نص الشبهة:
الجواب:
ورد في كتاب نهج البلاغة أن علياً « رضي الله عنه » كان يناجي ربه بهذا الدعاء : « اللهم اغفر لي ما أنت أعلم به مني ، فإن عدت فعد عليّ بالمغفرة ، اللهم اغفر لي ما وأيت (وأيت : أي وعدت . والوأي : الوعد .) من نفسي ولم تجد له وفاء عندي ، اللهم اغفر لي ما تقربت به إليك بلساني ثم خالفه قلبي ، اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ ، وسقطات الألفاظ ، وسهوات الجنان ، وهفوات اللسان » (نهج البلاغة (شرح ابن أبي الحديد ، 6 / 176) .) . فهو « رضي الله عنه » يدعو الله بأن يغفر له ذنوبه من السهو وغيره ، وهذا ينافي ما تزعمونه له من العصمة !
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإننا نجيب بما يلي :
أولاً : الإستغفار لا يدل على وقوع الذنبوله الحمد ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإننا نجيب بما يلي :
إن الله تعالى يقول لنبيه « صلى الله عليه وآله » : ﴿ ... إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ 1 .
وقال سبحانه : ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ... ﴾ 2 .
وقال تعالى : ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ... ﴾ 3 .
ورويتم عنه « صلى الله عليه وآله » أنه قال : « إنه ليغان [ليران خ .ل] على قلبي ، فأستغفر ربي في اليوم والليلة أكثر من سبعين مرة » 4 .
وهذه الرواية مردودة عند الشيعة ، لأنها تنسب إلى النبي « صلى الله عليه وآله » ما ينافي طهارته وعصمته .
ثانياً : دعاء المعصوم واستغفارهوقال سبحانه : ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ... ﴾ 2 .
وقال تعالى : ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ... ﴾ 3 .
ورويتم عنه « صلى الله عليه وآله » أنه قال : « إنه ليغان [ليران خ .ل] على قلبي ، فأستغفر ربي في اليوم والليلة أكثر من سبعين مرة » 4 .
وهذه الرواية مردودة عند الشيعة ، لأنها تنسب إلى النبي « صلى الله عليه وآله » ما ينافي طهارته وعصمته .
لا بد من الاشارة إلى النقاط التالية :
ألف : إن الله سبحانه حين شرّع أحكامه ، قد شرعها على البشر كلهم ، على النبي والوصي المعصوم ، وعلى الإنسان العادي غير المعصوم ، وعلى العالم والجاهل ، وعلى الكبير الطاعن في السن والشاب في مقتبل العمر ، وعلى المرأة والرجل ، وعلى العربي والأعجمي ، وعلى العادل والفاسق .
فيجب على الجميع الصلاة والزكاة والحج ، والصدق والأمانة ، ويستحب لهم الدعاء في أوقات مخصوصة ، أو مطلقاً . . و . . و . . الخ . . وقد رتبت على كثير من التشريعات مثوبات ، وعلى مخالفتها عقوبات . . ينالها الجميع ، وتنال الجميع بدون استثناء أيضاً . حتى لو لم يفهموا معاني ألفاظها ، ولم يدركوا عمق مراميها ، كما لو كانوا لا يعرفون لغة العرب ، أو كانوا أميين لم يستضيئوا بنور العلم .
فالثواب المرسوم لمن سبّح تسبيحة الزهراء « عليها السلام » هو كذا حسنة . فكل من قام بهذا العمل بشروطه استحق هذه الحسنات .
كما أن لهذه العبادات آثاراً خاصة تترتب على مجرد قراءتها ، حتى لو لم يفهم قارؤوها معاني كلماتها ، فمن قرأ آخر سورة الكهف مثلاً ، وأضمر الإستيقاظ لصلاة الصبح في الساعة الفلانية ، فإن الإستيقاظ سيتحقق ، كما أن من كتب نصاً بعينه ، كالسورة الفلانية ، أو الدعاء الفلاني يشفي من الحالة الكذائية ، فإن الشفاء يتحقق .
كما أن المعراجية للمؤمن المترتبة على الصلاة في قوله « عليه السلام » : الصلاة معراج المؤمن . أو القربانية في قوله « عليه السلام » : الصلاة قربان كل تقي . سوف تتحقق بالصلاة حتى لو لم يفهم المصلي معاني كلماتها ، ومرامي حركاتها ، فإن نفس هذا الاتصال بالله سبحانه بطريقة معينة ومحددة على شكل صلاة أو زيارة ، أو تسبيح وغير ذلك مما شرعه الله سبحانه ، يحقق هذه الآثار ، ويقود إليها ، إذا كان مع نية القربة ، وظهور الانقياد والتعبد لله سبحانه ، وفق تلك الكيفيات المرسومة من قبله تعالى ، وذلك يحقق غرضاً تربوياً ، وإيحائياً تلقينياً يريد الله سبحانه له أن يتحقق .
