انتظارٌ في قبلة خضراء
متى تجيءُ على شبّاكنا قمرا
وتملأُ الغيمَ من أحلامِنا مَطَرا
وتبعثُ العطرَ في أنفاسِ دهشتنا
وترسمُ الزهرَ في الأفكارِ
والثّمرا
وتَهْمِزُ الموجَ في الشّطآنِ مُصطبِحا
لتوقظَ البحرَ
والأسماكَ
والدّررا
متى تجيءُ ؟...
ينامُ الوقتُ في لَهَفٍ
كلهفةِ القفلِ للمفتاحِ ...
مستعرا
تخاطف البرقُ ما للشوقِ من ألقٍ
وهام منتظِرا ..
ما كان مُنتَظرا
كما انتظارُ عروسِ الفجرِ زغردةً
تًبدّدُ الضوءَ في أحداقها ضَجَرا
كما اليتامى ..
كأن العيدَ غافلهم ..
مضى ولم يترك الحلوى ..
ولا اعتذرا
كماردٍ يذرعُ المصباحَ ..
هل نَفِدت
من القلوبِ أمانٍ
تفركُ القدرا
كما يحيكُ ربيعُ العُمرِ حُلّته
طول الشتاءِ..
ولكن الشّتاءَ سَرَى
كنتُ انتظرتُ
كما الصحراء في يدها رملٌ ..
تؤمّلُ من بعد العرا
شَجَرا
كنتُ انتظرتُ على الصفصافِ هدهدةً
تقّص لي عنكّ ..
عما أرتجي خَبَرا
كنتُ انتظرتُ ..
وكان الوقتُ يصلبُني
وينقرُ اليأسُ رأسي ..
يأكلُ الفِكرا
هنا بِجُبّ خيالاتي معلقةٌ
بالدّلو..
أرتقبُ الثّوارَ
والشُّعَرا
الظامئون لماءِ الحُلمِ
لو شرِبوا مما ذرفتُ
لأمسى جوفهم سَقَرا
الكادحون لخبزٍ ليس يُشبِعهم
لو يجمعون طحينَ الخوفِ
ما نُثِرا
المتعبون
يكاد الحزن يقصمني
كم حمّلوا القلبَ من أوهامهم صُرَرَا
العاشقون
على الأبوابِ كم طرقوا
حتى تكلّ يدي ..
أو تستفيقَ قرى
حتى الصعاليك
ما مروا بخابيتي
إلا صببتُ لهم مما أرى
سَكَرا
مضيتُ أُنذرُ من في الدربِ ما وقفوا
:يا ويلَ من غابَ...
قالوا: ويلَ من حَضَرا
نحنُ الغواةُ
قميصُ الذّنبِ يفضحنا
وشهوةٌ عافها التّفاحُ واستترا
نحنُ الرواةُ
صحاحٌ في تواتُرنا
وكلّ من كذّب الغاوون قد كفرا
نحنُ المغنون
في أفواهنا قِرَبٌ
والكلّ غنى على ليلاهُ وانهمرا
نحنُ الحواةُ
لنا في الوحيِ قبعةٌ
لو نغمسُ الشعرَ فيها
لاستوى سُوَرا
كنّا ندسُ بجيبِ الرّيح صرختنا..
متى تجيءُ ..
تهاوى الصمتُ وانفجرا
كنا نفتشُ ما بين السّحابِ
ومابين الكواكبِ
نجلو المرتقى الوعِرا
وفي الرؤى ..
قزح الألوانِ..
نرجسةٍ
وقلب أعمىً يشفُّ الماورا صورا
ما زلتُ أسألُ كالأطفال في شغفٍ
هل مرّ قربكمُ ..
هل طافَ ..
هل عبرا؟
وأنت تمضي
ويبقى عطرُ قُبلتكَ الخضراء
في شفتيّ المُشتهى أثرا
يا حائكَ الجرحِ
لا خيطٌ يرتّقني
وأنت تغرزُ في أوجاعيَ الإبَرا
الوقتُ يسرقُ من عمري
يغرّرُ بي
خذ ما تبقى ..
وهب لي لحظةً عُمُرا
كما الفراشة تُهدي الضوءَ مصرعها
ما أجمل الموت
لو تقضي به وطرا
ما زلتَ تَهدِي أولي الأحلام والفُقرا
حيث المسافة ما بين الضياعِ كرى
ما زلتُ أبحثُ عن نايٍ لأغنيتي
ما زلتُ أزرعُ في كفّ الفتى حَجَرا
أميرةٌ يحرسُ التّنينُ شرفتها
قصّت ضفائرها ..
لم يعبأ الأُمَرا
تيبّسَ النهرُ في أهدابِ ساقيتي
لو لامسَ الوردَ في خديّ
لانكسرا
متى تجيءُ ..
تقدّ الليل ..
