سورة المطففين السورة أقرب منها للسور المكية من السور المدنية ، تدور حول محاور خمس : هي :
1 ـ تحذير وإنذار شديد للمطففين .
2 ـ الإشارة إلى أن منشأ الذنوب الكبيرة إنما يأتي من عدم رسوخ الإيمان بالبعث والمعاد .
3 ـ عرض لجوانب من عاقبة « الفجّار » في ذلك اليوم العظيم .
5 ـ الإشارة لآثار استهزاء ، الكفار بالمؤمنين في الحياة الدنيا ، وانعكاس الحال في يوم القيامة .

فضيلة السورة : روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : « من قرأ سورة المطففين سقاه الله من الرحيق المختوم » .
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : « من قرأ في فرائضه ( ويل للمطففين ) اعطاه الأمن يوم القيامة من النار ، ولم تره ولم يرها .... »

بسم الله الرحمن الرحيم
( مفردات السورة ) ( ويل للمطففين * الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم او وزنوهم يخسرون * الا يظنّ اولئك أنهم مبعوثون * ليوم عظيم * يوم يقوم الناس لربّ العالمين )

التفسير ويل للمطففين :
بدأ الحديث في هذه السورة بتهديد شديد للمطففين : « ويل للمطففين » ، وتمثّل الاية في حقيقة توجيهها إعلان حرب من الله عزوجل على هؤلاء الظالمين الذين يأكلون حق الناس بهذه الطريقة القذرة .
« المطففين » : من التطفيف واصله من « الطف » .
« ويل » : تأتي بماني كثيرة منها حلول الشر ، الحزن ، الهلاك ، والمشقة من العذاب ، او واد مثيب في نار جهنم ، وتستعمل عادة في اللعن وبيان قبح الشيء ورغم صغر الكلمة إلا أنها تستبطن مفاهيم كثيرة .
( الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ) وتقول الآية الثانية : ( إذا كالوهم او وزنوهم يُخسرون ) يستوفون : اخذهم حقّهم كاملا عند الشراء وينفقون من الآخرين عند البيع وقد جاء ذكر الكيل في الآيتين عند حالة الشراء وذكر « الكيل » و « الوزن » عند حالة البيع ، وربما يرجع ذلك لأحد سببين :
الأول : كان تجّار تلك الأزمان الكبار يستعملون « المكيال » عند شرائهم للكميّات الكبيرة من المواد ، لأنه لم يكن عندهم ميزان كبير يستوعب تلك المواد الكثيرة . ( وقيل : إنّ الكرّ ) كان في الأصل إسما لمكيال كبير .
الثاني : انهم كانوا ينفضّلون استعمالالمكيال عند الشراء لصعوبة الغش فيه ، ويستغلّون الميزان عند البيع لسهولة الغشّ فيه !
( ألا يظن اولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم ) .
يوم عظيم في : عذابه ، حسابه ، واحواله .
( يوم يقوم الناس لربّ العالمين ) . أي أنهم كانوا يعتقدون بالبعث والحساب : وأن اعمالهم مسجّلة وستعرض كاملة في محكمة العدل الإلهي بخيرها وشرها ، وكبيرها ، وحقيرها ، لو كانوا يعتقدون ذلك ، لما ظلموا أحدا ، ولأعطوا الناس حقوقهم كاملة .
وقد اعتبر كثير من المفسرين : إن « الظن » الوارد في الآية « يظن » بمعنى « اليقين » ( لا يظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم ) ( اليس يوقنون انهم مبعوثون ؟ )