ولأجل ذلك نجد : أن النبي « صلى الله عليه وآله » يقول : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته .
ويقول في الأذان والإقامة :
أشهد أن محمداً رسول الله . . ويقول ذلك غيره . . لكي يحصل على ثوابهما ، وثواب الصلاة وآثارها بالإتيان بكل ما هو مرسوم فيها . . ومنه : أشهد أن محمداً رسول الله .
والرجل والمرأة يقرآن في دعاء واحد : ومن الحور العين برحمتك فزوّجنا . . ولا يعني ذلك : أن تقصد المرأة مضمون هذه الفقرة بالذات ، وبصورة تفصيلية ، بل هي تقصد الإتيان بالمرسوم والمقرر .
وإذا سألت : هل يعقل أن تكون صلاة النبي « صلى الله عليه وآله » والولي « عليه السلام » كصلاة أي إنسان عادي آخر من حيث ثوابها ، وتأثيراتها ؟
فإن الجواب هو : أن التفاوت إنما يكون فيما ينضم لذلك المرسوم من حالات الإخلاص ، أو ما يصاحبه من تعب وجهد ونصب ، فالثواب إنما هو بإزاء خصوصية إضافية (كالخشية) التي أنتجتها عوامل أخرى كمعرفة الله سبحانه ، وكمال العقل ، والسيطرة على الشهوات والميول . . أو أي جهد آخر إضافي قد بذله العبد ، ووعد الله عليه بالمثوبة المناسبة له على اعتبار : أن أفضل الأعمال أحمزها . .
فاتضح مما تقدم : أن إتيان المعصوم بالعبادات المرسومة ، ومنها الأدعية لا يستلزم أن يكون قد أصبح موضعاً لكل ما فيها من دلالات ، فلا يكون استغفاره دليلاً على وقوع الذنب منه .
ب : يقول بعض المهتمين بقضايا العلم : إن أجهزة جسم الإنسان تقوم بوظائف لو أردنا نحن أن نوجدها بوسائلنا البشرية لاحتجنا ربما إلى رصف الكرة الأرضية بأسرها بالأجهزة والمصانع . هذا على الرغم من أنه إنما يتحدَّث عن وظائف الجسد وخلاياه التي اكتشفت ، مع أنه لم يتم اكتشاف الكثير الكثير منها حتى الآن فضلاً عن سائر جهات وجود هذا الإنسان .
فالله سبحانه يفيض الوجود والطاقة والحيوية على كل أجهزة هذا الجسد وخلاياه لحظة فلحظة . وهذه الفيوضات وطبيعة المهام التي تنتج عنها ، وكل هذا التنوع وهذه التفاصيل المحيرة تشير إلى عظمة مبدعها في علمه وفي إحاطته ، وفي حكمته ، وفي تدبيره ، وفي غناه ، وفي قدرته ووو . .
فإذا كان النبي والولي المعصومان يدركان هذه النعم التي لولا الله سبحانه لاحتجنا لإنجازها إلى أجهزة تغلف الأرض بكثرتها .
ويعرف أيضاً : بعمق أنه المحل الأعظم لتلك النعم ، ويعرف عظمتها وتنوعها في مختلف جهات وجوده وأهميتها وطاقاتها ، ويستثمرها كلها في طاعة الله ويجد ويحس بآثارها في جسده ، وفي روحه ونفسه ، وكيف أن كل ذرّة في الكون مسخرة لأجله ، ولأجل البشر كلهم حسبما صرّح به القرآن الكريم ، ويعرف الكثير من أسرار ملكوت الله سبحانه . .
إذا كان الأمر كذلك ، فأن النبي والولي يحس أكثر من كل أحد بقيمة وعظمة واتساع النعم التي يفيضها الله عليه .
فلا غرو إذن ، أن يرى نفسه ـ مهما فعل ـ مقصراً لعدم قيامه بواجب الشكر لذلك المنعم العظيم . . بل يرى نفسه مذنباً في ذلك . . ثم هو يبكي ، ويبكي من أجل ذلك ، ولا يكف عن بذل الجهد ، وحين يقال :
يا رسول الله ما يبكيك ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك ، وما تأخر ؟! نجده يقول : أفلا أكون عبداً شكوراً .