هيتَ لنا
يكادُ صُبحكَ في كل الوجوهِ يُرى
الشاعرة البحرينية القديرة
ايمان دعبل
متى تجيءُ على شبّاكنا قمرا
وتملأُ الغيمَ من أحلامِنا مَطَرا
وتبعثُ العطرَ في أنفاسِ دهشتنا
وترسمُ الزهرَ في الأفكارِ
والثّمرا
وتَهْمِزُ الموجَ في الشّطآنِ مُصطبِحا
لتوقظَ البحرَ
والأسماكَ
والدّررا
متى تجيءُ ؟...
ينامُ الوقتُ في لَهَفٍ
كلهفةِ القفلِ للمفتاحِ ...
مستعرا
تخاطف البرقُ ما للشوقِ من ألقٍ
وهام منتظِرا ..
ما كان مُنتَظرا
كما انتظارُ عروسِ الفجرِ زغردةً
تًبدّدُ الضوءَ في أحداقها ضَجَرا
كما اليتامى ..
كأن العيدَ غافلهم ..
مضى ولم يترك الحلوى ..
ولا اعتذرا
كماردٍ يذرعُ المصباحَ ..
هل نَفِدت
من القلوبِ أمانٍ
تفركُ القدرا
كما يحيكُ ربيعُ العُمرِ حُلّته
طول الشتاءِ..
ولكن الشّتاءَ سَرَى
كنتُ انتظرتُ
كما الصحراء في يدها رملٌ ..
تؤمّلُ من بعد العرا
شَجَرا
كنتُ انتظرتُ على الصفصافِ هدهدةً
تقّص لي عنكّ ..
عما أرتجي خَبَرا
كنتُ انتظرتُ ..
وكان الوقتُ يصلبُني
وينقرُ اليأسُ رأسي ..
يأكلُ الفِكرا
هنا بِجُبّ خيالاتي معلقةٌ
بالدّلو..
أرتقبُ الثّوارَ
والشُّعَرا
الظامئون لماءِ الحُلمِ
لو شرِبوا مما ذرفتُ
لأمسى جوفهم سَقَرا
الكادحون لخبزٍ ليس يُشبِعهم
لو يجمعون طحينَ الخوفِ
ما نُثِرا
المتعبون
يكاد الحزن يقصمني
كم حمّلوا القلبَ من أوهامهم صُرَرَا
العاشقون
على الأبوابِ كم طرقوا
حتى تكلّ يدي ..
أو تستفيقَ قرى
حتى الصعاليك
ما مروا بخابيتي
إلا صببتُ لهم مما أرى
سَكَرا
مضيتُ أُنذرُ من في الدربِ ما وقفوا
:يا ويلَ من غابَ...
قالوا: ويلَ من حَضَرا
نحنُ الغواةُ
قميصُ الذّنبِ يفضحنا
وشهوةٌ عافها التّفاحُ واستترا
نحنُ الرواةُ
صحاحٌ في تواتُرنا
وكلّ من كذّب الغاوون قد كفرا
نحنُ المغنون
في أفواهنا قِرَبٌ
والكلّ غنى على ليلاهُ وانهمرا
نحنُ الحواةُ
لنا في الوحيِ قبعةٌ
لو نغمسُ الشعرَ فيها
لاستوى سُوَرا
كنّا ندسُ بجيبِ الرّيح صرختنا..
متى تجيءُ ..
تهاوى الصمتُ وانفجرا
كنا نفتشُ ما بين السّحابِ
ومابين الكواكبِ
نجلو المرتقى الوعِرا
وفي الرؤى ..
قزح الألوانِ..
نرجسةٍ
وقلب أعمىً يشفُّ الماورا صورا
ما زلتُ أسألُ كالأطفال في شغفٍ
هل مرّ قربكمُ ..
هل طافَ ..
هل عبرا؟
وأنت تمضي
ويبقى عطرُ قُبلتكَ الخضراء
في شفتيّ المُشتهى أثرا
يا حائكَ الجرحِ
لا خيطٌ يرتّقني
وأنت تغرزُ في أوجاعيَ الإبَرا
الوقتُ يسرقُ من عمري
يغرّرُ بي
خذ ما تبقى ..
وهب لي لحظةً عُمُرا
كما الفراشة تُهدي الضوءَ مصرعها
ما أجمل الموت
لو تقضي به وطرا
ما زلتَ تَهدِي أولي الأحلام والفُقرا
حيث المسافة ما بين الضياعِ كرى
ما زلتُ أبحثُ عن نايٍ لأغنيتي
ما زلتُ أزرعُ في كفّ الفتى حَجَرا
أميرةٌ يحرسُ التّنينُ شرفتها
قصّت ضفائرها ..
لم يعبأ الأُمَرا
تيبّسَ النهرُ في أهدابِ ساقيتي
لو لامسَ الوردَ في خديّ
لانكسرا
متى تجيءُ ..
تقدّ الليل ..
هيتَ لنا
يكادُ صُبحكَ في كل الوجوهِ يُرى
الشاعرة البحرينية القديرة
ايمان دعبل