القرآنُ الكريم عِند أهل البيت عليهم السّلام
للقرآن الكرَيم مكانة كبرى عند المسلمين لم تكن لأيّ كتابٍ آخر سواه.
فمنذ نزوله أحبُّوه، وتَلَوْا ما تيَسَّر لهم منه آناء اللّيل وأطراف النّهار
، وحَفِظُوا آياته، وحَفَّظوهُ أبنائهم، واعتنَوا بتفسيره، واستجلاء مقاصده.
وقد كان هذا طبيعيّاً، فهو كتاب الله العظيم، المستجِمع لجميع عناصر الرّوحانية والجمال،
وهو الذي أوجدَ منهم اُمةً عظيمةَ الشّأن، منيعة الجانب، سامية الحضارة، محترمةً بين الشّعوب والأمم
، بما أعطاهم من شخصيّة وسموٍّ في الذّات والمعنى.
غير أنَّ القرآن الكريم كان له عند أهل بيت النّبوّة
ـ بدءً بالإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام
ومروراً بفاطمة الزّهراء عليها السّلام ثمّ الحسنين والأئمّة التّسعة مِن وُلْد الحسين
ـ مكانة أكبر، ومنزلَة أسمى فاقت ما لهذا الكتاب العظيم من المكانة والمنزلة عند غيرهم من المسلمين.
* * *
1ـ أهميّة القرآن الكريم عند أهل البيت عليهم السّلام
هذا أميرالمؤمنين عليّ عليه السّلام يقول في شأن القرآن موجِّهاً أنظار المسلمين
إلى أهميَّة هذا الكتاب الإلهيّ المقدس:
«اللهَ الله أيُّها النّاسُ فيما استحفَظَكم من كتابه».(1)
وقال في هذا المجال أيضاً:
«عَليكُم بكتاب الله فإنَّه الحَبلُ المتين، والنّورُ المبين، والشّفاءُ النّافع، والرِّيّ الناقِع،
والعصمةُ للمتمسّك، والنّجاةُ للمتعلِّق، لا يَعْوَجُّ فيُقام، ولا يَزيغُ فَيُستَعتَب».(2)
وهذا الإمام سيّد السّاجدين عليّ بن الحسين عليه السّلام يقول عن القرآن الكريم:
«لو ماتَ مَن بينَ المشرق والمغرِب لَما اْستوحشتُ، بعد أن يكون القرآن معي».(3)
ولم يكن هذا بالأمر الغريب، فهم سلام الله عليهم قُرَناء الكتاب حسب حديث (الثّقلين) المتواتر (4)،
وهما معاً يشكّلان المصدرَين الأساسِيَّين للمعرفة الإسلاميّة
بعد ارتحال رسول الله صلّى الله عليه وآله
، فلا غرابة أن تهتمّ العترةُ النّبويّة بالكتاب
وتلفت النظر إليه، كما اهتمّ الكتاب بالعترة الطاهرة، ولَفت الأنظار إليها بقوله:
إنّما يريدُ الله ليُذهب عنكم الرّجس أهل البيتِ ويطهّركم تطهيراً (5)،
وقوله: قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المَودَّة في القربى (6).
من هنا حثَّ أهلُ البيت عليهم السّلام كثيراً على العناية بالقرآن الكريم بجميع الأشكال والصور:
• قال الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام:
«تعلّموا القرآن فانه أحسن الحديث، وتفقّهوا فيه فإنَّه ربيع
القلوب».(7)
• وقال حفيده الإمام جعفر الصّادق عليه السّلام:
«يَنْبغي للمؤمن أنْ لا يموت حتّى يَتعَلّم القرآنَ، أو يكونَ في تعلّمه».(8)
• وقال الإمام الصّادق عليه السّلام أيضاً:
«مَنْ شُدِّدَ عليه في القرآن كان له أجران، ومن يُسِّرَ له كان مع الأوَّلين».(9)
وأكَّدوا على تعليمه للشّباب والأولاد خاصة.
• قال الإمام الحسن بن عليّ العسكري عليه السّلام:
«إنّ القرآن يأتي يومَ القيامة بالرّجل الشّاحبِ يقولُ لربّه: يا ربّ، هذا أظمأتُ نهارَه، وأسهرتُ ليلَه
، وقوّيت في رحمتك طمعه، وفسحتُ في رحمتك أمله، فكن عند ظنّي فيك وظنّه
. يقول الله تعالى: اُعطوه المُلكَ بيمينه والخُلد بِشماله،
واقرِنوه بأزواجه من الحور العين، واكسُوا والديه حلّة لا تقوم لها الدّنيا بما فيها، فينظر إليهما الخلائق فيعظّمونهما،
وينظران إلى أنفسهما فيعجبان منهما، فيقولان:
يا ربّنا، أنّى لنا هذه ولَم تَبلُغْها أعمالُنا ؟! فيقول الله عزّوجلّ: ومع هذا تاج الكرامة، لم يَرَ مثلَه الرّاؤون
ولم يسمع بمثله السّامعون، ولا يتفكَّر في مثله المتفكّرون،
فيقال: هذا بتعليمكما ولدَكُما القرآن، وبتبصيركما إيّاه بدين الإسلام،
وبرياضتكما إيّاه على حُبّ محمّد رسول الله وعليّ وليّ الله صلوات الله عليهما، وتفقيهكما إيّاه بفقههما».(10)
• وقال الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في هذا الصّدد:
«إنّ الله عزّوجلّ لَيهمُّ بعذاب أهل الأرض جميعاً حتّى لا يحاشي منهم أحداً
إذا عَمِلوا بالمعاصي واجترحوا السّيّئات، فإذا نظر إلى الشِّيب ناقلي أقدامهم إلى الصَّلوات، والوِلدان يتعلَّمون القرآن،
رحمَهُم فأخَّر ذلك عنهم».(11)
ودعا الأئمّة الطّاهرون النّاسَ وشيعتهم خاصّة إلى الإكثار من قراءة القرآن الكريم وتلاوة آياته.
