س:ـ سيدي الكريم معذرة في أي سنة ارتقيت عوالم المنبر؟
السيد العوادي:ـ أول منبر حسيني ارتقيته كان طويرجاويا حيث كان المجلس عند البو عمير سنة 1958م مع العلم ان الحكام منعوا التعازي في حينها وواصلنا القراءة في النجف وابو صخير والكوفة.
س:ـ انت عاشرت فطاحل الرواديد وعرضت ابداعك في وقت مبكر فكيف نجحت بينهم وانت الغض الفتي اي نريد ان نعرف كيف تنفست في ظل اعمدة المنبر الحسيني؟
السيد العوادي:ـ اذا توفرت الطاقة الابداعية هان كل شيء مع الايمان الولائي الذي يدفع للتصميم والمطاولة الحقيقية من اجل خدمة اسمى. فالمواكب الحسينية كثيرة، وكذلك المناسبات والفرص كثيرة؛ كنت اقرأ يوما لموكب النجف في الصحن الحسيني المقدس بمناسبة وفاة الحسن المجتبى عليه السلام، واذا بي أفاجأ بالحاج المرحوم (حمزة الزغير) يلطم في الصف الاول وهو يطلق عبارات التشجيع (إي بعد عيني) وهذا يقرّب لك صورة الاخوة التي كنا نتعامل بها وصورة المحبة. فنحن كنا نتزاور ونتعارف لكوننا حملة هوية خدمية واحدة وابناء حلم واحد. وهذا لايعني في كل الاحوال غض الطرف عن روح المنافسة الفتية التي كانت قائمة بيننا تلك امور مشروعة والتنافس قائم لكن يقابلها الحب والتعايش السليم وامنيات الخير للجميع.
س:ـ نشعر ان هناك تلميحات في حوارك تصل بنا الى وجود تغييرات معينة في سمات المنبري الحسيني وهل يمكن ان نتعرف على الفوارق المقصودة؟
السيد العوادي:ـ كان المتسلطون علينا هم اعداء حقيقيين بهوية معلنة لاحاجة لهم باخفائها وهذا خلق شعورا جيّاشا عند الناس تجاه المنبر الحسيني والمجالس الحسينية فنراها عامرة بالناس اما اليوم اصبحت الفضائيات تبث ما يحوي اهتمامات الناس من تعازٍ ومجالس وهي قادرة على اشباع قلب الموالي بما يرغب وهذا يغنيه عن متابعة المجالس والحضور المبكر للجلوس قرب المنبر ليؤدي بمحبة شعائر طقوس مكبوتة وشوقا حاربته السلطة وحتى الشعر كان يتفاعل مع هذا الطقوس والمشاعر تعاملا حيا لايرتبط بارتباطات زمانية آنية ولذلك الى الان تجد قصائدهم وكأنها وليدة اليوم في حال هيهات لو تقرأ قصيدة حديثة بعد عام واحد.
س:ـ وهذا يعني لنا ان هناك سمات معينة لابد ان يمتاز بها كل رادود؟
السيد العوادي:ـ مسألة التثقيف... على الرادود ان يكون مثقفا تلك مسألة لانقاش فيها. كان عمالقة المنبر الحسيني يسعون للوصول الى القصيدة اولا ثم السعي لايصالها الى الناس بوعي. انا ارى ايضا ان على المنبري ان يكون دارسا مثابرا للدروس الحوزوية ليعرف اين حلال الله واين حرامه. ولكي لايسوغ لنا تبريرات فنية على حساب الشرعية. فيتجاوز على عقائدياتنا بحجج واهية. القضية الاكثر سخونة في عوالم اليوم هي مسألة اللحون الطربية والتي ستتجاوز بالتأكيد على حرمة المنبر والقضية الحسينية برمتها. فاغلب رواديد اليوم لايحتكمون لقوانين الشرع. يتغنون بكلمات غزلية ولحون خفيفة مطربة. والمشكلة الاكبر حين يسحبون الذائقة العامة اتجاه هذه اللحون هذا تعسف وعلينا ان نتحمل هذا التعسف لننافس به الاغنية!! يا اخي المنبر لا يحتاج لمستمعي الاغاني اساسا فالمنبر الحسيني هو مدرسة في كل شيء ولاتحتاج الى تقويمات لاعلاقة لها بالايمان.
تعليق