ونوضح ذلك بالمثال ، فنقول :
إن من يريد تقديم هدية لسلطان أو ملك ، فإنه قد لا يجد فيما يقدمه ما يناسب جلال السلطان ، وأبهة الملك ، فيرى نفسه مقصراً فيما قدّمه إليه . . بل ومذنباً في حقه حيث قدم له ما لا يليق . . تماماً كما كان لسان حال القبّرة التي أهدت لسليمان جرادة كانت في فيها ، ولأن الهدايا على مقدار مهديها .
وواضح : أن حال المعصوم مع الله تختلف عن حالنا ، فهو يعرف الله حق معرفته ، ولأجل ذلك فإن عبادته له ليست خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته ، بل لأنه يراه أهلاً للعبادة ، فهو يعبده عبادة العارفين ، والعالمين . . كما أنه يعرف أيضاً أن موقعه يجب أن يكون موقع العبودية التامة ، والخالصة ، لأنه واقف على حقيقة ذاته في ضعفه ، وفي واقع قدراته ، وحقيقة حاجته إليه في كل شيء ، وكل آن . . ويرى نفسه مذنباً في هذا التقصير . . ولا بد أن تنتابه الخشية من فقدان لطف الله به ، وهتك العصم التي يكون بها قوته وثباته ، ثم قطع الرجاء ، وحبس الدعاء الخ . . كما ورد في دعاء كميل المروي عن علي « عليه السلام » .
ج : وبتقريب ثالث نقول : إن نسيج الأدعية والأذكار حين يراد له أن يكون دعاءً أو ذكراً مرسوماً للبشر كلهم بجميع فئاتهم ، ومختلف طبقاتهم ، ويلائم جميع حالاتهم ، وتوجهاتهم ، لا بد أن يكون بحيث يتسع لتطبيقات عامة ومتنوعة ، يجمعها نظام المعنى العام .
ويساعد على اتساع نطاق تلك التطبيقات ، ويزيد في تنوعها مدى المعرفة بمقام الألوهية ، ومعرفة أيادي الله تعالى ونعمه ، وأسرار خلقه وخليقته تبارك وتعالى وما إلى ذلك . . من جهة . . ثم معرفة الإنسان بنفسه ، وبموقعه ، وحالاته من جهة أخرى .
فبملاحظة هذا وذاك يجد المعصوم نفسه ـ نبياً كان أو إماماً ـ في موقع التقصير ، ويستشعر من ثم المزيد من الذل والخشية ، والخشوع له تعالى .
فالقاتل والسارق والكذاب حين يستغفر الله ويتوب إليه ، فإنما يستغفر ويتوب من هذه الذنوب التي يشعر بلزوم التخلص من تبعاتها ، ويرى أنها هي التي تحبس الدعاء ، وتنزل عليه البلاء ، وتهتك العصم التي تعصمه ، ويعتصم بها ، وتوجب حلول النقم به .
أما من ارتكب بعض الذنوب الصغائر ، كالنظر إلى الأجنبية ، أو انه سلب نملة جلب شعيرة ، أو لم يهتم بمؤمن بحسب ما يليق بشأنه . . وما إلى ذلك . .
فإنه يستغفر الله ويتوب من مثل هذه الذنوب أيضاً ، ويرى أنها هي التي تحبس دعاءه ، وتهتك العصم التي تعصمه ويعتصم بها ، وتحل النقم به من أجلها .
وهناك نوع آخر من الناس لم يقترف ذنباً صغيراً ولا كبيراً ، ولكنه يتهم نفسه أنه يقصّر في الخشوع والتذلل لله سبحانه ، ولا يجد في نفسه التوجه الكافي إلى الله في دعائه وابتهاله ، فإنه يجد نفسه في موقع المذنب مع ربه ، والعاقّ لسيده ، والمستهتر بمولاه . وهذه ذنوب كبيرة بنظره ، لا بد له من التوبة والاستغفار منها . . وهي قد توجب عنده هتك العصم التي اعتصم بها ، وحلول النقم ، وحبس الدعاء ، وقطع الرجاء ، وما إلى ذلك .
أما حين يبلغ في معرفته بالله سبحانه مقامات سامية ، كما هو الحال بالنسبة لأمير المؤمنين « عليه السلام » ، أو بالنسبة لرسول رب العالمين ، فإنه لا يجد في شيء مما يقوم به من عبادة ودعاء وابتهال : أنه يليق بمقام العزة الإلهية .