• قال الإمام محمّد بن عليّ الباقر عليه السّلام:
«إنّما شيعةُ علّي.. كثيرةٌ صَلاتُهم كثيرةٌ تلاوتُهم للقرآن».(12)
• وقال الإمام جعفر الصادق عليه السّلام:
«عليكُم بتلاوة القرآن؛ فإنَّ درجاتِ الجنّة على عَدَد آيات القرآن، فإذا كان يومُ القيامة قيل لقارئ القرآن:
إقْرَاْ وارقَ. فكلّما قرأ آية يرقى درجة».(13)
• وقال عليه السّلام أيضاً:
«القرآنُ عهدُ الله إلى خلقه، فقد ينبغي للمرء المسلم أن يَنظُر في عهده،
وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية».(14)
• وقال عليه السّلام كذلك وهو يؤكد على التّلاوة في المصحف بالذّات:
«مَن قرأ القرآن في المصحَف مُتِّعَ ببصره وخُفّفَ عن والِدَيه وإن كانا كافرَين».(15)
للقرآن الكرَيم مكانة كبرى عند المسلمين لم تكن لأيّ كتابٍ آخر سواه.
فمنذ نزوله أحبُّوه، وتَلَوْا ما تيَسَّر لهم منه آناء اللّيل وأطراف النّهار
، وحَفِظُوا آياته، وحَفَّظوهُ أبنائهم، واعتنَوا بتفسيره، واستجلاء مقاصده.
وقد كان هذا طبيعيّاً، فهو كتاب الله العظيم، المستجِمع لجميع عناصر الرّوحانية والجمال،
وهو الذي أوجدَ منهم اُمةً عظيمةَ الشّأن، منيعة الجانب، سامية الحضارة، محترمةً بين الشّعوب والأمم
، بما أعطاهم من شخصيّة وسموٍّ في الذّات والمعنى.
غير أنَّ القرآن الكريم كان له عند أهل بيت النّبوّة
ـ بدءً بالإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام
ومروراً بفاطمة الزّهراء عليها السّلام ثمّ الحسنين والأئمّة التّسعة مِن وُلْد الحسين
ـ مكانة أكبر، ومنزلَة أسمى فاقت ما لهذا الكتاب العظيم من المكانة والمنزلة عند غيرهم من المسلمين.
* * *
1ـ أهميّة القرآن الكريم عند أهل البيت عليهم السّلام
هذا أميرالمؤمنين عليّ عليه السّلام يقول في شأن القرآن موجِّهاً أنظار المسلمين
إلى أهميَّة هذا الكتاب الإلهيّ المقدس:
«اللهَ الله أيُّها النّاسُ فيما استحفَظَكم من كتابه».(1)
وقال في هذا المجال أيضاً:
«عَليكُم بكتاب الله فإنَّه الحَبلُ المتين، والنّورُ المبين، والشّفاءُ النّافع، والرِّيّ الناقِع،
والعصمةُ للمتمسّك، والنّجاةُ للمتعلِّق، لا يَعْوَجُّ فيُقام، ولا يَزيغُ فَيُستَعتَب».(2)
وهذا الإمام سيّد السّاجدين عليّ بن الحسين عليه السّلام يقول عن القرآن الكريم:
«لو ماتَ مَن بينَ المشرق والمغرِب لَما اْستوحشتُ، بعد أن يكون القرآن معي».(3)
ولم يكن هذا بالأمر الغريب، فهم سلام الله عليهم قُرَناء الكتاب حسب حديث (الثّقلين) المتواتر (4)،
وهما معاً يشكّلان المصدرَين الأساسِيَّين للمعرفة الإسلاميّة
بعد ارتحال رسول الله صلّى الله عليه وآله
، فلا غرابة أن تهتمّ العترةُ النّبويّة بالكتاب
وتلفت النظر إليه، كما اهتمّ الكتاب بالعترة الطاهرة، ولَفت الأنظار إليها بقوله:
إنّما يريدُ الله ليُذهب عنكم الرّجس أهل البيتِ ويطهّركم تطهيراً (5)،
وقوله: قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المَودَّة في القربى (6).
