌ آخرٌ .
حديثنا :- أن إذا حصل بينكَ وبين أخيك المؤمن اختلاف – أو بين الكيانات المذهبيّة أو بين العشائر أو بين الكيانات السياسيّة – فكيف ينبغي بنا أن نديرَ هذه الاختلافات – وقد حذّر القرآنُ الكريمُ من ذلك والذي يؤدّي إلى فشل الجميع وذهاب القوّة وهدر الطاقات – قال تعالى : ((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)) الأنفال.
:6:- وعندما يحصل اختلاف فإنَّ كلَّ طرفٍ يُحاول التغلّب على الطرف الآخر فيهزمه ، وقد يستعمل معه كلَّ الوسائل للانتصار عليه ، موظفاً الامكانات وبالنتيجة يضعف الجميع ويفشل.
:7:- نوجّه كلامنَا إلى جميع الكيانات المُجتمعيّة والكيانات السياسيّة – إنَّ القرآن الكريم يُحذّركم من الاستمرار بالاختلاف أو تحويله إلى نزاع ، ممّا يؤدّي بفشلكم جميعاً ، ولن يكون هناك طرف مُنتَصر – بل الجميع سيفشل وتهدر كرامتهم وتذهب سيادتهم ويصبحون طُعمَة للآخرين فيستضعفهم ، وخصوصاً اختلافات العشائر والكيانات السياسيّة أو من بيدهم مقاليد زمام الأمور .وستهدر الطاقات وبدلاً من ذلك ينبغي أن توظّف في خدمة وخير البلد .
:8:- ينبغي الابتعاد عن التصعيد في إدارة الصراع والأزمة وعدم اللجوء إلى المحرّمات الشرعيّة وتوظيفها في التسقيط الاجتماعي والغيبة والبهتان فتسود حالة التباغض والتناحر والفوضى – المطلوب بدلاً من ذلك إشاعة روح وحالة الألفة والتعاون والتعامل الصحيح والإيجابي.
( ماهي أساليب التعامل الصحيح الشرعي والعقلائي والإيجابي في إدارة الاختلاف ؟ ) :-
:1:- التجنّب والتجاهل للاختلاف خاصةً وإذا كان لأمر بسيط – فالمؤمن العاقل والكيان المؤمن والعاقل يُحاول تجنّب الاختلافَ أو تحويله إلى حالة نزاع ، لأنَّ الضرر المتوقّع أكثر من النفع- فإذن الحل العقلائي بتجاهل الاختلاف.
:2:- التسويّة والمُصالحة في داخل الأسرة وفي داخل مواقع العمل وفي داخل المجتمع - وبالحوار وبتقريب وجهات النظر المختلفة وعدم اللجوء إلى التأزيم.
:3:- الإيثار والتضحية على مختلف المستويات في حسم الاختلافات ، وتقديم مصلحة أخي على نفسي ، فعن الإمام الصادق ، عليه السلام ، أنّه قال :
( لَا يَفْتَرِقُ رَجُلَانِ عَلَى الْهِجْرَانِ إِلَّا اسْتَوْجَبَ أَحَدُهُمَا الْبَرَاءَةَ واللَّعْنَةَ ورُبَّمَا اسْتَحَقَّ ذَلِكَ كِلَاهُمَا ، فَقَالَ لَه مُعَتِّبٌ جَعَلَنِيَ اللَّه فِدَاكَ هَذَا الظَّالِمُ فَمَا بَالُ الْمَظْلُومِ ، قَالَ لأَنَّه لَا يَدْعُو أَخَاه إِلَى صِلَتِه ولَا يَتَغَامَسُ لَه عَنْ كَلَامِه ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : إِذَا تَنَازَعَ اثْنَانِ فَعَازَّ أَحَدُهُمَا الآخَرَ فَلْيَرْجِعِ الْمَظْلُومُ إِلَى صَاحِبِه حَتَّى يَقُولَ لِصَاحِبِه أَيْ أَخِي أَنَا الظَّالِمُ حَتَّى يَقْطَعَ الْهِجْرَانَ بَيْنَه وبَيْنَ صَاحِبِه فَإِنَّ اللَّه تَبَارَكَ وتَعَالَى حَكَمٌ عَدْلٌ يَأْخُذُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ)
: الكافي ، الكليني ، ج 2 ، ص 344.
:4:- وأمّا بالنسبة للاختلافات في مسألة الحقوق المشروعة فهنا لا يجوز اللجوء إلى الأهواء الشخصيّة والقرارات غير الشرعيّة في حلّ هذه الاختلافات – بل لا بُدّ من مراجعة الحاكم الشرعي ليعطي حكمه في ذلك ، ولا بُدّ من التسليم والإذعان به – قال تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59))) النساء .
أو الرجوع إلى سلطة القانون وإلّا ستعمّ الفوضى المُدمّرة في المجتمع.
: وهذه دعوةٌ لنظم أمورنا بأن نلجأ إلى الطريق الشرعي والعقلائي في حلّ الاختلاف – نرجع إلى سلطة الشرع أو سلطة القانون – ونتفاهم .
( التوصيّة الأولى ) - فالمأمول من عشائرنا الكريمة الرجوع للتحاكم الصحيح والابتعاد عن استعمال القوّة والعنف وتسلّط الأهواء وإصدار الأحكام كيف
ما كان اتفق على الآخرين– فهذا يؤدي إلى شيوع الفوضى بين أفراد المجتمع .
( التوصيّة الثانيّة ) – إنَّ انشغال الطبقة السياسية بالنزاعات والتجاذبات والاختلافات على المواقع والمناصب أدخلَ البلدَ في دوّامة من عدم الاستقرار والتخلف عن بقيّة الشعوب وإهدار الطاقات والتأزم النفسي للمواطن ، إضافةً إلى ضياع فرص تقديم الخدمات للمواطنين وتوفير فرص العمل والتطور له.
وقد آنَ الأوانُ أن نفيقَ مِن غفلتنا ونفكّ قيدّ أسرنا لأهوائنا ومطامعنا ، وأن نأخذَ من تجارب بالماضي ومُعاناة الحاضر وآمال المُستقبل دروساً وعِظةً لما ينبغي علينا القيام به تجاه شعبنا ووطنا .
______________________________________________
:: أهمُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ،السابع من رجب 1440 هجري ، الخامس عشر من آذار ، 2019م ، وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي، سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي ، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ ::
___________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ .
:كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَّ, ونسألَكُم الدُعَاءَ.
___________________________________________