بسم الله الرحمن الرحيم
عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): (من لانت كلمته وجبت محبته)، وقال (ع) أيضاً: (الرفق ييسر الصعاب ويسهل شديد الأسباب).
إنه هو..
يشار إليه بالبنان ونظرات الحنق والغيظ تتبعه وأحاسيس الكراهية والغضب تلاحقه أينما ولى وجهه يرتد خائباً ولا يلقى إلا نفوراً وتحاشياً ويعيش في ظلام دامس وعتمة قاتمة وليل مطبق لا نهار له ولا بصيص من نور فيه، تلك حالة النزق الخرق السيء الأخلاق، فما أصعب حياته وأقسى ظروفه إذا ساعد تلك الظروف على نفسيته المنهارة مزيج الغلظة والخشونة والعنف الناتج عن سوء خلقه.
ومن مبدأ أن الرفق لم يوضع على شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه، يعد الرفق واللين مطلباً حضارياً هاماً يعكس فضائل الفرد ونفسيته العذبة وأخلاقه الإنسانية كما يعكس حضارية المجتمع ومدى رقيه ومستوى ثقافته إذ الرفق مفتاح النجاح في كل الأمور وبالأخص في عملية الحوار الذي يعتبر من الممارسات اليومية الملحة التي تتطلبها كل أنماط حركتنا اليومية ومختلف فعالياتها وأنشطتها!
فعن طريق الحوار نتفاعل مع قضايانا، ونناقش همومنا، ونترافع مع الآخرين من حولنا، وتتحاور الأفكار وتتدافع وتتلاقح.. وتتقارب.. وتتباعد.. وربما تتصارع.
هذا التدافع الفكري والتنافس الثقافي من المنشطات التي تساهم في بناء الأمة بشرط أن يكون الحوار ضمن الأطر المنضبطة مع توفر شروطه المطلوبة ومتطلباته اللازمة.
ومن أهم الأسس والمتطلبات اللازمة لنجاح الحوار صحة الفهم والتصور وفقدان هذا المتطلب أودى بحواراتنا إلى أن تكون مجرد ردود أفعال مضطربة، وانفعالات عاطفية، وأصبحت اللهجة الحوارية السائدة صاخبة قلقة طبيعتها المراشقات الكلامية والمهاترات الجانبية، وانحرفت بمبدأ الحوار عن منحاه الحضاري وفعله البناء إلى أن يكون أشبه شيء بجلسات المحاكمة أو وثائق الإدانة ولعل الكثير من الصدامات الفكرية والنقاشات المحتدمة والمواقف المتأزمة على ساحات حواراتنا المختلفة وأوجه فعالياتها من أقوى بواعثها وأخفى مصادرها سوء الفهم والتصور!
فمبدأ الخلل أننا لا نفهم ما يقال ويناقش ويكتب أحياناً، ومع ذلك تجدنا ننطلق في ساحة الحوار نحلل، نتوقع، نضع المقدمات ونبني النتائج ومن ثم نصدر الأحكام.
وخطورة سوء الفهم لا تكمن فيه ذاته هو أمر مركب في ذات الإنسان وعقله، لكن الخطورة إننا نجعل سوء فهمنا مرجعية لنقد وتقييم أفكار وآراء الآخرين.. ونجعله قاعدة تصورية نحاكم إليها تصورات الآخرين ورؤاهم.
فنحن بحاجة أثناء مناقشاتنا وحواراتنا أو عرضنا لأفكار الآخرين ومناهجهم وتصوراتهم، للفهم الصحيح والإدراك التام والمعرفة الكاملة، حتى نستطيع بناء النقاش على أصول صحيحة ومنطلقات صائبة، ولن يحصل ذلك دون حسن الخلق بالرفق واللين وحسن الاستماع لآراء الآخرين وإعطائهم فرصة للكلام، فمن يفقد زمام أمره ويثور غضبه تنغلق أبواب عقله وتفكيره فلا تراه إلا هائجاً مستنفراً فلا مجال للتفكير عنده ولا فسحة لإعادة ترتيب الأمور ريثما يهدأ ويستكين.
فما أجمل نصيحة الإمام الصادق (عليه السلام) (من كان رفيقاً في أمره نال ما يريد من الناس) بأن نتحلى بالرفق واللين في الكلام والنقاش حتى لا تخرج عن العقلانية.
وأن ندرب عقولنا على حسن الفهم وصحة التصور ومرونة التعقل والإدراك حتى نحمي مناقشاتنا من زوابع الجدل ولجاجة الخصومة.
عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): (من لانت كلمته وجبت محبته)، وقال (ع) أيضاً: (الرفق ييسر الصعاب ويسهل شديد الأسباب).
إنه هو..
يشار إليه بالبنان ونظرات الحنق والغيظ تتبعه وأحاسيس الكراهية والغضب تلاحقه أينما ولى وجهه يرتد خائباً ولا يلقى إلا نفوراً وتحاشياً ويعيش في ظلام دامس وعتمة قاتمة وليل مطبق لا نهار له ولا بصيص من نور فيه، تلك حالة النزق الخرق السيء الأخلاق، فما أصعب حياته وأقسى ظروفه إذا ساعد تلك الظروف على نفسيته المنهارة مزيج الغلظة والخشونة والعنف الناتج عن سوء خلقه.
ومن مبدأ أن الرفق لم يوضع على شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه، يعد الرفق واللين مطلباً حضارياً هاماً يعكس فضائل الفرد ونفسيته العذبة وأخلاقه الإنسانية كما يعكس حضارية المجتمع ومدى رقيه ومستوى ثقافته إذ الرفق مفتاح النجاح في كل الأمور وبالأخص في عملية الحوار الذي يعتبر من الممارسات اليومية الملحة التي تتطلبها كل أنماط حركتنا اليومية ومختلف فعالياتها وأنشطتها!
فعن طريق الحوار نتفاعل مع قضايانا، ونناقش همومنا، ونترافع مع الآخرين من حولنا، وتتحاور الأفكار وتتدافع وتتلاقح.. وتتقارب.. وتتباعد.. وربما تتصارع.
هذا التدافع الفكري والتنافس الثقافي من المنشطات التي تساهم في بناء الأمة بشرط أن يكون الحوار ضمن الأطر المنضبطة مع توفر شروطه المطلوبة ومتطلباته اللازمة.
ومن أهم الأسس والمتطلبات اللازمة لنجاح الحوار صحة الفهم والتصور وفقدان هذا المتطلب أودى بحواراتنا إلى أن تكون مجرد ردود أفعال مضطربة، وانفعالات عاطفية، وأصبحت اللهجة الحوارية السائدة صاخبة قلقة طبيعتها المراشقات الكلامية والمهاترات الجانبية، وانحرفت بمبدأ الحوار عن منحاه الحضاري وفعله البناء إلى أن يكون أشبه شيء بجلسات المحاكمة أو وثائق الإدانة ولعل الكثير من الصدامات الفكرية والنقاشات المحتدمة والمواقف المتأزمة على ساحات حواراتنا المختلفة وأوجه فعالياتها من أقوى بواعثها وأخفى مصادرها سوء الفهم والتصور!
فمبدأ الخلل أننا لا نفهم ما يقال ويناقش ويكتب أحياناً، ومع ذلك تجدنا ننطلق في ساحة الحوار نحلل، نتوقع، نضع المقدمات ونبني النتائج ومن ثم نصدر الأحكام.
وخطورة سوء الفهم لا تكمن فيه ذاته هو أمر مركب في ذات الإنسان وعقله، لكن الخطورة إننا نجعل سوء فهمنا مرجعية لنقد وتقييم أفكار وآراء الآخرين.. ونجعله قاعدة تصورية نحاكم إليها تصورات الآخرين ورؤاهم.
فنحن بحاجة أثناء مناقشاتنا وحواراتنا أو عرضنا لأفكار الآخرين ومناهجهم وتصوراتهم، للفهم الصحيح والإدراك التام والمعرفة الكاملة، حتى نستطيع بناء النقاش على أصول صحيحة ومنطلقات صائبة، ولن يحصل ذلك دون حسن الخلق بالرفق واللين وحسن الاستماع لآراء الآخرين وإعطائهم فرصة للكلام، فمن يفقد زمام أمره ويثور غضبه تنغلق أبواب عقله وتفكيره فلا تراه إلا هائجاً مستنفراً فلا مجال للتفكير عنده ولا فسحة لإعادة ترتيب الأمور ريثما يهدأ ويستكين.
فما أجمل نصيحة الإمام الصادق (عليه السلام) (من كان رفيقاً في أمره نال ما يريد من الناس) بأن نتحلى بالرفق واللين في الكلام والنقاش حتى لا تخرج عن العقلانية.
وأن ندرب عقولنا على حسن الفهم وصحة التصور ومرونة التعقل والإدراك حتى نحمي مناقشاتنا من زوابع الجدل ولجاجة الخصومة.