قدوم عمر بن سعد إلى كربلاء
في اليوم ( 3 محرم الحرام ) سنة ( 61 هـ ) قدم عمر بن سعد بن ابي وقاص في أربعة آلاف ، وكان أبن زياد قد ولاّه الري وأرسل ومعه أربعة آلاف لقتال الديلم ، فلما جاء الحسين ( عليه السلام ) قال له : سر اليه ، فإذا فرغت سرت إلى عملك ، فاستعفاه ، فقال : نعم على أن تردّ الينا عهدنا ، فاستمهله ، وأستشار نصحائه فنهوه عن ذلك ، فبات ليلته متفكراً ، فسمعوه وهو يقول :

دعاني عبيد الله من دونه قومه الـى خـظة خـرجت iiلـحيني
فـوا الله لا ادري واني iiلواقف عـلى خـطر لا ارتضيه ومين
أترك ملك الري والري iiرغبتي أما ارجع مذموما بقتل iiحسين
وفي قتل النار التي ليس بدونها حـجاب وملك الري قرة iiعيني وجاء حمزة بن المغيرة ـ وهو أبن أخته ـ فقال له : أنشدك الله يا خال أن تصير الى الحسين ، فتأثم عند ربك وتقطع رحمك ، فوالله لان تخرج من ديارك ومالك وسلطان الارض كلها ـ لو كان لك ـ خير لك من أن تلقى الله بدم الحسين ، فقال له إبن سعد : فاني افعل إن شاء الله .
جاء إبن سعد الى إبن زياد ، فقال : إنك وليتني هذا العمل ـ يعني الري ـ وتسامع به الناس ، فأن رأيت أن تنفذ لي ذالك وتبعث الى الحسين من أشراف الكوفة من لست خيراً منه ، وسمى له اناساً ، فقال له إبن زياد : لست أستشيرك في من أبعث ، إن سرت بجندنا والا فابعث الينا بعهدنا ، قال : فاني سائر ، وقبل أن يحارب الحسين ( عليه السلام ) .
قال ابن الجوزي : قال محمد بن سيرين : وقد ظهرت كرامات علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في هذا ، فإنه لقى عمر بن سعد يوماً وهو شاب ، فقال : ويحك يا بن سعد ، كيف بك إذا قمت يوماً مقاماً تخير فيه بين الجنة والنار ، فتختار النار . . .