السؤال: سبب تخلّي النصارى عن المباهلة
كيف عرفت النصارى أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) في قضية المباهلة على حقّ؟ وإن كانوا قد عرفوا ذلك، فكيف لم يعترفوا بدينه؟
الجواب:

هناك احتمالان في المقام:
الأول: أن يكونوا قد أذعنوا في أنفسهم بحقّانية الدين الإسلامي، ولكن الأطماع والأهواء الدنيوية منعتهم من الاعتراف بهذا الواقع فجحدوه، قال تعالى: (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاستَيقَنَتهَا أَنفُسُهُم ظُلمًا وَعُلُوًّا )) (النمل:14).
الثاني: أنّهم عندما رأوا أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) قد أتى بأعزّ أهله معه للمباهلة، عرفوا بأنّه(صلى الله عليه وآله وسلّم) على يقين من أمره، فبات الأمر واضحاً عندهم، فإن كان هناك احتمال ضئيل لعدم صحّة مبدئه ومعتقده، كان الواجب عليه(صلى الله عليه وآله وسلّم) عقلاً أن يتوقّى الضرر ويدفعه عن نفسه وذويه، وفي الجانب الآخر لم تقدّم النصارى أيّ شيء في هذا المقام.
فبحسب قانون الاحتمالات يحكم العقل بأرجحية الطرف الأوّل في المقابلة، وهذا قد يكون وجه تخلّفهم من المباهلة.