من المعروف ان الشخص الذي يكرر زيارته لشخص من الأشخاص ويسأل عنه باستمرار ويلهج باسمه يحصل بين الشخص الأول والشخص الثاني نوع من المحبة والألفة والارتباط وكلما زاد ذلك الحب واشتد ذلك الارتباط بينهما أخذ كل منهما يتصف بمواصفات الآخر ويتطبع بطباعه وهذا أمر ملحوظ في المجتمع، وكذلك الحال بالنسبة للزائر الذي يزور الإمام سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين باستمرار من القرب أو من البعد كما أشرنا فإنه يأخذ الشيء الكثير منه فيما يعود على ذاته وتصرفاته وسلوكه العام بالخيرات والبركات والتهذيب، كما أن الزائر يعطي الآخرين انطباعا بأنه يحمل تلك الأفكار والمبادئ التي يحملها ذلك المزور.

الإمام الحسين يحمل أهدافا إلهية سعى جاهدا لتطبيقها على أرض الواقع كالارتباط المطلق بالله سبحانه وتعالى وإحقاق الحق ورفض الباطل بكل صوره ورفض الظلم ومحاربة الطواغيت ونبذ الفساد، كذلك سعى لأن يكون الإنسان حرا في حياته لا يقبل الذل والمهانة وهذا ما أكد عليه الإمام في صرخته الخالدة «هيهات منا الذلة»، وأردا زرع مفهوم الشهادة في سبيل الله تبارك وتعالى في الأمة، فهذه المفاهيم وغيرها من الإيجابيات التي حملها الحسين هي السر في شن طغاة كل عصر الحرب على قبره وعلى زائريه فالطواغيت والمفسدون في الأرض لا تروق لهم هذه المفاهيم وهذه المبادئ وما فعله المتوكل لعنة الله عليه وأضرابه فيه من الدلائل الواضحة التي تدل على خوف الطواغيت والمفسدين من اسم الإمام الحسين، فهذا بعد سياسي لزيارة أبي الأحرار الإمام الحسين