فقد روي : أن أمير المؤمنين « عليه السلام » قال : ألم تعلموا أن لله عباداً قد أسكتتهم خشيته من غير عي ولا بكم ؟! وأنهم هم الفصحاء البلغاء الألباء ، العالمون بالله وأيامه ؟! ولكنهم إذا ذكروا عظمة الله انكسرت ألسنتهم ، وانقطعت أفئدتهم ، وطاشت عقولهم ، وتاهت حلومهم ، إعزازا لله وإعظاماً وإجلالاً ، فإذا أفاقوا من ذلك استبقوا إلى الله بالأعمال الزاكية ، يعدون أنفسهم مع الظالمين والخاطئين ، وأنهم برآء من المقصرين والمفرطين .
ألا إنهم لا يرضون الله بالقليل ، ولا يستكثرون لله الكثير ، ولا يدلون عليه بالأعمال ، فهم إذا رأيتهم مهيمون مروعون ، خائفون ، مشفقون ، وجلون الخ . . 5 .
بل هو يعد الالتفات إلى أصل المأكل والمشرب ، والاقتصار على مثل هذه الطاعات تقصيراً خطيراً يحتاج إلى الخروج عنه إلى ما هو أسمى وأسنى ، وأوفق بجلال وعظمة الله سبحانه ، وبنعمه وبفضله وإحسانه وكرمه . .
وهذا التقصير ـ بنظره ـ ينتهي إلى الحرمان من النعم الجلّى ، التي يترصّدها ، حينما لا يصل في عبادته إلى درجات تؤهله لتقبلها .
أو ينتهي إلى حجب دعائه عن أن يستنزل العطايا الأعظم والأفخم ، أو يرتفع به إلى مقامات أجل وأسمى يطمع بها ، ويطمح إليها . .
وبعبارة أخرى : إنهم يرون : أن عملهم هو من القلّة والقصور بحدٍ قد يوجب حجب الدعاء ، من حيث أنه غير قادر على النهوض بهم بصورة أسرع وأتم ليفتح لهم تلك الآفاق التي يطمحون لارتيادها ، ما دام أن شوقهم إلى لقاء الله يذكي الطموح إلى طي تلك المنازل بأسرع مما يمكن تصوره .
فما يستغفر منه الأنبياء والأوصياء ، وما يعتبرونه ذنباً وجرماً . . إنما هو في دائرة نيل أعلى مراتب القرب والرضا ، وأعظم تجليات الألطاف الإلهية . . لأن كل مرتبة تالية تكون كمالاً بالنسبة لما سبقها ، وفي هذه الدائرة بالذات يكون تغيير النعم ، ونزول النقم ، وهتك العصم الخ . . أي بحسب ما يتناسب مع الغايات التي هي محطّ نظرهم « عليهم السلام » .
والخلاصة : إن كل فئة من هؤلاء إنما تقصد الاستغفار والتوبة تطبيقاً للمعنى الذي يناسب حالها ، وموقعها ، ووعيها ، وطموحاتها ، وخصوصيات شخصيتها ، وحياتها وفكرها ، وواقعها الذي تعيشه ، فهم يقرأون الأدعية ويفهمونها ، ويقصدون من تطبيقات معانيها ما يناسب حال كل منهم ، وينسجم مع معارفهم ، وطموحاتهم . . ولكنها على كل حال أدعية مرسومة على البشر كلهم ، وللبشر كلهم كما قلنا .
د : إن من الواضح : أن الذنوب المشار إليها في الأدعية لم يرتكبها الداعي غير المعصوم جميعاً ، فكيف إذا كان هذا الداعي هو المعصوم ؟!
هـ : يقول بعض العلماء : إن المراد بالمغفرة في بعض نصوص الأدعية ، خصوصاً بالنسبة إلى المعصوم ، هو مرحلة دفع المعصية عنه ، لا رفع آثارها بعد وقوعها . .
كما أن الطلب والدعاء في موارد كثيرة قد يكون وارداً على طريقة الفرض والتقدير ، بمعنى أنه يعلن أن لطف الله سبحانه هو الحافظ ، والعاصم له . . ولكن المعصوم يفرض ذلك واقعاً منه لا محالة إلا أن يكفي الله بلطف منه ، فهو على حد قول أمير المؤمنين « عليه السلام » . .
« لست بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي ، إلا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني » 6 .
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله . . 7 .
المصادر :
1. القران الكريم: سورة النصر (110)، من بداية السورة إلى الآية 3، الصفحة: 603.
2. القران الكريم: سورة محمد (47)، الآية: 19، الصفحة: 508.
3. القران الكريم: سورة غافر (40)، الآية: 55، الصفحة: 473.
4. العهود المحمدية للشعراني ص554 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج11 ص184 وتفسير للآلوسي ج1 ص93 وج15 ص318 وأحكام القرآن لابن العربي ج3 ص329 والتفسير الكبير للرازي ج25 ص90 وراجع ج3 ص23 وتفسير البيضاوي ج4 ص134 وتفسير أبي السعود ج6 ص113 وراجـع : الآحـاد والمثاني ج2 ص356 والسنن الكبرى للنسائي ج6 ص116 وكتاب الدعاء للطبراني ص515 ومعرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري ص115 وتاريخ بغداد ج8 ص23 وإمتاع الأسماع ج2 ص322 وج11 ص201 والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج2 ص106 .
5. التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري « عليه السلام » ص637 و 638 وبحار الأنوار ج3 ص266 وج94 ص55 و 56 عنه ، ورواه ابن الأثير في الكامل في التاريخ ج1 ص132 و ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج10 ص81 والبغوي في تفسيره ج3 ص259 عن أيوب « عليه السلام » .
6. الكافي ج8 ص293 وبحار الأنوار ج27 ص253 وج41 ص154 وج74 ص358 و 359 ونهج البلاغة (ط دار التعارف بيروت) ص245 .
7. ميزان الحق . . ( شبهات . . وردود ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1431 هـ . ـ 2010 م ، الجزء الرابع ، السؤال رقم (182) .
ألف : إن الله سبحانه حين شرّع أحكامه ، قد شرعها على البشر كلهم ، على النبي والوصي المعصوم ، وعلى الإنسان العادي غير المعصوم ، وعلى العالم والجاهل ، وعلى الكبير الطاعن في السن والشاب في مقتبل العمر ، وعلى المرأة والرجل ، وعلى العربي والأعجمي ، وعلى العادل والفاسق .
فيجب على الجميع الصلاة والزكاة والحج ، والصدق والأمانة ، ويستحب لهم الدعاء في أوقات مخصوصة ، أو مطلقاً . . و . . و . . الخ . . وقد رتبت على كثير من التشريعات مثوبات ، وعلى مخالفتها عقوبات . . ينالها الجميع ، وتنال الجميع بدون استثناء أيضاً . حتى لو لم يفهموا معاني ألفاظها ، ولم يدركوا عمق مراميها ، كما لو كانوا لا يعرفون لغة العرب ، أو كانوا أميين لم يستضيئوا بنور العلم .
فالثواب المرسوم لمن سبّح تسبيحة الزهراء « عليها السلام » هو كذا حسنة . فكل من قام بهذا العمل بشروطه استحق هذه الحسنات .
كما أن لهذه العبادات آثاراً خاصة تترتب على مجرد قراءتها ، حتى لو لم يفهم قارؤوها معاني كلماتها ، فمن قرأ آخر سورة الكهف مثلاً ، وأضمر الإستيقاظ لصلاة الصبح في الساعة الفلانية ، فإن الإستيقاظ سيتحقق ، كما أن من كتب نصاً بعينه ، كالسورة الفلانية ، أو الدعاء الفلاني يشفي من الحالة الكذائية ، فإن الشفاء يتحقق .
كما أن المعراجية للمؤمن المترتبة على الصلاة في قوله « عليه السلام » : الصلاة معراج المؤمن . أو القربانية في قوله « عليه السلام » : الصلاة قربان كل تقي . سوف تتحقق بالصلاة حتى لو لم يفهم المصلي معاني كلماتها ، ومرامي حركاتها ، فإن نفس هذا الاتصال بالله سبحانه بطريقة معينة ومحددة على شكل صلاة أو زيارة ، أو تسبيح وغير ذلك مما شرعه الله سبحانه ، يحقق هذه الآثار ، ويقود إليها ، إذا كان مع نية القربة ، وظهور الانقياد والتعبد لله سبحانه ، وفق تلك الكيفيات المرسومة من قبله تعالى ، وذلك يحقق غرضاً تربوياً ، وإيحائياً تلقينياً يريد الله سبحانه له أن يتحقق .
ولأجل ذلك نجد : أن النبي « صلى الله عليه وآله » يقول : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته .
ويقول في الأذان والإقامة :
أشهد أن محمداً رسول الله . . ويقول ذلك غيره . . لكي يحصل على ثوابهما ، وثواب الصلاة وآثارها بالإتيان بكل ما هو مرسوم فيها . . ومنه : أشهد أن محمداً رسول الله .
والرجل والمرأة يقرآن في دعاء واحد : ومن الحور العين برحمتك فزوّجنا . . ولا يعني ذلك : أن تقصد المرأة مضمون هذه الفقرة بالذات ، وبصورة تفصيلية ، بل هي تقصد الإتيان بالمرسوم والمقرر .