من هنا حثَّ أهلُ البيت عليهم السّلام كثيراً على العناية بالقرآن الكريم بجميع الأشكال والصور:
• قال الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام:
«تعلّموا القرآن فانه أحسن الحديث، وتفقّهوا فيه فإنَّه ربيع
القلوب».(7)
• وقال حفيده الإمام جعفر الصّادق عليه السّلام:
«يَنْبغي للمؤمن أنْ لا يموت حتّى يَتعَلّم القرآنَ، أو يكونَ في تعلّمه».(8)
• وقال الإمام الصّادق عليه السّلام أيضاً:
«مَنْ شُدِّدَ عليه في القرآن كان له أجران، ومن يُسِّرَ له كان مع الأوَّلين».(9)
وأكَّدوا على تعليمه للشّباب والأولاد خاصة.
• قال الإمام الحسن بن عليّ العسكري عليه السّلام:
«إنّ القرآن يأتي يومَ القيامة بالرّجل الشّاحبِ يقولُ لربّه: يا ربّ، هذا أظمأتُ نهارَه، وأسهرتُ ليلَه
، وقوّيت في رحمتك طمعه، وفسحتُ في رحمتك أمله، فكن عند ظنّي فيك وظنّه
. يقول الله تعالى: اُعطوه المُلكَ بيمينه والخُلد بِشماله،
واقرِنوه بأزواجه من الحور العين، واكسُوا والديه حلّة لا تقوم لها الدّنيا بما فيها، فينظر إليهما الخلائق فيعظّمونهما،
وينظران إلى أنفسهما فيعجبان منهما، فيقولان:
يا ربّنا، أنّى لنا هذه ولَم تَبلُغْها أعمالُنا ؟! فيقول الله عزّوجلّ: ومع هذا تاج الكرامة، لم يَرَ مثلَه الرّاؤون
ولم يسمع بمثله السّامعون، ولا يتفكَّر في مثله المتفكّرون،
فيقال: هذا بتعليمكما ولدَكُما القرآن، وبتبصيركما إيّاه بدين الإسلام،
وبرياضتكما إيّاه على حُبّ محمّد رسول الله وعليّ وليّ الله صلوات الله عليهما، وتفقيهكما إيّاه بفقههما».(10)
• وقال الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في هذا الصّدد:
«إنّ الله عزّوجلّ لَيهمُّ بعذاب أهل الأرض جميعاً حتّى لا يحاشي منهم أحداً
إذا عَمِلوا بالمعاصي واجترحوا السّيّئات، فإذا نظر إلى الشِّيب ناقلي أقدامهم إلى الصَّلوات، والوِلدان يتعلَّمون القرآن،
رحمَهُم فأخَّر ذلك عنهم».(11)
ودعا الأئمّة الطّاهرون النّاسَ وشيعتهم خاصّة إلى الإكثار من قراءة القرآن الكريم وتلاوة آياته.
• قال الإمام محمّد بن عليّ الباقر عليه السّلام:
«إنّما شيعةُ علّي.. كثيرةٌ صَلاتُهم كثيرةٌ تلاوتُهم للقرآن».(12)
• وقال الإمام جعفر الصادق عليه السّلام:
«عليكُم بتلاوة القرآن؛ فإنَّ درجاتِ الجنّة على عَدَد آيات القرآن، فإذا كان يومُ القيامة قيل لقارئ القرآن:
إقْرَاْ وارقَ. فكلّما قرأ آية يرقى درجة».(13)
• وقال عليه السّلام أيضاً:
«القرآنُ عهدُ الله إلى خلقه، فقد ينبغي للمرء المسلم أن يَنظُر في عهده،
وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية».(14)
• وقال عليه السّلام كذلك وهو يؤكد على التّلاوة في المصحف بالذّات:
«مَن قرأ القرآن في المصحَف مُتِّعَ ببصره وخُفّفَ عن والِدَيه وإن كانا كافرَين».(15)
1 ـ نهج البلاغة: الخطبة 86.
2 ـ نهج البلاغة: الخطبة 156.
3 ـ الكافي، للكليني 440:2.
4 ـ حديث مشهور، راجع مسند أحمد وصحيح مسلم والنسائي وغيرها.
5 ـ سورة الأحزاب / 33.
6 ـ سورة الشورى / 23.
7 ـ نهج البلاغة: الخطبة 110.
8 ـ الكافي 444:2.
9 ـ الكافي 444:2.
10 ـ تفسير الإمام العسكري عليه السّلام 22.
11 ـ ثواب الأعمال، للصدوق 21 و 16.
12 ـ صفات الشيعة، للصدوق / ح 167.
13 ـ وسائل الشيعة، للحرّ العاملي 842:2.
14 ـ الكافي 446:2 ، 449 ، 442.
15 ـ الكافي 446:2 ، 449 ، 442.
منقول
احسنتم وبارك الله فيكم
اترك تعليق: