وكان الإمام الهادي (عليه السلام) في بعض الأحيان وتبعاً لما تقتضيه المصلحة يذكرّ المتوكل بالآخرة وبالموت، وحادثة استدعاء المتوكل للإمام الهادي (عليه السلام) بعد أن وشى به العباسيون وأعداء آل محمد والمتوكّل في حال السُكر والثمالة مسطورة في كتب التأريخ، فلمّا حضر الإمام (عليه السلام) وتبين للمتوكل كذب الواشين طلب من الهادي (عليه السلام) أن ينشده أبياتاً من الشعر، فأبى، ولكن المتوكّل ألح عليه فأنشد الإمام (عليه السلام) القصيدة التي مطلعها:
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم ***** غلب الرجال فما أغنتهم القُللُ
حتى خيف على الإمام (عليه السلام) من بطش المتوكل، ولكن الإمام الهادي (عليه السلام) كان يدرك تماماً ما يجب قوله في مثل هذه المواقف، فوعظه بتلك القصيدة البليغة فأسقط في يد المتوكل وبكى بكاء شديداً ثم أنصرف الإمام بسلام. ودمتم في رعاية الله