وإذا سألت : هل يعقل أن تكون صلاة النبي « صلى الله عليه وآله » والولي « عليه السلام » كصلاة أي إنسان عادي آخر من حيث ثوابها ، وتأثيراتها ؟
فإن الجواب هو : أن التفاوت إنما يكون فيما ينضم لذلك المرسوم من حالات الإخلاص ، أو ما يصاحبه من تعب وجهد ونصب ، فالثواب إنما هو بإزاء خصوصية إضافية (كالخشية) التي أنتجتها عوامل أخرى كمعرفة الله سبحانه ، وكمال العقل ، والسيطرة على الشهوات والميول . . أو أي جهد آخر إضافي قد بذله العبد ، ووعد الله عليه بالمثوبة المناسبة له على اعتبار : أن أفضل الأعمال أحمزها . .
فاتضح مما تقدم : أن إتيان المعصوم بالعبادات المرسومة ، ومنها الأدعية لا يستلزم أن يكون قد أصبح موضعاً لكل ما فيها من دلالات ، فلا يكون استغفاره دليلاً على وقوع الذنب منه .
ب : يقول بعض المهتمين بقضايا العلم : إن أجهزة جسم الإنسان تقوم بوظائف لو أردنا نحن أن نوجدها بوسائلنا البشرية لاحتجنا ربما إلى رصف الكرة الأرضية بأسرها بالأجهزة والمصانع . هذا على الرغم من أنه إنما يتحدَّث عن وظائف الجسد وخلاياه التي اكتشفت ، مع أنه لم يتم اكتشاف الكثير الكثير منها حتى الآن فضلاً عن سائر جهات وجود هذا الإنسان .
فالله سبحانه يفيض الوجود والطاقة والحيوية على كل أجهزة هذا الجسد وخلاياه لحظة فلحظة . وهذه الفيوضات وطبيعة المهام التي تنتج عنها ، وكل هذا التنوع وهذه التفاصيل المحيرة تشير إلى عظمة مبدعها في علمه وفي إحاطته ، وفي حكمته ، وفي تدبيره ، وفي غناه ، وفي قدرته ووو . .
فإذا كان النبي والولي المعصومان يدركان هذه النعم التي لولا الله سبحانه لاحتجنا لإنجازها إلى أجهزة تغلف الأرض بكثرتها .
ويعرف أيضاً : بعمق أنه المحل الأعظم لتلك النعم ، ويعرف عظمتها وتنوعها في مختلف جهات وجوده وأهميتها وطاقاتها ، ويستثمرها كلها في طاعة الله ويجد ويحس بآثارها في جسده ، وفي روحه ونفسه ، وكيف أن كل ذرّة في الكون مسخرة لأجله ، ولأجل البشر كلهم حسبما صرّح به القرآن الكريم ، ويعرف الكثير من أسرار ملكوت الله سبحانه . .
إذا كان الأمر كذلك ، فأن النبي والولي يحس أكثر من كل أحد بقيمة وعظمة واتساع النعم التي يفيضها الله عليه .
فلا غرو إذن ، أن يرى نفسه ـ مهما فعل ـ مقصراً لعدم قيامه بواجب الشكر لذلك المنعم العظيم . . بل يرى نفسه مذنباً في ذلك . . ثم هو يبكي ، ويبكي من أجل ذلك ، ولا يكف عن بذل الجهد ، وحين يقال :
يا رسول الله ما يبكيك ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك ، وما تأخر ؟! نجده يقول : أفلا أكون عبداً شكوراً .
ونوضح ذلك بالمثال ، فنقول :
إن من يريد تقديم هدية لسلطان أو ملك ، فإنه قد لا يجد فيما يقدمه ما يناسب جلال السلطان ، وأبهة الملك ، فيرى نفسه مقصراً فيما قدّمه إليه . . بل ومذنباً في حقه حيث قدم له ما لا يليق . . تماماً كما كان لسان حال القبّرة التي أهدت لسليمان جرادة كانت في فيها ، ولأن الهدايا على مقدار مهديها .
وواضح : أن حال المعصوم مع الله تختلف عن حالنا ، فهو يعرف الله حق معرفته ، ولأجل ذلك فإن عبادته له ليست خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته ، بل لأنه يراه أهلاً للعبادة ، فهو يعبده عبادة العارفين ، والعالمين . . كما أنه يعرف أيضاً أن موقعه يجب أن يكون موقع العبودية التامة ، والخالصة ، لأنه واقف على حقيقة ذاته في ضعفه ، وفي واقع قدراته ، وحقيقة حاجته إليه في كل شيء ، وكل آن . . ويرى نفسه مذنباً في هذا التقصير . . ولا بد أن تنتابه الخشية من فقدان لطف الله به ، وهتك العصم التي يكون بها قوته وثباته ، ثم قطع الرجاء ، وحبس الدعاء الخ . . كما ورد في دعاء كميل المروي عن علي « عليه السلام » .
ج : وبتقريب ثالث نقول : إن نسيج الأدعية والأذكار حين يراد له أن يكون دعاءً أو ذكراً مرسوماً للبشر كلهم بجميع فئاتهم ، ومختلف طبقاتهم ، ويلائم جميع حالاتهم ، وتوجهاتهم ، لا بد أن يكون بحيث يتسع لتطبيقات عامة ومتنوعة ، يجمعها نظام المعنى العام .
ويساعد على اتساع نطاق تلك التطبيقات ، ويزيد في تنوعها مدى المعرفة بمقام الألوهية ، ومعرفة أيادي الله تعالى ونعمه ، وأسرار خلقه وخليقته تبارك وتعالى وما إلى ذلك . . من جهة . . ثم معرفة الإنسان بنفسه ، وبموقعه ، وحالاته من جهة أخرى .
فبملاحظة هذا وذاك يجد المعصوم نفسه ـ نبياً كان أو إماماً ـ في موقع التقصير ، ويستشعر من ثم المزيد من الذل والخشية ، والخشوع له تعالى .
فالقاتل والسارق والكذاب حين يستغفر الله ويتوب إليه ، فإنما يستغفر ويتوب من هذه الذنوب التي يشعر بلزوم التخلص من تبعاتها ، ويرى أنها هي التي تحبس الدعاء ، وتنزل عليه البلاء ، وتهتك العصم التي تعصمه ، ويعتصم بها ، وتوجب حلول النقم به .
أما من ارتكب بعض الذنوب الصغائر ، كالنظر إلى الأجنبية ، أو انه سلب نملة جلب شعيرة ، أو لم يهتم بمؤمن بحسب ما يليق بشأنه . . وما إلى ذلك . .
فإنه يستغفر الله ويتوب من مثل هذه الذنوب أيضاً ، ويرى أنها هي التي تحبس دعاءه ، وتهتك العصم التي تعصمه ويعتصم بها ، وتحل النقم به من أجلها .
وهناك نوع آخر من الناس لم يقترف ذنباً صغيراً ولا كبيراً ، ولكنه يتهم نفسه أنه يقصّر في الخشوع والتذلل لله سبحانه ، ولا يجد في نفسه التوجه الكافي إلى الله في دعائه وابتهاله ، فإنه يجد نفسه في موقع المذنب مع ربه ، والعاقّ لسيده ، والمستهتر بمولاه . وهذه ذنوب كبيرة بنظره ، لا بد له من التوبة والاستغفار منها . . وهي قد توجب عنده هتك العصم التي اعتصم بها ، وحلول النقم ، وحبس الدعاء ، وقطع الرجاء ، وما إلى ذلك .
أما حين يبلغ في معرفته بالله سبحانه مقامات سامية ، كما هو الحال بالنسبة لأمير المؤمنين « عليه السلام » ، أو بالنسبة لرسول رب العالمين ، فإنه لا يجد في شيء مما يقوم به من عبادة ودعاء وابتهال : أنه يليق بمقام العزة الإلهية .
فقد روي : أن أمير المؤمنين « عليه السلام » قال : ألم تعلموا أن لله عباداً قد أسكتتهم خشيته من غير عي ولا بكم ؟! وأنهم هم الفصحاء البلغاء الألباء ، العالمون بالله وأيامه ؟! ولكنهم إذا ذكروا عظمة الله انكسرت ألسنتهم ، وانقطعت أفئدتهم ، وطاشت عقولهم ، وتاهت حلومهم ، إعزازا لله وإعظاماً وإجلالاً ، فإذا أفاقوا من ذلك استبقوا إلى الله بالأعمال الزاكية ، يعدون أنفسهم مع الظالمين والخاطئين ، وأنهم برآء من المقصرين والمفرطين .
ألا إنهم لا يرضون الله بالقليل ، ولا يستكثرون لله الكثير ، ولا يدلون عليه بالأعمال ، فهم إذا رأيتهم مهيمون مروعون ، خائفون ، مشفقون ، وجلون الخ . . 5 .
بل هو يعد الالتفات إلى أصل المأكل والمشرب ، والاقتصار على مثل هذه الطاعات تقصيراً خطيراً يحتاج إلى الخروج عنه إلى ما هو أسمى وأسنى ، وأوفق بجلال وعظمة الله سبحانه ، وبنعمه وبفضله وإحسانه وكرمه . .
وهذا التقصير ـ بنظره ـ ينتهي إلى الحرمان من النعم الجلّى ، التي يترصّدها ، حينما لا يصل في عبادته إلى درجات تؤهله لتقبلها .
أو ينتهي إلى حجب دعائه عن أن يستنزل العطايا الأعظم والأفخم ، أو يرتفع به إلى مقامات أجل وأسمى يطمع بها ، ويطمح إليها . .
وبعبارة أخرى : إنهم يرون : أن عملهم هو من القلّة والقصور بحدٍ قد يوجب حجب الدعاء ، من حيث أنه غير قادر على النهوض بهم بصورة أسرع وأتم ليفتح لهم تلك الآفاق التي يطمحون لارتيادها ، ما دام أن شوقهم إلى لقاء الله يذكي الطموح إلى طي تلك المنازل بأسرع مما يمكن تصوره .
فما يستغفر منه الأنبياء والأوصياء ، وما يعتبرونه ذنباً وجرماً . . إنما هو في دائرة نيل أعلى مراتب القرب والرضا ، وأعظم تجليات الألطاف الإلهية . . لأن كل مرتبة تالية تكون كمالاً بالنسبة لما سبقها ، وفي هذه الدائرة بالذات يكون تغيير النعم ، ونزول النقم ، وهتك العصم الخ . . أي بحسب ما يتناسب مع الغايات التي هي محطّ نظرهم « عليهم السلام » .
والخلاصة : إن كل فئة من هؤلاء إنما تقصد الاستغفار والتوبة تطبيقاً للمعنى الذي يناسب حالها ، وموقعها ، ووعيها ، وطموحاتها ، وخصوصيات شخصيتها ، وحياتها وفكرها ، وواقعها الذي تعيشه ، فهم يقرأون الأدعية ويفهمونها ، ويقصدون من تطبيقات معانيها ما يناسب حال كل منهم ، وينسجم مع معارفهم ، وطموحاتهم . . ولكنها على كل حال أدعية مرسومة على البشر كلهم ، وللبشر كلهم كما قلنا .
د : إن من الواضح : أن الذنوب المشار إليها في الأدعية لم يرتكبها الداعي غير المعصوم جميعاً ، فكيف إذا كان هذا الداعي هو المعصوم ؟!
هـ : يقول بعض العلماء : إن المراد بالمغفرة في بعض نصوص الأدعية ، خصوصاً بالنسبة إلى المعصوم ، هو مرحلة دفع المعصية عنه ، لا رفع آثارها بعد وقوعها . .
كما أن الطلب والدعاء في موارد كثيرة قد يكون وارداً على طريقة الفرض والتقدير ، بمعنى أنه يعلن أن لطف الله سبحانه هو الحافظ ، والعاصم له . . ولكن المعصوم يفرض ذلك واقعاً منه لا محالة إلا أن يكفي الله بلطف منه ، فهو على حد قول أمير المؤمنين « عليه السلام » . .
« لست بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي ، إلا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني » 6 .
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله . . 7 .
المصادر :
1. القران الكريم: سورة النصر (110)، من بداية السورة إلى الآية 3، الصفحة: 603.
2. القران الكريم: سورة محمد (47)، الآية: 19، الصفحة: 508.
3. القران الكريم: سورة غافر (40)، الآية: 55، الصفحة: 473.
4. العهود المحمدية للشعراني ص554 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج11 ص184 وتفسير للآلوسي ج1 ص93 وج15 ص318 وأحكام القرآن لابن العربي ج3 ص329 والتفسير الكبير للرازي ج25 ص90 وراجع ج3 ص23 وتفسير البيضاوي ج4 ص134 وتفسير أبي السعود ج6 ص113 وراجـع : الآحـاد والمثاني ج2 ص356 والسنن الكبرى للنسائي ج6 ص116 وكتاب الدعاء للطبراني ص515 ومعرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري ص115 وتاريخ بغداد ج8 ص23 وإمتاع الأسماع ج2 ص322 وج11 ص201 والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج2 ص106 .
5. التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري « عليه السلام » ص637 و 638 وبحار الأنوار ج3 ص266 وج94 ص55 و 56 عنه ، ورواه ابن الأثير في الكامل في التاريخ ج1 ص132 و ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج10 ص81 والبغوي في تفسيره ج3 ص259 عن أيوب « عليه السلام » .
6. الكافي ج8 ص293 وبحار الأنوار ج27 ص253 وج41 ص154 وج74 ص358 و 359 ونهج البلاغة (ط دار التعارف بيروت) ص245 .
7. ميزان الحق . . ( شبهات . . وردود ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1431 هـ . ـ 2010 م ، الجزء الرابع ، السؤال رقم (182) .